يطالب مربو الخيول بولاية الشلف من مديرية الفلاحة بالدعم الكافي لنشاطهم التراثي الأصيل للحفاظ على سلالة حيوانات الخيول وخاصة البربرية العربية منها التي أضحت سلالتها في خطر وهي في تناقص مستمر وفي طريقها إلى الاندثار خاصة بعد أن كانت تربية الخيول في الماضي مصدر فخر واعتزاز قبل ان يتراجع هذا النشاط خلال السنوات الأخيرة. هذا الوضعية خلفت ندرة كبيرة في الأسواق حيث ارتفع ثن الفرس بشكل مذهل يصل إلى ما فوق 100 مليون سنتيم للفرس الواحد ،وهي تكلفة جد مرتفعة في الأسواق المنتشرة بالجزائر والمعروفة بأسواق الخيول وعن تربية الخيول وليس الفروسية أو تربية الفرس المعد للعب والسباق سلطت" أخبار اليوم" الضوء على هذا الموضوع وكانت ولاية الشلف عينة لدراسة تربية الخيول المنتجة للفرس الذي يستعمل للركوب والسباق وأيضا لإقامة الأفراح أو استقبال الوفود الرسمية ومعاناة المهتمين بتربية الخيول مع البحث عن السلالة المفضلة والمشاكل الكبيرة التي تواجههم في توفير الغذاء ومتطلبات التربية والبداية مع تراجع الاهتمام بتربية الخيول في الجزائر والأسباب والدواعي التي حتمت على المربين العزوف عن تربية الخيول والمنتجة وقد كانت للجريدة وقفة مع أحد المربين بولاية الشلف والذي بدأ اهتمامه بتربية الخيول منذ 4 سنوات فقط بعد أن رأى اندثار أو انقراض الفرس أو الجواد في أرض الثوار والذي يعد هذا النوع من الحيوان رمز التقدم و الجاه والشجاعة والكرم عند العرب قديما وحاليا في كثير من المناطق وخاصة النائية منها حيث لجأ هذا المربي وهو شاب في عقده الثالث إلى تربية الخيول رغبة منه في الحفاظ على السلالة وعقائد الأجداد بأن الفرس أو الخيل دلالة على الخير حيث قام هذا الشاب بالإهتمام بما يملك من خيول داخل اسطبل يبعد عن مقر بلدية أولاد بن عبد القادر نحو 9 كلم وعن عاصمة الولاية حوالي 23 كم وقد اختار هذا المكان لما له من أهمية من حيث وجود المكان خارج العمران من جهة ومن جهة أخرى كون الإسطبل هو ملك للمربي وهو ما ساعده أن يهتم بتربية الخيول والحفاظ على تقاليد الأجداد وقد أصبح حاليا عند هذا المربي حوالي 14 رأس من الخيول و هي على نوعان النوع الأول بربري عربي أصيل والنوع الثاني إنجليزي وقد وفر لهذه الخيول كل سبل الراحة بالإسطبل الذي كان يتخذه والده قبل سنوات مسكنا عائليا قبل أن يتحول إلى اسطبل لتربية الخيول وأهم مشكل يقف حاجزا منيعا أمام هذا الشاب المربي نقص الدعم من المصالح المختصة بمديرية الفلاحية ،بحيث كشف أنه لم يتلقى أي دعم من هذه المصلحة خاصة من جانب التغذية أو تسهيل عملية توفير الغذاء للحيوانات التي هي في طريقها إلى الاندثار و الانقراض بعد أن وصل ثمنها بالأسواق إلى السقف جاوزت 100 مليون سنتيم .حيث يطالب فقط بتوفير الغذاء للحيوانات التي يعتني بتربيتها ،كما أن مشكل انعدام الكهرباء أثقل كاهله بحيث يدفع يوميا ما قيمته 400 دينار تكلفة وقود المحركات المشغلة للكهرباء كما أن مشكل نقص المياه وانعدامها يتطلب من المربي تنقل أكثر من كيلومتر واحد لجلب الماء .وكل هذه النقائص لم تحبط عزيمته في مواصلة الاهتمام بالخيل والفرس والذي يعد سعادته وليس مصدر رزقه خاصة وأن ضحى بالكثير من أجل الاهتمام بتربية الخيول وهذا لما لها من أهمية بليغة سواء لدى المربي كشخص أو المحيطين به وكثير من المهتمين بهذا النشاط الثقافي الموروث عن الأجداد . وقد كشف المربي أمين عن الأهمية الكبيرة والفوائد العظيمة التي يجنيها في تربية الخيول خاصة لما ينفع غيره من الجانب الإنساني والصحي ففي الجانب الصحي أكدت التجارب حسب المربي إلى العلاج المفيد والمجرب للمصابين بأمراض السكري وأيضا المرأة العاقم وكذا المصابين بتخلفات ذهنية أو عقد نفسية فاستعمال بعض السوائل من الخيل يمكن للمريض بالأسقام المذكورة أن يشفى بإذن الله هذا من جهة ومن جهة أخرى من الجانب الإنساني حينما يتحول الإسطبل كل نهاية الأسبوع إلى حديقة للتنزه وحتى إلى ورشة للدراسة ناهيك عن تطلعات كالتكاثر والحفاظ على سلالة تربية الخيول وأيضا الحفاظ على التقاليد كسباق الخيل والفروسية .