قصة كأس العالم ... أفراح وأحزان إعداد: كريم مادي الحلقة الخامسة والخمسون الدورة السادسة عشر (فرنسا 1998) فرنسا لاول مرة... نظرا لاقتراب انطلاقة العرس العالمي بجنوب إفريقيا ارتاينا أن نختصر حديثنا المونديالات الموالية بداية من مونديال فرنسا 1998 إلى مونديال البرازيل 2014 في حلقة واحدة لكل مونديال. اختيرت فرنسا لاحتضان مونديال 1998 على حساب المغرب فباتت ثالث دولة تحتضن النهائيات للمرة الثانية بعد إيطاليا (34 و90) والمكسيك (70 و86) أقيمت النهائيات من 10 جوان إلى 12 جويلية بمشاركة 32 منتخبا للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم بعد أن كان العدد منذ عام 1982 يقتصر على 24 منتخبا فقط. الطريق إلى فرنسا المنطقة الإفريقية دزيري يُقصي الجزائر وجنوب إفريقيا لأول مرة فشل المنتخب الوطني في تجاوز الدور التمهيدي الأول لتصفيات مونديال فرنسا بخروجه من المنافسة على يد المنتخب الكيني فبعد انتهاء لقاء الذهاب الذي جرى بنيروبي بفوز المنتخب الكيني بثلاثة اهداف لواحد كان لزاما على منتخبنا الفوز في مواجهة العودة على الاقب بهدفين لصفر لكن هذالا لم يحدث حيث اكتفى منتخبنا بهدف واحد وكان اشبال المدرب مهداوي قاب قوسين او ادني من بلوغ الدور الثاني لو لم يخفق اللاعب بلال دزيري في ضربة الجزاء التي حصل عليها منتخبنا في الأنفاس الخيرة من اللقاء اقصاء شكل صدمة قوية للجمهور الجزائري الذي كان يراهن على رؤية منتخبنا بفرنسا خاصة الجالية الجزائرية المقيمة بأوروبا. وفرضت المنتخبات القوية أفضليتها وهي نيجيريا والكاميرون وتونس والمغرب والتي سبق لها أن تأهلت إلى النهائيات العالمية في مناسبات سابقة. وكانت جنوب إفريقيا هي الضيف الجديد الوحيد لكن تأهلها لم يكن مفاجأة بالنظر إلى مؤهلات لاعبيها وفوزهم بكأس أمم إفريقيا عام 1996. لكن الكونغو كانت قريبة من تفجير المفاجأة في 16 اوت 1997 في جوهانسبرغ حيث فازت جنوب إفريقيا بصعوبة بهدف وحيد وبلغت النهائيات بدلا من الكونغو. المنطقة الأسيوية إيران تعود بعد 20 سنة واصلت إيران الاستحواذ على عناوين الصحف باعتبارها المنتخب المفاجأة: في الدور الفاصل الخاص بقارتي آسيا وأوقيانوسيا نجحت إيران في تحويل تخلفها 0-2 أمام أستراليا إلى فوز مثير أمام 85 ألف متفرج في ملبورن. كما تأهلت كوريا الجنوبية التي أصبحت تحجز بطاقتها بانتظام وضمنت السعودية تأهلها للمرة الثانية على التوالي. المنطقة الأوروبية الكبار دون عناء وأوكرانيا لأول مرة في أوروبا تم اللجوء للمرة الأولى إلى مباريات فاصلة للحسم بين المنتخبات التي حلت ثانية في كل مجموعة من التصفيات. وأنهت النرويج وإيطالياوأسبانيا وألمانيا ورومانيا التصفيات دون خسارة لكن على الرغم من تحقيق إيطاليا 5 انتصارات و3 تعادلات فإن ذلك لم يكن كافيا لإنهائها التصفيات في صدارة المجموعة والتي كانت من نصيب إنجلترا. كان هدف طوني كأسكارينو لمنتخب بلاده جمهورية أيرلندا في مرمى رومانيا سببا في حرمان الأخيرة من تحقيق رقم قياسي في الفوز بجميع مباريات المجموعة. في الدور الفاصل عادت يوغوسلافيا إلى الساحة