ربما لاحظ الكثيرون بتلك التجارة الجديدة التي ملأت أسواقنا في الآونة الأخيرة والتي تتمثل في عرض بعض الأجهزة الطبية المستعملة في قياس الضغط الدموي أو السكر، تحت الهواء الطلق بأثمان تقل بكثير عن الأثمان المتداولة بالمحلات المتخصصة، لإسالة لعاب الزبائن والوقوع في فخ الأثمان البخسة. نسيمة خباجة وهو السلوك الجديد الذي لم يتجاوب معه اغلب المواطنين بالنظر إلى انعدام ثقتهم في تلك الوسائل الطبية وأضحت تجارة رائجة بعد أن اقتحمها عدد ليس بقليل من الباعة منتهزين حاجة المرضى لتلك الوسائل من اجل الرقابة الدورية المستمرة في المنزل. بحيث راح المصابون بتلك الأمراض المزمنة يتزودون بالعتاد الطبي في المنزل بدل التردد بين الفينة والأخرى على العيادات الطبية، وكذا الصيدليات واستنزاف المال في كل مرة، وامتلاكها في البيت من شانه أن يدفع عنهم مشقة الذهاب المتكرر للطبيب ودفع المال في كل مرة، ما مكن هؤلاء الباعة من الاتجاه لترويج مثل تلك الآلات والمعدات الطبية تحت الهواء الطلق بالأسواق الشعبية وصارت تعرض مثلها مثل بقية السلع على الرغم من حساسيتها وغياب الشروط الضرورية في تسويقها. ويكفيك أن تقف على الظاهرة بعد زيارة سوق ساحة الشهداء أو غيره من الأسواق الشعبية على مستوى العاصمة ليقابلك نصب تلك الطاولات التي اصطفت فيها شتى أنواع المعدات الطبية سواء تلك المعروفة الخاصة بقياس الضغط أو السكري، أو غير المعروفة التي من الممكن جدا أن يوضح لك البائع مهمتها عن جهل، بالنظر إلى بعده عن الاختصاص مما يوضح العشوائية الحاصلة في بيع تلك المعدات الطبية الهامة، ما أدى إلى ابتعاد البعض عنها، ولا ننفي وقوع بعض المرضى في فخ أثمانها التي لا تتجاوز 1000 دينار بعد أن وقعوا بين مطرقة المرض وسندان غلائها بالصيدليات والمحلات المتخصصة. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم حول تلك الظاهرة الجديدة التي تؤكد أن التجارة الفوضوية باتت فضاء واسعا لم تسلم منه حتى المعدات الطبية التي جرب بعض الباعة حظهم في ترويجها للزبائن. وكانت لهم آراء منهم السيدة ميمي التي تعاني من ارتفاع السكر في الدم ما اجبرها على اقتناء جهاز قياسه، ووضحت أنها اقتنته من محل متخصص ب4500 دينار جزائري، وأنها لا تثق أبدا في تلك المعدات الطبية المعروضة على قارعة الطرقات فمن الممكن أن تكون مغشوشة أو مستعملة أو غير خاضعة لضوابط بيعها وقالت أنها اقتنته من محل متخصص وضمنت جودته مما مكنها من استعماله بكل أمان. أما السيد منير فقال انه دهش لتلك التجارة التي غزت أسواقنا في الآونة الأخيرة والتي لم تسلم منها حتى المعدات الطبية الضرورية بحيث صارت مثلها مثل المواد الاستهلاكية وغيرها من الأغراض وأضاف انه مهما انخفض ثمنها يمتنع عن اقتنائها العشوائي من الطاولات بالنظر إلى حساسية استعمالاتها. ولتعميق الموضوع أكثر اقتربنا من أهل الاختصاص لرصد آرائهم وأعلمنا صيدلي بالعاصمة أن استعمال مرضى السكري وكذا الضغط الدموي لأجهزة التحليل المنزلي يمكنهم من متابعة أنفسهم في أي وقت وفي أي مكان مما يضمن لهم البقاء بصحة جيدة لمدة أطول، إلا انه من غير المنطقي الإقبال على تلك المعدات التي انتشرت مؤخرا بالأسواق بعد أن ضرب مروجوها بالشروط الضرورية لترويجها عرض الحائط فاغلب تلك الأجهزة نجدها غير مراعية للمقاييس الضرورية وبعض الضوابط الهامة في استخدامها إلى جانب غياب إرشادات استعمالها المرتكزة على النظافة الجيدة وكذا الاستعمال الشخصي للجهاز الذي يكون تحت إشراف طبيب مختص للتأكد من سلامة نتائج الجهاز ذلك ما نراه غائبا في البيع العشوائي لتلك المعدات، وحسب منظوره لا يوجد شخص واعي يقبل على تلك الأجهزة على الرغم من بخس الأثمان والتي نجدها اقل بكثير من سعر المعدات الطبية الجيدة التي تخضع إلى ضوابط وشروط في بيعها إلى جانب إرشادات الاستعمال المقدمة لمستعمليها من المرضى وختم بالقول انه لا يجب التلاعب في مثل هذه الأمور المتعلقة بالصحة العامة للمواطنين.