** أريد أن أعلم لماذا الحب محرَّم إذا ضمن الشخصان نفسيهما، وكان هدفه الزواج؟ ولماذا يقال دائما إن الفتاة يجب أن تحافظ على نفسها ولا تصاحب شابا مطلقا؛ لأن تفكيره يختلف عنها، فهي تفكر في الحب والمعاملة الحسنة، ولكن فيم يفكر الشاب؟ هل يمكن أن يفكر بها جنسيا؟ أنا أتكلم عن الشاب الخلوق، وليس عن الذي بلا أخلاق أو ضمير، ولماذا لا يتفهم الأهل طبيعة أن هذا العصر يختلف عما عاشوا فيه، وأن ليس كل ما يرونه صوابا؟ فأين المشكلة؟ * تجيب ليلي أحمد الأحدب بالقول: لم يقل أحد إن الحب حرام، ولا حتى الفقهاء، ولكن الحب إذا أدى إلى حرام فهو حرام، أي إذا أدى إلى الزنا أو إلى ما يقرِّب من الزنا. والشاب والفتاة فكلاهما يميل إلى الجنس الآخر، وأنت تتحدثين عن الشاب الخلوق، فإذا كان هذا الشاب خلوقا فإنه من الصعب أن يمنع غريزته أن تمتطي خياله، وإذا كانت الفتاة متساهلة فقد يقع بينهما المحظور، فالكريم ابن الكريم ابن الكريم الذي هو سيدنا يوسف عليه السلام، والذي والده نبي، وجده نبي قال: "وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ"؛ أي إنه طلب من الله سبحانه أن يصرف عنه كيد النساء اللاتي كن يردن أن يقيم معهن علاقة جنسية، فهذا نبي ولجأ إلى الله خشية الوقوع في الزنا، فما بالك بشاب يحب فتاة ويخرجان معا ويدخلان معا؟ إذا لم يفكر الشاب جنسياً بالفتاة التي يحبها فإنه يكون غير طبيعي، وإذا كانت الرغبة الجنسية تختلف من شاب إلى شاب، ومن فتاة إلى فتاة، لكنها لا تموت عند أحد، خصوصا إذا كانا في سن القوة واليفاعة، وإذا كنت تقولين إن الأهل يجب أن يفهموا أن هذا العصر قد تغير، فأنا أوافقك ولكن أَضيف بقولي: ولذلك يجب أن تكون الفتاة أكثر حذرا من الشاب عن الأزمنة السابقة؛ لأن الأخلاق في تردٍّ عموما، وكذلك على الشاب أن يبحث عن الفتاة التي تتصف بحياء الأنثى، وليس التي تعامل الشباب كأنها واحد منهم ليقال عنها إنها "متفتحة وعصرية". نعم، لا مانع من وجود زمالة المدرسة بين الجنسين إذا كانت المدرسة مختلطة، ولا مانع من وجود تعارف بين الجنسين من العائلة والجيران ضمن أصول الحياء والحشمة، ولكن الشيطان لم يمت ولن يموت لا في هذا العصر ولا غيره. والمشكلة في بداية سؤالك تركتها إلى نهاية جوابي، وهي أنه لا أحد يعلم إن كانت هذه الفتاة ستكون من نصيب هذا الشاب أم لا، ومجتمعاتنا العربية لا تنظر إلى الفتاة التي تخرج مع شاب ليست هناك أية علاقة رسمية بينهما، سواء خطبة أو عقد قران، إلا على أنها "فتاة لعوب"، وهذه النظرة تؤثر عليها مستقبلا إذا أرادت الزواج من غير الشاب الذي كانت تسير معه، وهذه مجتمعاتنا وهذه أعرافنا، ونحن وإن كنا نذم التقاليد السيئة فإن هذا التقليد في فصل الشاب عن الفتاة ما لم تكن علاقة جادة وبرضا العائلتين، هي من أفضل التقاليد لدينا. أرجو أن تعلمي أن الزواج ليس مجرد علاقة حب، بل يقوم أيضا على نقل خِبرات الآباء إلى الأبناء، والزوجان في بداية حياتهما الزوجية يتعرضان لكثير من العواصف حتى لو لم يتدخل في حياتهما أحد، ووجود عائلة كل طرف هو أهمُّ سبل حل الخلافات التي تحصل بين الزوجين عندما يعجزان عن إيجاد الإصلاح بينهما، فيلجئان إلى التحكيم، ولا تظني أني خرجت عن الموضوع، بل الموضوع ليس الحب، لكن كيفية الحفاظ على الحب بعد الزواج، فهو غير ممكن لشاب وفتاة إذا لم يوجد لهما السند العائلي، ونصيحتي أن تستفيدي من خبرات أهلك، ولا تنزعجي من حرصهم عليك، وعندما تصبحين أما ستجدين نفسك تتصرفين بنفس الطريقة التي حافزها هو الخوف على الذرية عموما، والبنات خصوصا.