الدولية بفوز كبير على المجر المتواضعة 12-1. ودون أي مفاجأة نجحت كرواتيا في الفوز على أوكرانيا وباتت أول بلد أوروبي جديد يحجز بطاقته في نهائيات كأس العالم. منطقة أمريكا الجنوبية بوليفيا تعود بعد 48 سنة ما لا يقل عن 72 مباراة جرت في أمريكا الجنوبية حيث جرت التصفيات للمرة الأولى بنظام مجموعة واحدة. المنتخبات التي تربعت على القمة هي الأرجنتين وكولومبيا (للمرة الثالثة على التوالي) وبوليفيا (للمرة الأولى منذ عام 1950) وباراغواي. منطقة الكونكاكاف جامايكا الضيف الجديد كانت أطول تصفيات كالعادة هي التي أقيمت في منطقة الكونكاكاف حيث حجز المنتخبان المرشحان المكسيك والولاياتالمتحدة بطاقتيهما بنجاح مع بعض الصعوبات. وعاد المركز الثالث للضيف الجديد جامايكا التي أكدت التطور الذي حققته في السنوات الأخيرة. وفاجأت المكسيك الجميع بإقالة مدربها بورا ميلوتينوفيتش قبل فترة قصيرة من النهائيات بسبب النتائج المخيبة علما بأنها حجزت بطاقتها إلى النهائيات دون أي خسارة في التصفيات. تركيبات المجموعات المجموعة الأولى: البرازيل - النرويج - المغرب _ اسكوتلندا المجموعة الثانية: ايطاليا - الشيلي -النمسا -الكاميرون - المجموعة الثالثة: فرنسا - الدنمارك - جنوب إفريقيا _ السعودية المجموعة الرابعة: نيجيريا - البارغواي - اسبانيا _ بلغاريا. المجموعة الخامسة: هولندا - المكسيك - بلجيكا - كوريا الجنوبية. المجموعة السادسة: ألمانيا - يوغوسلافيا - إيران - الولاياتالمتحدة. المجموعة السابعة: رومانيا _انجلترا - كولومبيا _ تونس. المجموعة الثامنة: الأرجنتين - كرواتيا - جامايكا - اليابان. الانطلاقة إسبانيا خارج الدور الثاني شهد لقاء الافتتاح فوز حامل اللقب المنتخب البرازيلي على اسكتلندا بنتيجة 2-1 بفضل هدف سجله اللاعب الاسكتلندي توم بويد في شباك فريقه. وتمثلت أكبر مفاجآت مرحلة المجموعات في إخفاق أسبانيا في بلوغ الدور الثاني حيث دفع منتخب لاروخا ثمن بدايته المتعثرة ضمن المجموعة الرابعة. فبعد خسارة أمام نيجيريا بثلاثة أهداف مقابل هدفين وتعادل سلبي مع الباراغواي حقق الأسبان ستة أهداف في شباك بلغاريا لكن هذه النتيجة المبهرة في ختام المرحلة الأولى لم تعد بأي نفع على أبناء المدرب خافيير كليمنتي بعدما تغلّبت باراغواي على نيجيريا في الليلة ذاتها. وتأهلت بذلك الباراغواي على حساب أسبانيا فيما أنهى أبطال إفريقيا الدور الأول على رأس المجموعة. ومن جهة أخرى أنهت رومانيا الدور الأول بتصدرها المجموعة السابعة متقدمة على إنجلترا وكولومبيا. وكانت احتفالات الرومانيين سابقة لأوانها حيث خرج الفريق بعد ذلك في أول مباراة عن الدور الثاني. وفي المجموعة الأولى ضمنت النرويج تأهلها إلى ثمن النهائي بعد فوزها في الأنفاس الأخيرة على منتخب البرازيل بفضل ضربة جزاء نجح في تنفيذها كيتيل ريكدال. وكان ذلك الهدف حاسما لمرور المنتخب النرويجي على حساب نظيره المغربي. أما الفريق الإيراني فقد جمع حقائبه باكراً حاملاً معه جائزة ترضية بفوزه على الولاياتالمتحدة. وبالنسبة لمشجعي كل من اسكتلندا وجامايكا فقد حملوا معهم ذكريات