الرئيس بوتفليقة يفتتح تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" توافد عدد كبير من المواطنين، منذ الساعات الأولى من صباح أمس، نحو الشارع الرئيسي لمدينة تلمسان لاستقبال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي يقوم بزيارة عمل و تفقد لعاصمة الزيانيين. ولم يتسع شارع العقيد لطفي بوسط المدينة، لاحتضان الجماهير الغفيرة التي توافدت إلى هذه المدينة من عدة ولايات بغرب البلاد. مبعوث النصر إلى تلمسان: أنيس نواري وقد تزينت المدينة بالألوان الوطنية والتحفت جدرانها بلافتات مرحبة بالرئيس،الذي وصل إلى وسط المدينة في حدود منتصف النهار، وجاب راجلا الشارع الرئيسي لمدة 10 دقائق. وتوقف الرئيس عدة مرات لتحية المواطنين على جانبي الطريق، وكذا الفرق الفلكلورية التي أضفت على الشارع طابعا احتفاليا، وسط طلقات البارود المدوية التي كان يطلقها الخيالة. زيارة رئيس الجمهورية إلى تلمسان والتي ستدوم يومين، تكتسي طابعا خاصا كونها جاءت بعد يوم واحد عن الخطاب الذي وجهه للأمة عشية الجمعة، والتي أعلن خلالها عن قرارات وسلسلة من الإصلاحات الدستورية والقانونية. وقد استحسن الشارع التلمساني مضمون خطاب الرئيس، والقرارات التي أعلن عنها بوتفليقة،. وقال محمد 42 سنة (موظف) والذي كان بين المواطنين الذين خرجوا لاستقبال الرئيس " جئت إلى هنا مع كل العائلة لاستقبال الرئيس وتأكيد ولائنا له ونقول له يا سيدي الرئيس أنه سيقف إلى جانبك" وأضاف " أعداؤنا كثر وهم يتربصون بنا يجب التعامل بعقلانية مع الواقع كي نصل إلى بر الأمان ونستفيد من تجارب الماضي القريب والبعيد فالواقع التاريخي يؤكد أننا دولة مستهدفة". من جهته يرى الشاب محمد 24 سنة الذي تابع خطاب الرئيس عبر شاشة عملاقة نصبت بإحدى الساحات الرئيسية للولاية " كلمة الرئيس أعادت لنا الروح بعدما كدنا نفقد الأمل وما نريده الآن هو التطبيق والإسراع في تطهير أجهزة الدولة من دون استثناء من الفاسدين"، ويقول من جانبه عبد الحميد 33 سنة (مقاول) " أنا اتفق تماما مع كل من يؤمن أنا الرئيس يحتاج إلى عون الشعب ومساندته لبناء الجزائر و وضع المؤسسات الديمقراطية التي تحمي الشعب أنها لفرصة من ذهب مع الرئيس بوتفليقة لأنه الوقت المناسب للوطنيين ومحبي بلد الشهداء أن يقولوا كلمتهم و يغيروا المنكر و يكسروا شوكة الخونة و المفسدين. وأضاف "هذا البلد غالي جدا سقي بأنهار من دماء رجال و نساء لن ننساهم ونرفض أن تعود البلاد إلى سنوات الخوف والدمار" بينما قال أخر كان بالقرب منه "الخطاب وان تضمن عديد القرارات إلا انه لم يصل إلى ما كنت انتظره لإعادة الهدوء بإقالة الحكومة التي فشلت في وضع إستراتيجية تنموية حقيقية لامتصاص البطالة بشكل حقيقي وعدم الإكتفاء بالحلول الترقيعية والتسكينية". وقد قام الرئيس بتدشين المحطة الجديدة لمطار مصالي الحاج. وقد كان في استقبال رئيس الدولة بمدخل هذه المحطة رئيس الجمهورية السابق أحمد بن بلة وأفراد من عائلة مصالي الحاج وهو احد رواد الحركة الوطنية. وتابع الرئيس بوتفليقة الذي يرافقه في هذه الزيارة للولاية عدد من الوزراء وصلة غنائية ترحيبية من أداء تلاميذ متوسطة "سيدي شاكر" بتلمسان. ويندرج مشروع هذه المنشأة المتواجدة ببلدية زناتة (على بعد 