حنان قرقاش من الواضح أن العطلة الصيفية السنوية للجزائريين هذه السنة، ستكون اقصر بكثير مما اعتادوه سابقا، نظرا لحلول شهر رمضان الكريم طيلة شهر أوت المقبل، ما يعني أن شهرا كاملا سيتم شطبه من لائحة العطلة الصيفية لهذا العام، هذا إضافة إلى أن بداية شهر جوان ستكون مخصصة للامتحانات المصيرية، فيما أن الأسبوع الأول تقريبا من شهر جويلية، سيكون لانتظار النتائج المدرسية خاصة المتعلقة بشهادات البكالوريا والمتوسط وشهادة التعليم الابتدائي. وبالمحصلة فان هنالك اقل من شهر، ما بين شهري جوان وجويلية، طبعا إن لم تكن هنالك مناسبات عائلية ترهن مشروع العطلة من أساسه، إذ من الواضح أن الكثير من العائلات ستحاول برمجة أعراسها واحتفالاتها قبيل انتهاء النصف الأول من شهر جويلية، وعليه فان العدد سيكون كبيرا للغاية، لاسيما للذين سيكونون مدعوين إلى هذه الاحتفالات، وعليم فانه قد لا يتبقى أمام عدد كبير من الجزائريين الذين، يخططون سنويا، لتمضية عطلتهم خارج الوطن، واكتشاف مناطق أخرى من العالم العربي، إلا فترة قصيرة، قبل الدخول الاجتماعي المقبل أيضا الذي سيكون في الأيام الأولى لشهر سبتمبر. وأمام كل ما سبق ذكره، وبالنظر إلى ما تعيشه بعض البلدان العربية حاليا، من التي يعتبرها الجزائريون وجهة سياحية مفضلة لهم، كتونس مثلا والمغرب، ومصر وسوريا، من إرهاصات وتطورات سياسية واجتماعية كبيرة، بفعل الثورات الشعبية التي قلبت أنظمة الحكم بها، والمرحلة الانتقالية التي تعيشها حاليا، إضافة إلى حالة اللااستقرار، فان كل ذلك من شانه، أن يحول أنظار الجزائريين، متوسطي الدخل والميسورين، إلى السياحة الداخلية، أو التفكير في بلدان أخرى كتركيا مثلا، فيما تبدو فرص السياحة الداخلية الأكثر حظا، خاصة مع الدعوات الكبيرة التي يبذلها المسؤولون المحليون في الجزائر لتشجيع السياحة الداخلية، وكذا جملة التظاهرات الثقافية والفنية التي تشهدها مدن جزائرية كتلمسان، إضافة إلى انطلاق التحضيرات لموسم الاصطياف بعدد كبير من الولايات الساحلية، وما يتم الإعلان عنه بخصوص هذه التحضيرات، بما يضمن راحة ورفاهية واستمتاع المواطن الجزائري، حيث تبدو كلها مؤشرات، على توجه الجزائريين هذه السنة إلى الداخل، خاصة وان الوقت لا يخدم الكثيرين، بفعل حلول شهر رمضان الكريم مبكرا هذه السنة، وجملة الأسباب المذكورة أعلاه أيضا. تقول إحدى السيدات، التي كانت قد قررت رفقة زوجها تمضية شهر العسل الذي أجَّلاه العام الفارط بسبب شهر رمضان، هذه السنة في تونس، وبالفعل فقد ادخرا مبلغا ماليا هاما، لأجل ذلك، وقاما بترتيب كل شيء منذ فترة، ولم يكن متبقيا لهما غير الحجز عبر إحدى الوكالات السياحية، غير أن ثورة الياسمين، و الأحداث الكبيرة التي عاشتها الشقيقة تونس مؤخرا، جعلتهما يعدلان خطتهما، كما أن عائلتيهما منعاهما من التوجه إلى تونس خوفا عليهما، وان بدت الأمور تسير نحو الاستقرار فيها، وهو ما جعلهما يفكران بالاصطياف في إحدى الولايات الساحلية الشرقية، مادام أن المال متوفر، سواء لكراء منزل، أو للحجز بأحد الفنادق المحترمة، ناهيك عن مصاريف التجوال، كما أنهما برمجا عطلتيهما السنويتين من العمل في نفس الفترة، علهما يظفران بشهر العسل الذي انتظراه طويلا. نفس الأمر بالنسبة لسيدة ثانية من العاصمة، قالت أنها لطالما رغبت بزيارة تونس رفقة زوجها وأطفالها الصغار، وقد عملت لأجل ذلك طويلا، كي تدخر مبلغا ماليا يمكنها من ذلك، وكانت قد اتفقت مع جارتها التي زارت تونس من قبل مرات عديدة على التوجه إليها برا عبر الحافلة، وتمضية أسبوعين هناك، وهو ما خططت له خلال الثلاث سنوات الماضية دون أن تسنح لها الفرصة، ولما واتتها الفرصة وتمكنت ماديا من ذلك، جاءت الثورة لتقلب كل موازينها، ورغم حزنها إلا أنها قالت أن زوجها عرض عليها التوجه إلى عنابة أو جيجل وقضاء أسبوع ممتع هنالك رفقة أطفالهما، قبيل شهر رمضان الكريم، لان نهاية شهر جوان ستكون ممتلئة عن آخرها لديها بمواعيد الأعراس والحفلات، فيما يبقى أملها في زيارة تونس قائما دائما، راجية أن تعود الأوضاع إلى أحسن مما كانت عليه سابقا، بعد الثورة العظيمة التي قام بها الشعب التونسي الشقيق.