سعيدة عن مشاركتهم في نهائيات كأس العالم رغم خروجهم المبكر من البطولة. وفي ختام الدور الاول تصدرت البرازيل المجموعة الاولى امام النرويج والمغرب واسكوتلندا وايطاليا المجموعة الثانية امام الشيلي والنمسا والكاميرون وفرنسا المجموعة الثالثة امام الدنمارك وجنوب إفريقيا والسعودية ونيجيريا المجموعة الرابعة امام البارغواي واسبانيا وبلغاريا وهولندا المجموعة الخامسة امام المكسيك وبلجيكا وكوريا الجنوبيةوالمانيا المجموعة السادسة امام يوغوسلافيا وايران والولاياتالمتحدة ورومانيا المجموعة السابعة امام انجلترا وكولومبيا وتونس والارجنتين المجموعة الثامنة امام كرواتياوجامايكاواليابان. الدور ثمن النهائي: أعصاب في سانت إيتيان استضاف ملعب سانت إتيان موقعة حاسمة بين إنجلترا والأرجنتين ضمن مباريات الدور ثمن النهائي. وكان شوط المباراة الأول من الطراز الرفيع فبعد هدف حققه كل من الفريقين من ضربتي جزاء في الدقائق العشر الأولى من المباراة سدد النجم الصاعد مايكل أوين أفضل هدف في البطولة مانحا التقدم لمنتخب بلاده إلا أن خافيير زانيتي عادل الكفة لصالح الأرجنتين قبل فترة الاستراحة من ضربة حرة محكمة. وجاء الشوط الثاني خاليا من الأهداف حيث شهدت المباراة إثارة من نوع آخر. فقد تم طرد ديفيد بيكام بعدما اعتدى على الأرجنتيني دييغو سيميوني ورفض الحكم بعد ذلك احتساب هدف سول كامبل الذي كان من شأنه أن يضمن الفوز للإنجليز بدعوى خطأ في حق حارس المرمى. وانتهت المباراة بالتعادل بعد الوقتين الأصلي والإضافي ليحتكم الفريقان إلى الضربات الترجيحية التي صد فيها حارس الأرجنتين كارلوس روا الركلة الأخيرة من رجل ديفيد باتي مانحا بذلك منتخب الأرجنتين بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي. وبدورها عاشت فرنسا على أعصابها طوال مراحل البطولة حتى يصل فريقها إلى المباراة النهائية ويجابه قدره. ففي مباراة ثمن النهائي أمام باراغواي لم يتأهل أصحاب الأرض إلا بفضل هدف من رجل المدافع لوران بلان في الدقيقة 113 بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل حيث أظهر دفاع الباراغواي استماتة كبيرة بقيادة حارسه العملاق خوسيه لويس تشيلافيرت . الدور ربع النهائي أصحاب الأرض بشق الأنفس في ربع النهائي تقابل المنتخب الفرنسي مع جاره الإيطالي حيث وقف الحظ إلى جانب أصحاب الأرض هذه المرة بعدما أفلتوا من هزيمة محققة بفضل العارضة الأفقية. فقد تنفس الفرنسيون الصعداء عندما مرت رأسية روبيرتو باجيو محادية للمرمى على بعد ثوان قليلة من انتهاء الوقت الإضافي. وفي سلسلة الضربات الترجيحية أخفق لويجي دي بياجيو في هزّ الشباك عندما ارتطمت تسديدته القوية بالعارضة في آخر ركلة حاسمة لتكون تلك المرة الثالثة على التوالي التي يسقط فيها منتخب الأزوري في فخ ضربات الترجيح بعد دورتي إيطالياوالولاياتالمتحدة. وإلى جانب فرنسا تاهل إلى الدور نصف النهائي كل من البرازيل على حساب على الدنمارك 3-2 سجل اهداف البرازيل بيبيتو في الدقيقة 11 وريفالدو في الدقيقتين 26 و60 وهدفي الدنمارك مارتن يورغنسون في الدقيقة 2 وبرايان