أشرف رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة أمس السبت بتلمسان على تدشين المحطّة الجديدة لمطار "مصالي الحاج"· وقد كان في استقبال رئيس الدولة بمدخل هذه المحطّة رئيس الجمهورية السابق السيّد أحمد بن بلّة وأفراد من عائلة مصالي الحاج وهو أحد روّاد الحركة الوطنية المعاصرة· وتابع السيّد عبد العزيز بوتفليقة الذي يرافقه في هذه الزيارة للولاية عدد من الوزراء، وصلة غنائية ترحيبية من أداء تلاميذ متوسّطة "سيدي شاكر" بتلمسان· ويندرج مشروع هذه المنشأة المتواجدة ببلدية زناتة (على بعد 25 كلم عن عاصمة الولاية)، والذي انطلقت أشغال تجسيده في أوت 2008 برخصة برنامج تقدّر ب 672·1 مليار دج، في إطار الرّفع من طاقات استقبال المطار المذكور· وقد صمّمت هذه المحطّة المنجزة في آجال تعاقدية محدّدة ب 32 شهرا من طرف عدّة مؤسسات في طابقين وفق الطراز المعماري العربي الإسلامي· وسيساهم هذا الإنجاز الذي يغطّي مساحة إجمالية تقدّر ب 10745 متر مربّع في تحسين نوعية الخدمات المقدّمة للمسافرين· ومن المنتظر أن يسمح تشغيل هذه المنشأة الجديدة بمضاعفة عدد المسافرين العابرين عبر مطار "مصالي الحاج؛ لتلمسان والمقدّر عددهم حاليا بحوالي 100 ألف مسافر/سنويا· وفيما يخصّ التهيئة الخارجية للمشروع فقد جسّدت حسب مصمّمها تماشيا مع الطابع الهندسي العربي الإسلامي للمرفق، حيث تطلّبت الأشغال التي استغرقت ثمانية أشهر غلافا ماليا تقدّر قيمته ب 628 مليون دينار· وبهضبة "لالّة ستي" المطلّة على ارتفاع 600 متر على مدينة تلمسان، أشرف رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة على تدشين فندق "رونيسانس" من طراز "ماريوت" الذي يعدّ تحفة معمارية ودعامة حقيقية لقطاع الساحة بالولاية· ومن شأن هذا المرفق السياحي الهامّ الذي أنجز بموقع طبيعي جذاب باستثمار جزائري مائة بالمائة تدارك العجز الذي تعرفه الولاية في مجال الهياكل الفندقية والعمل على إنعاش السياحة بتلمسان التي أصبحت عاصمة للثقافة الإسلامية مدة سنة كاملة· ويتّسع هذا الفندق الذي يتربّع على مساحة إجمالية تقدّر بحوالي 9 هكتارات ل 500 سرير موزّعة على 204 غرفة منها 180 عادية، فيما يتوزّع العدد المتبقّي على مختلف أنماط التوابع ذات الدراجات الرّاقية· وقد استمع رئيس الجمهورية إلى مختلف الشروحات التقنية الخاصّة بهذا الفندق المنجز في ظرف 19 شهرا، والذي يتوفّر على مختلف المرافق الضرورية، منها مركز للمؤتمرات وقاعة للحفلات و3 مطاعم فخمة، فضلا عن مركز لاسترجاع اللياقة ومسبح وميادين للتنس· وحظي رئيس الجمهورية باستقبال حارّ من طرف سكان تلمسان، حيث ارتدت جوهرة المغرب العربي التي تعيش منذ أسابيع على وقع تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية"، والتي سيشرف على افتتاحها رئيس الجمهورية حلة لتزيين الشوارع الرئيسية بمناسبة هذا الحدث المزدوج المتمثّل في زيارة الرئيس والتظاهرة الثقافية· وخرج سكان عاصمة الزيانيين صباح أمس باكرا لمتابعة الحدث على طول شارع العقيد لطفي الواقع في قلب المدينة واستقبال رئيس الجمهورية، كما تزيّنت المدينة منذ أيّام بلافتات ورايات لاستقبال رئيس الدولة، كما خرج المواطنون الذين كانوا قد حضروا عشية يوم الزيارة بأعداد كبيرة لاستقبال ضيفهم· وقد قطع الرئيس بوتفليقة مشيا على الأقدام الشارع الرئيسي للمدينة في جوّ بهيج، حيث كانت تنبعث طلقات البارود وتتعالى أغاني فلكلورية لمختلف المناطق، إزضافة إلى فرق القرقابو· كما ضربت النّساء موعدا مع الحدث، إذ أبين إلاّ أن يعبّرن عن فرحتهن بإطلاق الزغاريد من شرفات المباني· وكان المواطنون يحاولون الاقتراب من الرئيس لمصافحته وكان الرئيس بدوره يحييهم· وتمّ تخليد مشاهد الفرحة هذه من طرف مصوّرين صحفيين حاولوا هم الآخرين إيجاد أفضل زاوية وسط حشود المواطنين لالتقاط أحسن الصور· كما كان الجمع الغفير يردّد شعارات تذكّر بالإنجازات التي حقّقها الرئيس خلال عهداته، كما ألصقت لافتات على واجهات العمارات على طول الشارع تعبّر عن مساندة سكان تلمسان لرئيس الجمهورية تدعوه إلى "مواصلة برنامج الإصلاحات"· وورد "مرحبا بالرئيس بوتفليقة رجل السلم والمصالحة والأمل" و"الجزائر قوية ومطمئنة" من بين الشعارات التي وردت في اللاّفتات التي رفعها المواطنون·