يواجه معظم سكان منطقة ماتلاز البدوية الواقعة ببلدية السوقر (26 كيلومتر جنوب شرق عاصمة الولاية تيارت) ظروفا عسيرة جدا، يجعل الزائر للمنطقة يخيل إليه كما لو أن الجزائر مازالت تعيش في عهد الاستعمار الغاشم، حيث يبدو أن المنطقة وسكانها خارج دائرة اهتمامات السلطات المحلية المطالبة بالالتفات إلى مطالب سكان ماتلاز الذين لم يبق لهم إلا توجيه صرخة استغاثة للرئيس بوتفليقة·· ولسان حالهم يقول·· "وابوتفليقاه·· لا نريد إلا الكهرباء"!·· قال عدد من سكان ماتلاز بالسوقر، وبشكل خاص المقيمين بمزرعة لوماني مكي رقم 4، الذين لا يسمعون بسونلغاز، أنهم لا يريدون مدارس ولا ثانويات ولا مسبحا ولا مستشفى·· لأن أحلامهم لم تكبر بعد إلى هذا المستوى، فكل ما يريدونه حاليا هو التيار الكهربائي الذي تبقى عشرات العائلات الريفية بماتلاز محرومة منه·· تصوروا·· بعد نحو نصف قرن من الاستقلال·· وحتى حلم الحصول على طريق معبدة تسمح لهم بالتنقل إلى المدينة لقضاء حاجياتهم الأساسية بشكل أقل صعوبة لم يعد ضمن اهتماماتهم بعد أن واجههم المسؤولون المحليون بكثير من التجاهل· ومن العجيب أن تعجز بلدية السوقر عن توفير الكهرباء لمواطنين يقطنون على بعد نحو خمسة إلى عشر كيلومترات عن المدينة رغم الأغلفة المالية المرصودة للتنمية المحلية، ورغم جهود رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الكبيرة لإخراج جميع أبناء الجزائر من دائرة البؤس التي يعيشون فيها· عشرات العائلات في ماتلاز تفتقد للكهرباء، رغم أنه ضروري جدا للحياة العصرية، ولذلك لا يشاهد كثيرون من سكان المنطقة جهاز التلفزيون ولا يشربون الماء البارد ولا يمكنهم الاحتفاظ بالمواد الغذائية لمدة طويلة لأنهم بلا أجهزة تبريد، أما المكيفات الهوائية فحلم بعيد المنال· ولا شك أن الزائر لمنطقة ماتلاز يتفاجأ كثيرا بالمسالك الطرقية الوعرة، حيث يضطر أصحاب السيارات إلى تخفيض السرعة إلى أقل من عشرين كيلومتر في الساعة لكون الطرق المؤدية من مقر بلدية السوقر إلى منطقة ماتلاز غير معبدة، وهي ترابية صخرية، مليئة بالحفر والمطبات، ويصبح السير بها شبه مستحيل في فصل الشتاء، حيث يضطر التلاميذ من أبناء المنطقة إلى الاعتماد على أرجلهم وتحدي الظروف المناخية الصعبة للوصول إلى مدارسهم· وقد رفع سكان ماتلاز العديد من التظلمات والشكاوي للسطات المحلية بالسوقر من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكنهم لم يجدوا أذانا صاغية، ويتمنون أن يكون لأحلامهم ومطالبهم مكان في المخطط الخماسي 2010 2015، لعلهم يستيقظون ذات يوم وقد أصبح بإمكانهم الاستمتاع بنعمة الكهرباء ثم بنعمة الطريق المعبدة التي تبدو أمنية بعيدة المنال··