10 أكتوبر 2011 الجزائر 2 إفريقيا الوسطى 0 لم يفوت المدرب الجديد للفريق الوطني وحيد خاليلوزيتش في خريف 2011 فرصة استضافة منتخب إفريقيا الوسطى بملعب 5 جويلية في العاشر أكتوبر من تلك السنة في ختام تصفيات كأس أمم إفريقيا (الغابون - غينيا الاستوائية 2012) من تحقيق الفوز وهو أول فوز للتشكيلة الوطنية في مباراة رسمية بعد أكثر من أربع سنوات كما انه أول فوز للجزائر بعد تعادل وخسارة في ذات التصفيات الأمر الذي كلف الخضر الخروج المبكر من التصفيات كما أن هذا الفوز هو الأول للمدرب البوسني وحيد خليلوزيتش بعد تعيينه على رأس العارضة الفنية خلفا للمدرب عبد الحق بن شيخة ويأتي هذا الفوز بعد التعادل المسجل بدار السلام على حساب منتخب تنزانيا. ترى كيف استطاع البوسني إهداء الخضر ثاني فوز في التصفيات القارية 2012؟ وماذا قال ذات المدرب قبل وبعد المباراة؟ تلكم من بين الأسئلة التي سنجيبكم عنها في حلقة هذا العدد فرحلة سعيدة عبر دهاليز تاريخ مباريات الخضر . قبل المباراة حليلوزيتش أصر على هزم إفريقيا الوسطى أبدى الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش قبل اللقاء إصرارا كبيرا على ضرورة فوز الخضر بمباراة إفريقيا الوسطى رغم أن الكرة الجزائرية رهنت كامل حظوظها في المشاركة في دورة 2012. ذهب التقني الفرانكوبوسني في الندوة الصحفية التي نشطها مؤخرا إلى حد التأكيد على أن مواجهة إفريقيا الوسطى تكتسي أهمية بالغة بالنسبة له وللمنتخب على حد سواء كونه مدرب يمتاز بنزعة هجومية يتسلح بروح إنتصارية عالية مهما كانت طبيعة المباريات فضلا عن رغبته في إستغلال الفرصة لزرع روح جديدة في التشكيلة وبالمرة رسم معالم التعداد الذي خاض به غمار التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014 لأن هذا الهدف كان في نظر خاليلوزيتش أبرز شرط في العقد الذي أبرمه مع محمد روراوة (الرئيس السابق للفاف). تأكيد حليلوزيتش على أن هذه المقابلة تعد مهمة جدا يمكن إعتباره مؤشرا أوليا على رغبته في ترك بصمته على المنتخب الجزائري وضخ دم جديد في المجموعة تحسبا للإستحقاقات الرسمية التي كانت تنتظر التشكيلة الوطنية سيّما وأنه ومنذ تنصيبه على رأس العارضة الفنية للخضر في أواخر شهر جوان 2011 ظل يتحدث بلغة الواثق في النفس بخصوص قدرته على إعادة الروح للمنتخب مع إشادته بالمهارات الفردية التي يمتلكها اللاعب الجزائري وسعيه للإستثمار في هذه المؤهلات وذلك بالتغيير من الذهنيات والعقليات وكذا من طريقة اللعب وقد تجسد ذلك خلال الخرجة الرسمية للأولى للخضر تحت قيادة هذا المدرب في دار السلام أمام منتخب تنزانيا حيث وقف الجمهور الجزائري على العمل الذي قام به المدرب الجديد بغض النظر عن النتيجة التي آلت إليها تلك المباراة (1/1) والتي عرفت الإقصاء الرسمي للمنتخب الوطني من سباق المشاركة في كان 2012 . بفضل يبدة وفؤاد قادير الجزائر تهزم إفريقيا الوسطى ختم الفريق الوطني يوم 10 أكتوبر 2011 تصفيات دورة 2012 بملعب 5 جويلية وفيها استطاع زملاء بوقرة تحقيق الفوز على منتخب إفريقيا الوسطى بهدفين لصفر سجلهما الثنائي حسن يبدة في الدقيقة الثانية وفؤاد قادير في الدقيقة ال28 فوز لم يسمن ولم يغن التشكيلة الوطنية في شيء بعد أن كان قد عرف قدره المحتوم بنسبة كبيرة جدا بعد خسارته المذلة أمام المغرب برباعية كاملة. حقق المنتخب الوطني فوزا شرفيا على حساب منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى في ختام المرحلة التصفوية المؤهلة إلى كان 2012 لأن هذا الإنتصار لم يشفع للخضر بإقتطاع تأشيرة المشاركة في العرس الكروي القاري الذي استضافته كل من الغابونوغينيا