سجل المنتخب الوطني سهرة أمس فوزا معنويا مستحقا أمام ضيفه منتخب إفريقيا الوسطى في لقاء سيطر على غالبية أطواره. وجاء هذا الفوز تأكيدا على صحوته بعد التعادل الذي عاد به من “دار السلام” قبل شهر من الآن حين واجه نظيره التانزاني... وعلى أن أموره بدأت تسير في الطريق الصحيح منذ تعيين حليلوزيتش على رأس عارضته الفنية بعد النكسات التي تلقاها في الأشهر الفارطة والتي جعلته يفقد تقريبا كامل حظوظه في التأهل إلى “كان” 2012 حتى قبل خوضه اللقاء التصفوي الأخير أمس. يبدة دون مقدمات ويفتتح باب التسجيل برأسية جميلة وأدى المنتخب الوطني شوطا أول في المستوى، حيث سيطر عليه بالطول والعرض أمام منافس ظهر بوجه شاحب جدا، وقد دخل زملاء القائد بوڤرة اللقاء بالسرعة القصوى حيث لم تمر سوى دقيقتين من البداية حتى تمكن يبدة برأسية جميلة بعد إرتقاء رائع من هز شباك منتخب إفريقيا الوسطى بعد ركنية نفذها قادير بإحكام. وكاد قادير في (د16) إضافة الهدف الثاني دائما عن طريق ركنية بعد أن سدد الكرة هذه المرة مباشرة تجاه المرمى غير أنه وجد الحارس “سامورا” الذي أبعدها من منطقة دفاع منتخبه بصعوبة بالغة. غياب رد فعل حقيقي من إفريقيا الوسطى وقادير يضيف الثاني وعكس ما كان منتظرا غاب رد فعل حقيقي من منتخب إفريقيا الوسطى الذي كان لاعبوه تائهين فوق أرضية الميدان وكأنهم لم يؤمنوا بحظوظهم في تحقيق نتيجة إيجابية في الجزائر والرهان على ضمان تأشيرة التأهل إلى “الكان” القادمة، وهو الأمر الذي استغله أشبال “حليلوزيتش” من أجل إضافة الهدف الثاني في (د29) عن طريق قادير الذي وجد نفسه أمام المرمى ودون عناء تمكن من إيداع الكرة داخل الشباك بعد أن وجد نفسه دون مراقبة بعد فتحة مليمترية تلقاها من مطمور. غزال يضيّع فرصة تعميق الفارق على مرتين وتواصلت سيطرة المنتخب الوطني بعد الهدف الثاني حيث كان يمكن له إضافة الهدف الثالث في مناسبتين عن طريق غزال، إذ كانت المرة الأولى في (د36) بعد أن راوغ أحد مدافعي المنافس قبل أن يتوغل على الجهة اليمنى ويسدد كرة تم تحويلها إلى الركنية، بينما كانت الفرصة الثانية التي ضيعها لاعب “تشيزينا” الإيطالي دقيقتين بعد ذلك حيث تلقى كرة في العمق من يبدة جعلته ينفرد بالحارس غير أنه بطريقة غريبة لم يحسن ترويض الكرة التي ضاعت منه. مبولحي يرتكب خطأ فادحا وكاد يهدي هدفا للمنافس أشبال “حليلوزيتش” تمكنوا من صنع نسوج كروية في المستوى في نهاية الشوط الأول خاصة في (د44). فبعد ثنائية بين قادير ومترف، يتوغل لاعب شبيبة القبائل على الجهة اليسرى ويقدم فتحة لمطمور الذي وجها لوجه فقد توازنه ولم يتمكن من تسديد الكرة بطريقة جيدة وهو ما جعلها تمر جانبية. وفي وقت كان ينتظر فيه الجميع صافرة النهاية يرتكب مبولحي خطأ فادحا بعد أن خرج لإبعاد كرة من خارج منطقة العمليات، حيث عوض إبعادها منحها لقائد منتخب إفريقيا الوسطى “بيلوغ إينزا” الذي من بعد 35 م. سدد الكرة أمام شباك شاغرة غير أنه من حسن الحظ مرت فوق إطار المرمى. «فواما” يضيع ومطمور يرد عليه مباشرة وجاءت بداية الشوط الثاني قوية من الجانبين، حيث كاد في الدقيقة الأولى “فوكسي فواما” تقليص الفارق بعد أن وجد نفسه في وضعية جيدة للتسديد داخل منطقة العمليات بعد تلقيه توزيعة من زميله “مامادي سودي” غير أن مبولحي كان في المكان المناسب وتصدى للكرة بإحكام... ليأتي الرد سريعا من جانب “الخضر” حيث في (د48) ينفرد مطمور بالحارس “سامورا” بعد تمريرة في العمق من قادير ويسدد كرة من خارج منطقة العمليات حوّلت إلى الركنية من أحد المدافعين الذي لحق بلاعب “إنتراخت فرانكفورت” وتمكن من لمس الكرة ليغير مسارها بعد أن كانت متوجهة نحو المرمى. مطمور يضيع الثالث بطريقة غريبة جدا مطمور الذي كان نشطا جدا في هجوم “الخضر” أمس ضيع فرصة لا تضيع في (د62) بعدما إنفرد بالحارس بعد تمريرة في العمق من ڤديورة، حيث عوض قذف الكرة أو منحها إلى غزال الذي كان إلى جانبه دون رقابة حاول الإستعراض وفضّل رفع الكرة فوق رأس الحارس لتمر جانبية، ويضيع بالتالي هدفا محققا، وهو الذي كان 7 دقائق بعد ذلك قريبا جدا من تسجيل الهدف الثالث للمنتخب الوطني بعد أن استقبل ركنية مترف بإرتماءة رأسية رائعة حولها الحارس “سامورا” بصعوبة إلى الركنية. إفريقيا الوسطى تضغط، لكن دون خطورة وشهد ربع الساعة الأخير من اللقاء استفاقة من جانب الزوار الذين رموا بكل ثقلهم في الهجوم قصد تسجيل هدف يحفظون به شرفهم غير أن لعبهم كان عشوائيا ولم يتمكنوا من خلق فرص تهديف حقيقية اللهمّ فرصة المهاجم “مامادي سودي” في (د79) الذي سدد كرة قوية، لكنها جاءت خارج إطار المرمى رغم تمركزه الجيد، وهي اللقطة التي أغضبت كثيرا المدرب “أكورسي” الذي لم يفهم كيف سدد لاعبه الكرة بتلك الطريقة. «سامورا” يتألق مرتين ويحرم “الخضر” من فوز عريض وإذا كانت السيطرة في الدقائق الأخيرة من المباراة من جانب منتخب إفريقيا الوسطى، فإن الخطورة كانت أكثر من جانب “الخضر” ففي هجمة معاكسة ينفرد قادير في (د82) بالحارس “سامورا” ويسدد كرة قوية يبعدها الحارس لتجد جبور الذي سدد بدوره كرة قوية ردها مرة ثانية الحارس الذي تألق في هذه اللقطة وحرم “الخضر” من هدف ثالث ومن فوز عريض، ولو أنه وجب التأكيد أن مبولحي تصدى بدوره بإحكام لتسديدة “هيلار مومي”.