وجه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات رسالة رسمية إلى جميع البعثات الدبلوماسية في فلسطين دعا فيها إلى اتخاذ تدابير عملية وملموسة من أجل مساءلة الاحتلال السلطة القائمة بالاحتلال على عدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني وإنفاذ القانون الدولي وفتح تحقيق دولي فوري في جرائمها في ظل استمرار السياسة الأمريكية الداعمة بالمطلق لكافة انتهاكات سلطات الاحتلال. واستعرض عريقات في مستهل رسالته الحملة التحريضية المتواصلة والممنهجة التي تقودها الولاياتالمتحدة بالتعاون مع مسؤولي الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين العزل في قطاع غزة الذين يمارسون حقهم الطبيعي في التظاهر سلمياً من أجل استرداد حريتهم بمن فيهم (وزير الجيش) أفيغدور ليبرمان الذي يصرح بأنه لا يوجد أبرياء في قطاع غزة في محاولة لتبرير القتل المتعمد بالإضافة إلى غيره من قادة الاحتلال وزملائهم من الإدارة الأمريكية بمن فيهم جيسون جرينبلات مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط وغيره. وأشار عريقات إلى تصريحات جرينبلات وقال: لقد تبنى جرينبلات موقف الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال داعياً المتظاهرين إلى عدم الاقتراب من السياج الحدودي فبدلاً من مطالبة سلطات الاحتلال بوقف جرائمها المستمرة على شعبنا الفلسطيني الأعزل وإنهاء 50 عاماً من الظلم والاستبداد لم يتوان المبعوث الأمريكي عن إلقاء اللوم المباشر على الفلسطينيين المدنيين مدافعاً عن سلطات الاحتلال والمجازر التي ترتكبها في كافة أرض فلسطينالمحتلة مبرراً جرح وقتل الأطفال الفلسطينيين على يد قوات الاحتلال . وشدد عريقات على أنه ورغم من صدور تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الأخير الذي يؤكد وجود سياسة مخططة مسبقاً لاستهداف المدنيين العزل وإطلاق النار عليهم تواصل الادارة الأمريكية تبني رواية الاحتلال ومواقف مسؤوليها السياسيين الصادرة قبل وبعد ارتكاب المجازر بحق أبناء قطاع غزة والتي تدل بوضوح على انتهاج دولة الاحتلال لسياسة القتل المتعمد. وقال إن هذا الموقف الأمريكي المنحاز بالمطلق للاحتلال من شأنه أن يشجع دولة الاحتلال على مواصلة سلسلة جرائمها وانتهاكاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والافلات من العقاب. وأضاف في معرض رسالته: على ضوء تصريحات جرينبلات حول قطاع غزة وتصريحات مندوبة أمريكا للأمم المتحدة نيكي هيلي ووصف الفلسطينيين في قطاع غزة بالحمقى والتي استطاعت منع إصدار إدانة القتل العمد وجرائم الاحتلال من قبل مجلس الأمن فمن الواضح أن الإدارة الأمريكية التي تستبيح قتل الفلسطينيين وتصر على التفريق بين قيمة الإنسان غير مخولة لتقديم أية خطة تقود إلى التوصل إلى سلام دائم وعادل للجميع. ودعا عريقات دول العالم إلى اتخاذ كافة التدابير الممكنة لمحاسبة دولة الاحتلال السلطة القائمة بالاحتلال ووقف جرائمها في ضوء الانحياز الأمريكي الأعمى لصالح الاحتلال مشدداً على أن ذلك يتطلب موقفاً حازماً للوقوف بوجه التصعيد االمدعوم من قبل أمريكا. وجدد دعوته لضرورة فتح تحقيق جنائي فوري من قبل المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الاحتلال التي تواصل ارتكابها بحق الشعب الفلسطيني وأرضه المحتلة. وقال: ندعو الدول المحبة والداعمة للسلام لتحمل مسؤولياتها القانونية والسياسية والأخلاقية عن إعمال الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني ومساءلة ومحاسبة الاحتلال على خروقاته الممنهجة لحقوق شعبنا والقانون الدولي من أجل إنقاذ فرص التوصل إلى رؤية حل الدولتين على حدود عام 1967 وتجسيد سيادة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية .