" أفناك " حليلوزيتش تفترس " فهود بانغي " و تقطع عليهم الطريق إلى الكان أطلق المنتخب الوطني بارودا شرفيا بفوزه سهرة أمس على حساب منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى في ختام المرحلة التصفوية المؤهلة إلى " كان 2012 "، لأن هذا الإنتصار لم يشفع للخضر بإقتطاع تأشيرة المشاركة في النسخة القادمة من العرس الكروي القاري المقررة مطلع السنة المقبلة بكل من الغابون و غينيا الإستوائية، بعدما كان حلم الجزائريين قد تبخر بصفة رسمية منذ موقعة دار السلام، لكن إنجاز سهرة الأمس كان مفيدا من الناحية المعنوية، سيما و أن الناخب وحيد حليلوزيتش تمكن من وضع بصمته على آداء التشكيلة، خاصة من حيث العطاء الهجومي، لأن القاطرة الأمامية للمنتخب الوطني ظلت عقيمة منذ المونديال الأخير، و الطريقة التي إنتهجها " الكوتش فاهيد " مكنت " الخضر " من تسجيل هدفين في الثلث الأول من عمر المواجهة، و بالمرة نجاح " الأفناك " في الأخذ بثأرهم من " فهود بانغي " التي كانت قد حققت أول فوز في تاريخها في مقابلة رسمية قبل سنة، فضلا عن فك عقدة اللعب بمركب 5 جويلية الأولمبي، لأن المنتخب لم يفز بأية مقابلة رسمية في هذا الملعب منذ تاريخ 25 مارس 2007، و كان ذلك على حساب منتخب جزر الرأس الأخضر. المباراة عرفت إنطلاقة سريعة جدا من جانب المنتخب الوطني، حيث لم تمر سوى دقيقتان حتى تمكن يبدة من إفتتاح مجال التهديف برأسية محكمة إستقرت من خلالها الكرة في شباك الحارس برينس سامورا، بعد فتحة ميليمترية من قادير ،الذي نفذ ركنية، في " سيناريو " لم يختلف كثيرا عن موقعة عنابة ضد المنتخب المغربي، لأن " الخضر " دخلوا مباشرة في صلب الموضوع، و الهدف المبكر سمح لرفقاء مطمور من كسب المزيد من الثقة بالنفس و الإمكانيات، بدليل تحكمهم الكلي في زمام الأمور، مع مواصلة اللعب بطريقة هجومية بالإعتماد على كل من قادير، قديورة، مطمور و يبدة في صناعة اللعب، مع ترك المناورة الهجومية لرأس الحربة غزال، في الوقت الذي قضى هدف يبدة على معنويات " فهود بانغي " التي إستسلمت للأمر الواقع، و عجزت عن مسايرة الإيقاع الذي فرضه " الأفناك " خاصة في وسط الميدان، حيث أن تشكيلة المدرب جول أكورسي لم تجد ضالتها، و إكتفت ببعض المحاولات الفردية التي قام بها كل من إينزا ياميسي و روماريك، لكن من دون تشكيل خطورة كبيرة على مرمى الحارس مبولحي. السيطرة الجزائرية كانت بالتوغل على الجهتين اليمنى و اليسرى، و الإعتماد على الفتحات العرضية في منطقة العمليات، كما أن الكرات الثابتة كانت من بين المفاتيح التي إعتمد عليها حليلوزيتش لفك العقدة التي لازمت القاطرة الأمامية للمنتخب الوطني، و لو أن غزال لم يحسن إستغلال ثقل محور دفاع المنافس، و فوت على " الخضر " فرصة مضاعفة النتيجة في مناسبتين، قبل أن يجد قادير طريقه إلى الشباك بطريقة ذكية في الدقيقة 28، بلمسة فنية رائعة، إثر تلقيه كرة عرضية على الجهة اليسرى من مطمور. هذا الهدف كان كافيا لطمأنة العناصر الوطنية على النقاط الثلاث، الأمر الذي جعلها تتراخى نسبيا في الثلث الأخير من عمر الشوط الأول، مقابل خروج روماريك و رفاقه من قوقعتهم، و الرمي بكامل ثقلهم في الهجوم في محاولة للعودة في النتيجة، رغم أن تحكم " الخضر " في زمام الأمور على مستوى خط وسط الميدان إمتص إندفاع " الفهود "، إذ أنه و بإستثناء الفرصة الوحيدة التي أتيحت لإينزا ياميسي في آخر دقائق الشوط الأول، بعد خطأ فادح إرتكبه مبولحي في إرسال الكرة فإن كل المحاولات المسجلة من جانب الزوار كانت تفتقر للجرأة الهجومية. خلال المرحلة الثانية تغيرت " فيزيونومية " اللقاء في الدقائق الأولى، لأن منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى توجه صوب الهجوم بحثا عن نتيجة قد تسمح له بتحقيق حلم التأهل إلى " الكان " لأول مرة في التاريخ، بينما تراجعت العناصر الوطنية نسبيا إلى الدفاع، الأمر الذي جعل الصراع التكتيكي يبلغ ذروته بين المدربين حليلوزيتش و أكورسي بهندسة فرنسية خالصة، رغم أن تفوق " الكوتش فاهيد " إرتسم من خلال الخطة التي إنتهجها " الخضر " و المبنية على المرتدات الهجومية السريعة، مع مشاركة سواء يبدة أو مطمور في العمل الهجومي لمساعدة غزال، و هي الخطة التي كادت أن تكلف " فهود بانغي " فاتورة ثقيلة لولا براعة الحارس سامورا الذي تصدى لكرتين ساخنتين من مطمور في الدقيقتين 61 و 63 على التوالي، في حين فوت فرانكي على منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى فرصة تقليص الفارق في الدقيقة 81، إثر عمل ثنائي مع زميله فوكسيكي. من الجهة المقابلة فقد حاول حليلوزيتش إعطاء ديناميكية أكثر للقاطرة الأمامية بإقحام كل منة غيلاس، لموشية و جبور، حيث كاد هذا الأخير أن يضيف الهدف الثالث للمنتخب الوطني بقذفة قوية تصدى لها الحارس سامورا، لتنتهي المقابلة بفوز معنوي للمنتخب الوطني مكنه من رد الإعتبار، و التأكيد على أن " الكوتش فاهيد " شرع في وضع بصمته على التشكيلة تحسبا للإستحقاقات الرسمية المقبلة، و في مقدمتها التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل .