طالما يتهافت أصحاب بعض الطاولات التجارية وحتى المحلات على عرض سلع يعود إنتاجها لسنة أو سنتين وتكاد تشرف على انتهاء صلاحيتها بأسبوع أو حتى اقل من أسبوع بحيث تعرضها بأثمان معقولة تفرق بكثير الأثمان الباهظة التي كانت تتداول بها تلك السلع، وعادة ما تكون تلك السلع مرتبطة بمواد التجميل وكذا بالسمنة والنحافة وغيرها من المواد التي تخاطر بعض النسوة باقتنائها منتهزات المبالغ التي انخفضت إليها تلك السلع بعد أن بلغت أسعارها مستويات مرتفعة من قبل. وعلى الرغم من قصر المدة المحددة بين تاريخ الإنتاج وانتهاء الصلاحية التي لا تعدو أن تتجاوز يومين أو ثلاثة أيام، إلا أن فخ الأثمان يوقع بالزبائن في الكثير من المرات. وتشهد تلك المواد اقبالا من طرف البعض وما يجذبهم هو أسعارها البخسة على الرغم من اقتراب التاريخ المحدد لنفاد صلاحيتها والذي يُقاس أحيانا بيوم أو يومين، فهي تدخل في صنف المواد القديمة غير الصالحة للاستهلاك، إلا انه على الرغم من ذلك يقدم بعض التجار على بيعها بربع ثمنها بدل كسادها في محلاتهم، والشيء الذي شجعهم على ذلك هو تزايد طلب الزبائن على تلك المواد واندفاعهم لاقتنائها. ذلك ما وقفنا عليه بالسوق التجاري بميسوني بالعاصمة حيث كان صاحب احد الطاولات يعرض "تيزانة" مستوردة تساعد على النحافة بثمن 50 ديناراً وهو المبلغ الذي ينخفض كثيرا على المبلغ الذي كانت تتداول عليه في الأول حسب ما كان يبينه التاجر بحيث كانت تصل إلى 500 دينار بالنظر إلى فعاليتها في خفض الوزن، وسر انخفاض ثمنها هو المدة القصيرة التي كانت تفصل بين تاريخ إنتاجها ونهاية صلاحيتها والتي لا تتعدى أربعة أيام. والشيء الغريب أنها كانت تشهد اقبالا من طرف بعض الزبونات في ظل لهثهن وراء النحافة لاسيما اللواتي يتميزن بالسمنة المفرطة وكان التاجر يوضح انه لا خوف عليهن كونها لم تنته صلاحيتها بعد، إلا أن مظاهر القدم كانت ظاهرة على تلك العلب التي قاربت مدة إنتاجها السنتين. انتهزنا الموقف واقتربنا من بعض الزبونات لرصد آرائهن فوجدنا من أيدوا فكرة اقتناء تلك المواد التي لم تنته صلاحيتها، إلا أن هناك من عارضوا ذلك ووجدوا فيه مخاطرة بالصحة بالنظر إلى فوات سنوات على إنتاج تلك السلع مهما كان نوعها سواء أعدت للأكل أو للتجميل أو إلى أي غرض آخر. قالت السيدة ذهبية التي كانت بمحاذاة تلك الطاولة أن أمر بعض النسوة تحتار له، بعد أن يندفعن إلى كل ما هو بخس فالمهم هو الاستفادة من ادخار بعض المبالغ ويراهنن بصحتهن في سبيل ذلك، وأضافت أنها ترفض اقتناء تلك المواد مهما كان نوعها سواء كانت متعلقة بالتجميل أو الاستهلاك.. ولا تغريها أبدا تلك المبالغ المنخفضة لاسيما وانه لم يبق على نفاد صلاحيتها إلا أيام معدودات ومن شأن ذلك أن يؤثر بالسلب على مستعملها بحيث يختار التجار بيعها بأبخس الإثمان بدل كسادها بمحلاتهم بعد انتهاء صلاحيتها.، سيدة أخرى قالت أن تلك المواد لا يمكن الاقتراب منها إلا بعد انخفاض أسعارها ومادام أن تاريخ صلاحيتها لم ينفد بعد فهي لا تجد أي إشكال في اقتنائها واستعمالها فورا تفاديا لمداهمة وقت نفادها.