الإستوائية مطلع عام 2012 بعدما كان حلم الجزائريين قد تبخر بصفة رسمية منذ موقعة دار السلام. لكن على الورق كان انتصار الخضر مفيدا جدا من الناحية المعنوية لاسيما أن الناخب الجديد وحيد حليلوزيتش تمكن من وضع بصمته على أداء التشكيلة خاصة من حيث العطاء الهجومي لأن الخط الأمامي للمنتخب الوطني ظل عقيما منذ المونديال الأخير والطريقة التي إنتهجها البوسني مكنت التشكيلة الوطنية من تسجيل هدفين في الثلث الأول من عمر المواجهة. ونجح الخضر في الأخذ بثأرهم من فهود بانغي التي كانت قد حققت أول فوز في تاريخها في مقابلة رسمية قبل سنة بهدفين لصفر في لقاء منتخبنا الوطني خسر لقاء إفريقيا الوسطى بهدفين لصفر كون هذا الأخير لا وجود له على الصعيد القاري هزيمة مهدت للفريق الوطني للخروج من التصفيات مبكرا. اللقاء عرفت المباراة إنطلاقة سريعة جدا من جانب المنتخب الوطني حيث لم تمر سوى دقيقتان حتى تمكن يبدة من إفتتاح مجال التهديف برأسية محكمة إستقرت من خلالها الكرة في شباك الحارس برينس سامورا بعد فتحة ميليمترية من قادير الذي نفذ ركنية. سمح هدف يبدة المبكر لرفقاء مطمور من كسب المزيد من الثقة بالنفس والإمكانيات بدليل تحكمهم الكلي في زمام الأمور مع مواصلة اللعب بطريقة هجومية بالإعتماد على كل من قادير قديورة مطمور ويبدة في صناعة اللعب مع ترك المناورة الهجومية لرأس الحربة غزال في الوقت الذي قضى هدف يبدة على معنويات فهود بانغي التي إستسلمت للأمر الواقع وعجزت عن مسايرة الإيقاع الذي فرضه الخضر خاصة في وسط الميدان حيث أن تشكيلة المدرب جول أكورسي لم تجد ضالتها وإكتفت ببعض المحاولات الفردية التي قام بها كل من إينزا ياميسي وروماريك لكن من دون تشكيل خطورة كبيرة على مرمى الحارس مبولحي. السيطرة الجزائرية كانت بالتوغل على الجهتين اليمنى واليسرى والإعتماد على الفتحات العرضية في منطقة العمليات كما أن الكرات الثابتة كانت من بين المفاتيح التي إعتمد عليها حليلوزيتش لفك العقدة التي لازمت القاطرة الأمامية للمنتخب الوطني ولو أن غزال لم يحسن إستغلال ثقل محور دفاع المنافس وفوت على الخضر فرصة مضاعفة النتيجة في مناسبتين قبل أن يجد قادير طريقه إلى الشباك بطريقة ذكية في الدقيقة 28 بلمسة فنية رائعة إثر تلقيه كرة عرضية على الجهة اليسرى من مطمور. هذا الهدف كان كافيا لطمأنة العناصر الوطنية على النقاط الثلاث الأمر الذي جعلها تتراخى نسبيا في الثلث الأخير من عمر الشوط الأول مقابل خروج روماريك ورفاقه من قوقعتهم والرمي بكامل ثقلهم في الهجوم في محاولة للعودة في النتيجة رغم أن تحكم الخضر في زمام الأمور على مستوى خط وسط الميدان إمتص إندفاع الفهود إذ أنه وبإستثناء الفرصة الوحيدة التي أتيحت لإينزا ياميسي في آخر دقائق الشوط الأول بعد خطأ فادح إرتكبه مبولحي في إرسال الكرة فإن كل المحاولات المسجلة من جانب الزوار كانت تفتقر للجرأة الهجومية. خلال المرحلة الثانية تغيرت ملامح اللقاء في الدقائق الأولى لأن منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى توجه صوب الهجوم بحثا عن نتيجة قد تسمح له بتحقيق حلم التأهل إلى الكان لأول مرة في التاريخ بينما تراجعت العناصر الوطنية نسبيا إلى الدفاع الأمر الذي جعل الصراع التكتيكي يبلغ ذروته بين المدربين حليلوزيتش وأكورسي بهندسة فرنسية خالصة رغم أن تفوق البوسني إرتسم من خلال الخطة التي إنتهجها الخضر والمبنية على المرتدات الهجومية السريعة مع مشاركة سواء يبدة أو مطمور في العمل الهجومي لمساعدة غزال وهي الخطة التي كادت أن تكلف فهود بانغي فاتورة ثقيلة لولا براعة الحارس سامورا الذي تصدى لكرتين ساخنتين من مطمور