رغم أن تعاطي المخدرات والمسكرات والإدمان عليها يشكل خطرا ماحقا على صحة الفرد، وينقله شيئا فشيئا إلى حتفه وهلاكه، إلاّ أنّ هناك أشخاصا اختاروا نوعا آخر من المخدرات وبالتالي طريقة أسرع إلى الموت. لا يكتفي بعض المدمنين الحمقى بتعاطي المخدرات المعروفة من حشيش وحبوب مهلوسة وخمور ومسكرات، بل إنهم يمزجونها بأشياء ومواد تزيدها خطورة وحدة، وتزيد في احتمال إصابتهم بأمراض والإلقاء بهم في الدائرة الحمراء، وقد لا يكون موتهم على يدها تدريجيا، بل قد تكفي جرعة واحدة من الخليط الذي يصنعونه لقتلهم، ومن بين ما يفعلونه أن يخلطوا سجائر الحشيش ببعض الحشرات، نعم بعض الحشرات التي يتوهمون أنها تزيد عقلهم تخديراً، وتضيف نكهة لذيذة للسيجارة التي يتناولونها، وليس الأمر غريباً، خاصّة عندما نعرف أن مكونات السيجارة البسيطة أصلا ليست مكونات عادية ولا نظيفة، بل إنهم يضيفون لها عمدا أو سهوا بعض الفضلات، أكرمكم الله، التي تزيدها حدة، وبالتالي تجعل المواطن يقبل عليها، ويتلهف على شرائها، وربما لو رأى بعينيه كيفية صنعها لما فكر في الاقتراب منها، وهاهم بعض الشباب يبتكرون أو يتبعون بعض الطرق والخلطات في صنع سجائر مخدرة لكنها قاتلة ما من ذلك من شك، حيث يقتلون بعض الحشرات الصغيرة، والتي لا نريد الإشارة إليها حتى لا يتبع الوصفة بعض السفهاء فيجهلون فوق جهل الجاهلين، وبعد قتلها يقومون بتجفيفها وخلطها مع حشيش سيجارة عادية، قبل وضع الخلطة في ورق »الماصة« وتدخينها، ويقبل عليها البعض وهم لا يدرون حتى بما صنعت، لكنهم مع ذلك يجازفون بحياتهم. ولا يتوقف جنون البعض عند هذا الحد، بل يصل إلى أن يستعمل بعضهم أظافر الحيوانات، وحتى البشر في صنع تلك السجائر، وقد يفعلون ذلك طلبا لنشوة أكثر، أو تعويضاً عن مخدرات عجزوا عن شرائها أو لا يملكون النقود لذلك، حيث يستبدلونها بتلك الأشياء، والتي حتى وإن كانت سامة أو كانوا متأكدين من أنها قاتلة، ومن شأنها أن تكون أكثر خطراً على صحتهم من كل أنواع المخدرات التي اعتادوا على استهلاكها، لكن غياب مفعول المخدر قد يجعلهم يفعلون المستحيل من أجل تعويضها، حتى أن بعض الأشخاص استغلوا هؤلاء المدمنين الحمقى، وراحوا يبيعونهم حشائش على أنها مخدرات من نوع خاص، ولم تكن في الحقيقة إلا حشائش برية اقتطفوها من الحدائق، وقاموا بتجفيفها ثم طحنها وسحقها، وربما مزجها مع أشياء أخرى كالزيت حتى تبدو كمخدرات حقيقية، قبل أن يبيعوها على ذلك الأساس. هذا ما يفعلونه خاصة مع بعض المراهقين في الثانويات وحتى المتوسطات، والذين دخلوا أو حاولوا دخول عالم الإدمان حديثا، فيكونون بذلك لقمة سائغة لبعض المنحرفين الذين يبيعونهم تلك الحشائش والحشرات والأظافر على أنها مخدرات، ولو أدركوا حقيقتها لصنعوها بأنفسهم، عوض شرائها بأثمان متفاوتة قد تفوق ثمن المخدرات الحقيقية، فجمع هؤلاء الزبائن أو المدمنون بين الإدمان والغباء مرة واحدة. كما أنّ منهم من يستعمل المشروبات والعطور والمواد الصناعية ويطلون بها السجائر العادية، حتى إذا ما استنشقها أحدهم شعر بنشوة وبعض اللذة الزائلة، والتي ستتحول لا محالة إلى لذة قاتلة ومميتة، كما أنّ أكثرهم حمقى يتنافسون على تعاطي أكبر كمية من المخدرات، وتراهم يقيسون رجولتهم بالسموم التي يتعاطونها، أي أنّ أكثرهم رجولة أقدرهم على تناول أكبر كمية من المخدرات والحشائش وأي شيء يقع بين أيديهم.