المجال مفتوح أمام كلّ تقني مؤهّل لانتقاد مدرّب آخر بطريقة حضارية، لكن ليس من حقّ أيّ تقني أثبت ميدانيا أنه غير مؤهّل لتدريب فريق بحجم اتحاد العاصمة فتح النّار على المدرّب هرفي رونار بطريقة همجية وتحمليه مسؤولية تواجد "سوسطارة" في وضعية غير مريحة نظير تلقّيه أجرة شهرية لم يسبق وأن تلقّاها أيّ مدرّب درّب فريقا جزائريا أو حتى المنتخب الوطني· طبعا، من حقّ المدرّبين الذين كشف الميدان أنهم ليسوا في المستوى استغلال مثل هذه الفرصة لانتقاد الآخرين بغرض تعبيد طريق العودة إلى الواجهة وإيجاد الفريق الذي يسمح له بالعودة إلى مجال التدريب بعد مدّة طويلة من وضعهم في الثلاّجة لأنهم ببساطة غير مؤهّلين لتدريب حتى الفرق التي تنشط في قسم ما بين الرابطات فمبالك بفريق بحجم اتحاد العاصمة؟ لأنه مهما كانت الانتقادات ضد هرفي رونار فإن هذا الأخير مستواه عال جدّا وبعيد مسافة بعد السماء عن الأرض عن مستوى المدرّبين الذين حمّلوه مسؤولية عجز الاتحاد عن إيجاد الحلول الكفيلة لتجاوز فترة الفراغ الصّعبة التي يمرّ بها منذ أكثر من ثلاثة أشهر بتحقيقه نتائج غير إيجابية ولا تتماشى مع الأجرة الشهرية الباهظة التي خصّصتها إدارة حدّاد لأعضاء الطاقم الفنّي بقيادة رونار· هذا الأخير ومهما قيل عنه فإنه يبقى من المدرّبين الذين أثبتوا ميدانيا أنه مدرّب من العيار الثقيل لأنه درّب منتخبات قوية وحقّق معها نتائج باهرة وليس من طراز المدرّبين الذين فشلوا في قيادة فرق مغمورة على غرار اتحاد خميس الخشنة وترجّي أولاد موسى وفرق تنشط في الدرجة الثالثة في البطولة التونسية، لأن الميدان هو الفاصل وليس بالكلام، أليس كذلك يا أصحاب الألسنة الطويلة؟