نسائم رمضان الصيام أمانة فاحفظها.. بقلم: الشيخ أبو اسماعيل خليفة_ من المهم أن نعلم أنّ من تمام العبودية لرب الخلق والبرية أن تكون عباداتنا خالصة لوجهه الكريم وعلى سنَّة خير المرسلين محمد بن عبد الله عليه من ربنا أفضل الصلاة وأزكى التسليم وأن تكون تلك العبادات معينة على زيادة الإيمان ليكون لها تأثيرٌ جليٌّ على النفوس والأبدان. وهو من أعظم عبادات السر لذا عظم الله أجره وثقل ميزانه كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام: كلُّ عمَلِ ابنِ آدمَ له قال الله تعالى إلا الصيامَ فهو لِي وأنا أجزِي بِهِ . متفق عليه. افترضه الله على عباده وائتمنهم عليه ائتمنهم على أدائه وائتمنهم على البعد من كل ما يفسده وينافيه وهم مسئولون عنه يوم القيامة إنه سرٌّ بينهم وبين ربهم ومن يدري الناس عنهم وهم بينهم مظهرون للصيام وفي باطن الأمر مخالفون إنما يطلع على حقيقة أمرهم من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.. ولكن للأسف هناك من الناس من يصوم عن الطعام والشراب وسائر المفطرات ولكنه لا يصوم عن الآثام والمحرمات فلا يكون بذلك موفَّقاً لحفظ الصيام وخلق المؤمن رعاية الأمانة والمحافظة على ما أؤتمن عليه قال صلَّى الله عليه وسلَّم : إنَّ الصوم أمانة فليحفظ أحدكم أمانته . أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن مسعود رضي الله عنه بسند حسن. فيا أيها الحبيب: الصوم أمانة فاحفَظها وصُنها عن كلّ المفسدات وخذ الاحتياطَ لنفسك فإنّ الله سائلك عن هذا الصّيام: هل أدّيتَ الأمانةَ فيه المطلوبة شرعًا أم لا؟. إن صيام رمضانَ فريضة افترضَها الله عليك وائتمنَك على هذه الفريضة ائتمَنك على أدائها بمعنى أنْ تلتزمَ بذلك وقتًا ثمّ تلتزم البعدَ عمّا ينافي هذا الصّيام فيكون صيامك لله صيامَ صِدق على الحقيقة في وقتِه ثمّ البعد عن كلّ ما يُفسد هذا الصيام والبعد أيضًا عمّا ينقِّصُ ثوابَه ليكونَ صيامك صيامًا كاملاً بتوفيق من الله وليصدق عليك: مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدّم من ذنبه . رواه البخاري أسأل الله لي ولك الفقهَ في الدين وأن يتقبّل عملنا وعملَك وأن يجعلَ أعمالنا خالصةً لوجهه الكريم.