ثلث المصابين من الأطفال ** يأبى شبح وباء الكوليرا مغادرة اليمن معقّدًا بذلك أزمة ملايين المدنيين المغلوبين على أمرهم والذين يفتقدون أبسط مقومات الحياة الإنسانية وباتوا فريسة سهلة للموت حربا ومرضا وحرمانا. ق.د/وكالات صيحة الإنذار من تفشي وباء الكوليرا أطلقها جمع من الأطباء والمؤسسات الصحية الغربية مجددا اليوم بعدما سبق أن أصاب الوباء أكثر من مليون شخص مسجلا رقما قياسيا كارثيا في المأساة اليمنية النازفة. وحذّر هؤلاء من أن اليمن الذي تمزقه الحرب مهدّد بعودة تفشي وباء الكوليرا الذي يمكن أن يصيب ملايين الأشخاص مع اقتراب موسم الأمطار. ودعا فريق دولي من الباحثين عبر مجلة ذي لانسيت غلوبال هيلث الطبية السلطات الصحية إلى تعزيز التدابير على الفور من أجل تخفيف المخاطر. واستنادًا إلى بيانات حالات تفشي سابقة للوباء يعتقد الفريق أن 54 من المناطق في اليمن يمكن أن تتأثر بتفشي الوباء العام الحالي مما قد يعرض أكثر من 13.8 مليون شخص للخطر. ويشعر الأطباء بالقلق من أن موسم الأمطار الحالي -الذي بدأ في منتصف أبريل/نيسان الماضي ويستمر عادة حتى نهاية أغسطس/آب المقبل- سيؤدي إلى تفشي الوباء مجددا. ويربط باحثون من منظمة أطباء بلا حدود وكلية لندن للصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية بين مستويات هطول الأمطار خلال موسم الأمطار في العام الماضي وبين عدد حالات الإصابة بالكوليرا. أرقام وحقائق وفي دراسة أعدوها بهذا الشأن نشرتها مجلة لانسيت غلوبال هيلث قال الباحثون إنه خلال الأسابيع الأربعة الأولى من موسم الأمطار الربيعي الماضي من منتصف افريل إلى منتصف ماي 2017 ازداد معدل الإصابة بالكوليرا على الصعيد الوطني من 29 إلى 2900 حالة يومية. وحسب الدراسة بلغ الوباء ذروته في جويلية 2017 عندما كان هناك حوالي 50 ألف حالة إصابة جديدة بالكوليرا أسبوعيا. وعلى الرغم من حقيقة أن تفشي المرض لم يعد بمستويات وبائية فإن الأرقام التي تظهرها منظمة الصحة العالمية تشير إلى وجود أكثر من 13 ألف حالة من المرض في مارس الماضي. وزاد من تعقيد الموقف العام الماضي الحصار الذي فرضه التحالف على المطارات والموانئ اليمينة وأدى إلى تعليق حملة التطعيم بسبب الاضطرابات في البلاد. وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية إنه كانت هناك مناقشات بشأن تنفيذ حملة خلال الأشهر الستة الماضية ولكن بسبب الوضع السياسي المعقد لم يتم وضع أي خطط بعد. وذكر الفريق لذلك نوجه دعوة عاجلة إلى المسؤولين المحليين والمانحين والشركاء الدوليين للعمل على التخفيف من خطر حدوث موجة جديدة من وباء الكوليرا في اليمن . وشهد النزاع في اليمن تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري عربي في مارس 2015 دعما لحكومة الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي في مواجهة الحوثيين. ومنذ ذلك الوقت قتل نحو 10 آلاف يمني وأصيب 53 ألفا وتقول الأممالمتحدة إن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية حاليا في العالم مع حاجة 22.2 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية ونحو 8.4 ملايين شخص على شفير المجاعة في حين يعاني نحو مليون يمني من الكوليرا. وتقول منظمة الصحة العالمية إن معظم البنية التحتية الصحية والخدمات الأساسية دُمرت وإن نصف المرافق الصحية لم تعد تعمل وإن حوالي ثلاثة ملايين شخص نزحوا. وندد مجلس الأمن الدولي في منتصف مارس الماضي بالتدهور الواسع و المدمر للوضع الإنساني في اليمن