في الدقيقتين 61 و63 على التوالي في حين فوت فرانكي على منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى فرصة تقليص الفارق في الدقيقة 81 إثر عمل ثنائي مع زميله فوكسيكي. حاول حليلوزيتش إعطاء ديناميكية أكثر للقاطرة الأمامية بإقحام كل من غيلاس لموشية وجبور حيث كاد هذا الأخير أن يضيف الهدف الثالث للمنتخب الوطني بقذفة قوية تصدى لها الحارس سامورا لتنتهي المقابلة بفوز معنوي للمنتخب الوطني مكنه من رد الإعتبار والتأكيد على أن المدرب السابق لمنتخب الفيلة شرع في وضع بصمته على التشكيلة تحسبا للإستحقاقات الرسمية المقبلة وفي مقدمتها التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل. بعد منحه الفرصة للمحليين حاليلوزيتش وجّه رسالة مشفرة لركائز المنتخب لعل الرسائل التي وجهها حليلوزيتش للجزائريين منذ أول يوم من شروعه في العمل الميداني دليل على سياسة العمل التي إنتهجها فعدم إستدعاء رياض بودبوز في لقائين متتالين لأسباب إنضباطية على خلفية غيابه عن تربص ماركوسيس صورة جلية عن صرامة التقني الفرانكوبوسني سيما وأنه ظل يتحدث عن الجدية والإنضباط في المعسكرات والمباريات كما أن عدم إدراج زياني ضمن القائمة المعنية بمباراة إفريقيا الوسطى كان تجسيدا للطرح القاضي بعدم إعتراف حليلوزيتش بالنجوم واللاعبين الذين أصبحوا بمثابة الركائز الأساسية في المنتخب رغم أن الناخب الوطني علل قراره بتعرض زياني لإصابة ولو أن الرسالة واضحة المضمون وذلك ببحث الطاقم الفني عن العناصر الأكثر جاهزية من أجل تقديم الإضافة المطلوبة للتشكيلة مع منحه الفرصة للعناصر المحلية ووضعها في نفس الكفة مع المحترفين بعدما كان حضور المحليين شبه شكلي في سنتي 2010 و2011 ومنحصر على حراس المرمى والقليل من الوجوه. يتقدمهم زياني مطمور وبلحاج محطة الوداع لعناصر جيل أم درمان شكلت مباراة إفريقيا الوسطى نهاية المحطة الختامية لبعض اللاعبين الذين قد وجدوا أنفسهم فيما بعد خارج القائمة الرسمية في المواعيد القادمة على غرار كريم زياني ونذير بلحاج وعنتر يحيى لأن حليلوزيتش كان قد أكد بأنه يبقى بصدد تجريب كل اللاعبين من أجل ضبط تعداد يتشكل من 25 لاعبا جاهزين لخوض كامل المرحلة التصفوية المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014 وهي المرحلة التي قد غاب عنها بعض العناصر من الجيل الذي كان قد صنع حلم المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا 2010 وصنع كذلك ملحمة ام درمان بالفوز التاريخي على مصر 1/0 سيما وأن العطاء الفردي لمعظم اللاعبين قد تراجع بشكل ملفت للإنتباه مما أخرج الكرة الجزائرية من تصفيات كان 2012 عبر أضيق البواب في مجموعة تضم كل منتخبات مغمورة ومتواضعة بحجم جمهورية إفريقيا الوسطى وتنزانيا إلى جانب المنتخب المغربي. بفوزه على إفريقيا الوسطى خاليلوزيتش فك عقدة التعثرات بملعب 5 جويلية بفوزه على منتخب إفريقيا الوسطى بهدفين لصفر فك المدرب الجديد وحيد خاليلوزيتش عقدة العناصر الوطنية في اللعب بملعب 5 جويلية الأولمبي لأن نتائج المنتخب في هذا المركب تبقى هزيلة مادامت أخر مقابلة رسمية لعبها بوقرة ورفاقه بهذا الملعب تعود إلى تاريخ 16 جوان 2007 حين تكبدوا الهزيمة أمام منتخب غينيا كما أن التشكيلة الوطنية إنهزمت في آخر لقائين وديين لعبتهما بهذا المركب ضد كل من الغابون وصربيا مما جعل حليلوزيتش يلح على ضرورة فك هذه العقدة والفوز على جمهورية إفريقيا الوسطى لطيّ صفحة النكسات التي لازمت الخضر بهذا الملعب والتحضير لعهد جديد على وقع الإنتصارات في المواعيد التي كانت تنتظر الخضر أهمها تصفيات مونديال البرازيل 2014. ... يتبع