الحائرة: السلام عليكم أنا عمري 22 سنة تعرفت مند 6 شهور على شخص زميلي في العمل ، لم أكن أعيره اهتمام أبداً ، وكانت معظم زميلاتي يحاولن إغراءه دون فائدة ، بعد فترة من الزمن صارحني بإعجابه، مع أنه لم يظهر لي أبداً ذلك الإعجاب ، المهم ترددت كثيرا في قبول علاقته خصوصاً أنني كنت أرفض فكرة التعرف على رجل خارج إطار الزواج وهذا ما جعله أول شخص في حياتي إلا أنني وافقت في آخر الأمر حتى لا أجرح مشاعره برفضي و حتى أجرب أنا أيضاً أن أصادق شخصاً ، و أيضاً حتى أعرف لماذا زميلاتي معجبات به ، من اجل كل ذلك وافقت على العلاقة واكتشفت أنه من أطيب خلق الله ، أعجبت به كثيرا لدرجة أننا كنا نلتقي كل يوم نهاراً ونتكلم على التليفون ليلاً كأننا نسكن معاً ، لكنه لم يعدني أبداً بالزواج لأنه يقول أنه عنده مشاريع يريد تحقيقها . وان زواجنا إن شاء الله بعد 3 سنوات ، وأنه لن يستطيع أن يعدني بشيء لا يستطيع تحقيقه. استمرت العلاقة شهرين كانت أحلى أيام حياتي التي أعيش على ذكراها الآن ، وذات يوم تطاول علي و حاول أن يقبلني لكني رفضت أول الأمر لكن رفضي لم يستمر طويلاً مع أن عقلي الباطن كان لازال رافضاً لأن هذا التصرف يتنافي تماماً مع تربيتي و أخلاقي ، لكني خضعت آخر الأمر حتي لا أخسره . و اكتشفت بعد ذلك أني خسرت نفسي و ثقة أهلي ، في اليوم التالي قررت أن أقطع علاقتي به اتصل بي وهو في قمة السعادة لكنني رددت عليه بأن ينسى أنه عرفني يوماً ما وأنا أيضاً سوف أحاول أن أنساه مع أنه أصعب شيء ، كان جوابه أنني لا أحبه و أنني كذبت عليه حين أوهمته بالحب ، وأنني لا أعرف ماذا أريد كانت هذه آخر قصتي معه إلا أنه قد مرت على هذه القصة 6 أشهر وإلى الآن لا يفارق خيالي ، ومحاولتي لنسيانه لم تنجح أنام و دموعي على خدي لأنني لا أستطيع أن أتخيل نفسي زوجة لغيره لأنني أحببته من كل قلبي ، لكن في نفس الوقت لا أريد أن أخسر نفسي وأهلي و ديني ، أتمنى أن أعود له ، لكن لا أدري هل هو قرار صائب ، وهل سوف يسامحني لأني قطعت علاقتي به أتمنى منكم رداً على مشكلتي لأني أتعذب ، و أرفض كل من يتقدم لي بحجج فارغة ، و الحقيقة أنني لا أتخيل نفسي مع غيره . عزيزتي الحائرة.. صديقتي أهلاً بك، جميل أن تشعري بالذنب لخطأ ارتكبته وجميل أن تعدلي عنه وتقرري عدم العودة إليه مرة أخرى، فبقدر إعجابي بك يكون عجبي من موقفك من القصة كلها بشكل عام . في البداية رفضت التعرف على الشاب ثم وافقت بحجة أن يكون لك صديق ، أليست الطريقة ملتوية والهدف غير واضح ، ثم بعد ذلك تحاببتم ، قلت إنه لم يعدك بالزواج ، ثم عدت لتقولي إنه وعدك بالزواج خلال 3 سنوات ، القصة كلها بدأت وانتهت في خلال شهرين ، ومنذ ستة أشهر وأنت تعيشين على ذكرى شهرين فقط كانوا ومروا بلا أي نتيجة سوى جرح تركته الذكرى في قلبك ، والحقيقة أنك لست أول من يفشل حبه الأول أو ينتهي حتى