لودروب في الدقيقة 50. وهولندا على الارجنتين 2-1سجل هدفي هولندا باتريك كلويفرت في الدقيقة 12 ودينيس بيرغكامب في الدقيقة 90 وهدف الارجنتين كلاوديو لوبيز في الدقيقة 18. وفازت كرواتيا على المانيا 3-0 وسجل الأهداف روبرت يارين في الدقيقة 45 وغوران فلاوفيتش في الدقيقة 80 ودافور سوكر في الدقيقة 85. الدور نصف النهائي: فرنسا والبرازيل إلى النهائي في نصف النهائي كان للدولة المضيفة لقاء مع مفاجأة البطولة المتمثلة في منتخب كرواتيا الذي كان يخوض أول مشاركة له في نهائيات كأس العالم منذ استقلال البلاد عن جمهورية يوغوسلافيا السابقة. وكان المدرب ميروسلاف بلازيفيتش قد قاد الفريق إلى تحقيق أكبر مفاجأة في ربع النهائي بتحقيق فوز كأسح بثلاثة أهداف نظيفة على بطل أوروبا المنتخب الألماني. حبس ملعب فرنسا الدولي أنفاسه عندما حقق دافور سوكر هدفاً في الشباك الفرنسية بعد فترة قصيرة من بداية الشوط الثاني مؤكدا بذلك أحقيته في الفوز بجائزة الحذاء الذهبي . لكن الشخص المناسب أتى في الوقت المناسب عندما اختار الظهير الأيمن الفرنسي ليليان تورام اللحظة الصحيحة لمساندة الهجوم حيث سجّل المدافع الفرنسي هدفه الأول في مباراة دولية قبل أن يعود لهز الشباك مرة ثانية ويضمن مكاناً لفرنسا في المباراة النهائية. أما مدينة مارسيليا فقد عاشت على إيقاع مباراة نصف النهائي الأخرى بين البرازيل وهولندا حيث كانت معنويات المنتخب البرتقالي عالية بعدما أقصى الفريق الأرجنتيني بفضل تسديدة متقنة للمهاجم دينيس بيركامب . وبعدما أحرز رونالدو التقدم لنجوم السامبا تمكنت هولندا من تعديل النتيجة عن طريق باتريك كلايفرت . لكن البرازيل فازت في النهاية بركلات الترجيح ليخرج الهولنديون مرة أخرى قُبيل الوصول إلى المباراة النهائية. اللقاء الترتيبي: المركز الثالث لكرواتيا على حساب هولندا احرزت كرواتيا المركز الثالث بفوزها على هولندا 2-1 سجل هدفي كرواتيا روبرت بروزنييكي في الدقيقة 13 ودافور سوكر في الدقيقة 35 وهدف هولندا بودوين زندن في الدقيقة 21. القاء النهائي: فرنسا تجرّد البرازيل من تاجها بثلاثية تاريخية وكان يوم الثاني عشر من جويلية يوم مجد بالنسبة للفرنسيين. فقد بدأت المباراة النهائية بلغز محير حيث تأخّر مسؤولو الفريق البرازيلي في إدراج اسم رونالدو في قائمة اللاعبين بدل إدموندو حيث أشارت بعض التقارير إلى أن عارضاً صحياً ألمّ بنجم منتخب السامبا قُبيل النهائي. وكان أداء رونالدو باهتاً في المباراة الحاسمة حيث ظهر اللاعب بمستوى بعيد كل البعد عما عرف عنه. أما المنتخب الفرنسي فرغم غياب بلان بسبب الإيقاف إلا أنه سيطر على زمام الأمور بعد فترة قصيرة من انطلاق المباراة. وبفضل رأسيّتين اثنتين للنجم زيدان من ضربتين ركنيتين انتهى الشوط الأول بتقدّم أصحاب الأرض على نجوم السامبا بهدفين نظيفين. ورغم طرد الفرنسي مارسيل ديساييه في الشوط الثاني إلا أن فريق المدرب الفرنسي إيمي جاكي نجح في إحراز هدف ثالث من هجمة مرتدة أنهاها إيمانويل بيتي في شباك البرازيليين على بعد دقيقة واحدة من انتهاء الوقت الأصلي للمباراة. ... يتبع