سلاح غربي فتاك لهدم القيّم والأخلاق الموضة ...مرض العصر الذي هوّس الشباب نلاحظ في السنوات الأخيرة هوس الشباب والمراهقين بتتبع الموضة دون انتقاء الشيء الإيجابي من السلبي بحيث يستوردها أغلب الشباب من الجنسين بكل عيوبها حتى ولو كانت تناهض الأعراف والعادات في المجتمع الواحد مما يعرض هؤلاء إلى النقد اللاذع في كل وقت لاسيما وإن تعدت الموضة حدود الحشمة فتنتشر مناظر غير لائقة ومقززة في بعض المرات على غرار السراويل الممزقة والمتدلية والتصفيفات الغريبة وغيرها خصوصا وأننا على موعد مع افتتاح موسم الصيف وسيفتح معه باب الموضة الغريبة على مصراعيه عبر الشواطئ والمنتزهات. خ.نسيمة /ق.م الموضة تلك التي جعلت الحرام حلالاً عبرها تم اختراق كل الأعراف والتقاليد تجد الفتاة تلبس لباساً فاضحاً باسم الموضة وآخرون يمزقون ثيابهم لأجل أن يصنفوا في خانة أصحاب الذوق الرفيع شباب هنا وهناك منهم من وضع تسريحة للشعر تثير اشمئزاز الآخرين واستحسان البعض ومن الفتيات من لبسن سراويل مختلفة ألوانها. مظاهر شتى والدوافع متعددة آراء مختلفة لشريحة من المجتمع استطلعنا آراءها. أختار من اللباس ما يناسبني زكي شاب يبلغ من العمر عشرين سنة يضع سلسلة في عنقه ويده عن الموضة يتحدث: أنا لا أتبع الموضة لكن ألبس ما يريحني حقيقة أن ما أصبح عليه الشباب اليوم ينذر بالضياع والمرأة غالبا هي التي تساير الموضة أكثر من الرجل وسبب موجة اتباع الموضة هي القنوات الفضائية الغربية حيث نجد خليطاً من تقاليد البلدان تتجسد في لباس وتسريحات شبابنا أما الرجال فقليل منهم من يتبع الموضة في اللباس لكن هناك موضة لا يتحملها الرجل الحقيقي كاللباس الضيق والشعر الطويل . أما خديجة طالبة فتتبع الموضة في بعض الأشياء لكن تعتبر أن هذه الموضة ينبغي ألا تؤخذ كلها تقول خديجة: إذا اتبعنا طريق الموضة سنخرج عراة للشارع غير أنني أختار من اللباس ما يناسبني ولا يمكن أن ألبس لباساً عارياً . أحتقر الرجال الذين يتشبهون بالنساء أما فتيحة التي تلبس سروالاً ضيقاً وقميصاً عادياً فتعبر عن رأيها في اتباع الرجل للموضة حيث تعتبر ذلك خروجاً عن المنطق السليم لدرجة أنها تنظر إلى الذين يلهثون وراء الموضة من الرجال نظرة دونية وتقول: أحتقر الرجال الذين يتشبهون بالنساء مثلاً تجد شابا يضع لشعره جال أو مرهم لتليين الشعر ويلبس سروالاً ضيقاً وقميصاً ضيقاً وهؤلاء في نظري فاقدون لمعاني الرجولة التي تتجلى في الخشونة وطبيعة الرجل تقتضي منه لباساً محترماً . آمال ترتدي لباساً ضيقاً كما أنها تعبر عن رأيها قائلة : الرجل الذي يطيل الشعر ويلبس اللباس الضيق أعتبره مثل المرأة ولا قيمة له في المجتمع مادام ينساق نحو تقليد لا تقبله الفطرة السليمة . من حقي أن أفعل ما أريد سمية من الشابات اللاتي يتبعن طريق الموضة تستقي ذلك من بعض المجلات والقنوات الفضائية ولا تهمها أعراف المجتمع لها عالم خاص بها تقول سمية: يعجبني عالم الموضة أختار ذلك من بعض المجلات التي تزودني بها صديقتي ولا يهمني المجتمع ورأيه . أما كمال ذو الشعر الطويل الأسود الذي يوحي أنه قادم من أدغال إفريقيا يلبس سروالاً قصيراً رفض الحديث مكتفياً بقوله: أنا رجل ومن حقي أن أفعل أي شيء ولا يهمني أي أحد المرأة هي التي ينبغي ألا تلتزم بالموضة . أما السيد فريد معلم فيجيب عن انتشار موجة الموضة قائلاً: ما تذيعه القنوات الفضائية مختلف كلية عن مجتمعاتنا العربية والإسلامية سواء للفتيات أو الشباب والتربية هي الحصن الوحيد لدرء انفلات الشباب الذي أصبح فكره خالياً من القيم السامية التي جاء بها الشرع الحنيف فينبغي أن ينتبه المدرسون والمسؤولون داخل المؤسسات التعليمية وذلك لتوجيه الشباب التوجيه الصحيح والقيام بدور التربية الذي أصبح مفقوداً داخل المؤسسات . الموضة تخلق مجتمعاً استهلاكياً يرى المختصون في علم النفس أن الموضة غزو ثقافي يحاول الغرب من خلاله خلق نموذج استهلاكي لشعوب العالم بل إن هذه الشعوب نفسها وأمام إحساسها بالنقص والعجز تجاه التطور الاقتصادي الغربي تعمد إلى اتباع هذه الموضة رغبة منها في التعويض والإشباع. وتلعب التنشئة الاجتماعية دوراً أساسياً في هذا الأمر إذ نجد أن بعض الأسر تتسابق إلى اقتناء كل ما هو جديد في السوق ليس من الألبسة فقط وإنما من الافرشة والأواني أيضاً ويكتسب الأبناء هذه السلوكيات فيتنافسون مع أقرانهم في الحصول على الإعجاب وفي شراء منتجات تحمل رموز دور وشركات غربية وانتقل داء الموضة حتى إلى حجاب المرأة فأصبحنا نجد المحلات التجارية غارقة بألبسة للمحجبات لا تتوفر فيها في كثير من الأحيان شروط الزي الإسلامي. إن اتباع الموضة يخلق مجتمعاً استهلاكياً تستنزف أمواله وتحطم معنوياته لأن الركض وراء الزينة واتباع كل ما هو جديد يصبح همهم الأساسي والوحيد فيستغرق فيها وينسى بذلك الغاية الأولى التي خلق الإنسان من أجلها وهي العبادة والاستخلاف.