25 كلم عن عاصمة الولاية) والذي انطلقت أشغال تجسيده في أوت 2008 برخصة برنامج تقدر ب 1,67 مليار دج في إطار الرفع من طاقات استقبال المطار المذكور. وقد صممت هذه المحطة المنجزة في أجال تعاقدية محددة ب 32 شهرا من طرف عدة مؤسسات في طابقين وفق الطراز المعماري العربي الإسلامي. وسيساهم هذا الانجاز الذي يغطي مساحة إجمالية تقدر ب 10745 متر مربع في تحسين نوعية الخدمات المقدمة للمسافرين. ويسمح تشغيل هذه المنشأة الجديدة بمضاعفة عدد المسافرين العابرين عبر مطار مصالي الحاج لتلمسان والمقدر عددهم حاليا ب حوالي 100 ألف مسافر/سنويا. وفيما يخص التهيئة الخارجية للمشروع فقد جسدت حسب مصممها تماشيا مع الطابع الهندسي العربي الإسلامي للمرفق حيث تطلبت الأشغال التي استغرقت ثمانية أشهر غلافا ماليا تقدر قيمته ب 628 مليون دج. وبهضبة "لالة ستي" المطلة بارتفاع 600 متر على مدينة تلمسان أشرف رئيس الجمهورية على تدشين فندق "رونيسانس" من طراز "ماريوت" الذي يعد تحفة معمارية ودعامة حقيقية لقطاع الساحة بالولاية. ومن شأن هذا المرفق السياحي الهام الذي أنجز بموقع طبيعي جذاب باستثمار جزائري مائة بالمائة تدارك العجز الذي تعرفه الولاية في مجال الهياكل الفندقية والعمل على إنعاش السياحة بتلمسان التي أصبحت عاصمة للثقافة الإسلامية مدة سنة كاملة. ويتسع هذا الفندق الذي يتربع على مساحة إجمالية تقدر بحوالي 9 هكتار ل 500 سرير موزعة على 204 غرفة منها 180 عادية فيما يتوزع العدد المتبقي على مختلف أنماط التوابع ذات الدراجات الراقية. وقد استمع رئيس الجمهورية إلى مختلف الشروحات التقنية الخاصة بهذا الفندق المنجز في ظرف 19 شهرا والذي يتوفر على مختلف المرافق الضرورية منها مركز للمؤتمرات وقاعة للحفلات و3 مطاعم فخمة فضلا عن مركز لاسترجاع اللياقة ومسبح وميادين للتنس. و خلال هذه الزيارة التي تصادف إحياء يوم العلم، اعطي رئيس الجمهورية إشارة الانطلاق الرسمي لفعاليات تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية". وتميزت هذه التظاهرة بعرض ضخم برمج في خيمة نصبت على مستوى هضبة لالة ستي الواقعة في أعالي تلمسان بحضور عدة شخصيات هامة من الدول الأعضاء في المنظمة الإسلامية للتربية و العلوم و الثقافة (الإيسيسكو) و من خارج المنظمة و حوالي 80 سفيرا معتمدا بالجزائر. و سيخصص اليوم الثاني من الزيارة لتدشين عدة منشآت ذات طابع اجتماعي و اقتصادي لا سيما تدشين جزء من الطريق الواقع على الحدود الجزائرية-المغربية (613 كلم) و الذي يدخل في إطار الطريق السيار شرق-غرب. و يتمثل المشروع الضخم الآخر الذي سيشرف رئيس الجمهورية على تدشينه في محطة لتحلية مياه البحر بسوق الثلاثاء بسعة 200.000 متر مكعب/يوميا مما سيسمح بتدارك النقص المسجل في التزويد بالماء و تلبية حاجيات المواطنين من الماء الشروب. و بمدينة اوجليدة سيشرف رئيس الدولة على تدشين مشروع انجاز 1000 سكن الذي يدخل في إطار المخطط الخماسي. و للإشارة تم تسليم هذا المشروع في مارس الفارط. وفيما يخص الجانب التاريخي و الثقافي، سيدشن رئيس الدولة مركب سيدي بومدين والقصر الملكي للمشوار و متحف الفنون التشكيلية الإسلامية لمسجد سيدي عبد الحسان و كذا قصر الثقافة و مركز الدراسات الأندلسية.