لو كان بلا أسباب ، فهي نتيجة طبيعية تواجه الحب الأول ، الذي غالباً ما يكون مجرد وهم لا أساس له ولا مقومات تدفعه للمقاومة والبقاء حياً فلضعفه وهشاشته يفقد مقومات الحياة وينتهي مع أول مشكلة ليترك غصة في القلب تداويها الأيام بحب جديد أكثر نضجاً وأكثر عقلانية وأكثر قدرة على الاستمرار ومواجهة الضغوط الحياتية المختلفة . هي ليست المشكلة الآن لكن المشكلة هي أنك لست واضحة فيما تفكرين وفيما تريدين ، حتى في تعارفك بهذا الشاب كنت فضولية كان التعارف فقط لرغبتك في معرفة الشاب الذي تحوم حوله الفتيات ، ثم ضعفت أمامه وضعفت أكثر وشعرت بالخسارة فأنهيت الموضوع وطلبت منه أن ينساك ، ما المشكلة إذن ؟ إن كل ما أردته فعلته ، أردت الحب والتعرف فتعارفت وأحببت ، ثم فجأة خطر على بالك أن تنهي الموضوع فاتخذت القرار وانتهى كل شيء ، أليست هذه رغباتك ؟ هل هناك من يأخذ القرارات نيابة عنك ؟لقد كان من الممكن أن تتجاوزي كل المشكلات وتتخطي كل العقبات ولا تسمحي بتقديم تنازلات ستخجلين منها فيما بعد ،لو أنك علمت أن الحب هو علاقة ناضجة قوية بين شخصين كلاهما على مستوى المسئولية وهي أيضاً علاقة مرنة جداً تسمح بوجود مساحة للخلاف والاختلاف بين كيانين مستقلين ، وتسمح بوجود مشكلات عارضة وحلول للمشكلات ، فيفترق الحبيبان ويعودا مرة ومرة ومرات من أجل الحب الذي يجمعهما معاً ويساعدهما على تجاوز المشكلات وتخطي العقبات وتحدي الأزمات . لكن ما حدث في علاقتك لم يكن كذلك بل كان حبك كجنين ولد ناقصاً فلم يحتمل الحياة عند أول مواجهة ، فمات ، فلو كان ما بينكما حباُ حقيقاً ما كانت الأمور قد وصلت بينكما إلى ما وصلت إليه الآن بل لكان الحب الذي يجمعكما قد تجاوز الأزمة ومر فوقها وعاد أقوى من ذي قبل . وأنت الآن لا تتصورين حياتك بدونه فعلى أي أساس يكون هذا التصور هل ستكملي عمرك معه من دون أن يكون له وجود في حياتك هل ستقضين حياتك تجترين ذكرى شهرين . يا صديقتي ليس المهم أن تحبينه كل هذا الحب ، لكن المهم أيضاً أن يبادلك نفس القدر من الحب ونفس الرغبة في استكمال الحياة معك ، هل ترين في قصتك ما يؤكد ذلك ولو باحتمالات بسيطة حتى. الحب يا صديقتي علاقة تكاملية يتفق فيها الطرفين علي استكمال مشوار الحياة معاً، فأين هو من تحلمين باستكمال حياتك معه هل تدري ما حدث له خلال الأشهر الست الماضية أين هو منك الآن ؟ هو يعرف ماذا يريد لقد طلبت منه إنهاء العلاقة فنفذ بدون مناقشة وهو تصرف أيضاً يدل علي أنه لم يكن متمسكاً بك تماماً ، وهو أمر واضح فلماذا أنت متمسكة بشخص لم يعد لك ، لماذا إصرارك على أن العيش في وهم . لقد أنهي هو قصته ومن يدري لعله يستعد لبداية جديدة وأنت كما أنت لا تعرفين ماذا تريدين ؟ صديقتي حددي هدفك من الحياة أولاً واعرفي ماذا تريدين ثم بعد ذلك سيأتي الحب فالحب ليس شخص ضل الطريق لكنه قدر وله وقت معلوم .