ق· د قامت مجموعات كبيرة من صفحة "الجيش السوري الإلكتروني" بتنفيذ حملة اجتياح منظّمة طالت عددا لا يستهان به من كبريات صفحات الإدارة الأمريكية على موقع "الفايس بوك"، بينها صفحة البيت الأبيض وصفحة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وطالت أيضا صفحة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على "الفايس بوك"· تهدف "الغزوة" كما أصرّ عناصر هذا الجيش الإلكتروني على تسميتها، إلى إرسال رسالة واضحة للإدارة الأمريكية مفادها أن التدخّل الأمريكي غير مرحّب به في سوريا، فضلاً عن إظهار مدى حبّ الشعب السوري للرئيس بشّار الأسد وفضح أكاذيب وسائل الإعلام والفضائيات المضلّلة والساعية إلى الفتنة في سوريا· "عزيزي السيّد أوباما، نحن السوريون عانينا الكثير من آراء الكره القادمة منكم ومن الإدارة الأمريكية، ضد بلدنا وشعبنا"·· تعليق لأحد أعضاء صفحة "الجيش السوري الإلكتروني" في صدر صفحة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وغيره من التعليقات التي بلغ عددها الآلاف في ثوانٍ معدودة، إذ أن مدّة الغزو لا تتجاوز العشر دقائق فاضت بعدها الصفحة بعشرات آلاف التعليقات المؤيّدة للرئيس بشّار الأسد مطالبة أوباما "باِلتزام حدوده فقط"· صفحة البيت الأبيض الرّسمية "The White House" نالت حصّتها أيضا من عملية الغزو، فبعد الانتهاء من صفحة أوباما، انطلق آلاف المتصفّحين ليملأوا صفحة البيت الأبيض على "الفايس بوك" بالتعليقات الرّافضة للتدخّل الأمريكي في شؤون سوريا وشعبها· أحد المهاجمين كتب على جدار الصفحة: "عليكم أن تعلموا أننا نمتلك الشجاعة والحرّية لنصرخ بكلّ وضوح في وجوهكم: أوقفوا تدخّلكم في بلادنا"· ووسط حالة من الذهول الكلّي، وقف المسؤولون عن إدارة الصفحات التابعة للإدارة الأمريكية عاجزين عن التصرّف، فالكمّ الهائل من التعليقات في ثوانٍ يجعل من الصّعب إلغاءها بشكل فوري، فيما تفاعل بعض الأمريكيين فأبدى البعض إعجابه بهذه الحركة غير المعهودة على صفحات "الفايس بوك" وانزعج البعض الآخر من ذلك وطالبوا المعنيين بإدارة الصفحة بحذف التعليقات وذلك ما عجزت عنه الإدارة· "نحن جميعا في سوريا نحبّ الرئيس بشّار الأسد، لذلك ابقَ بعيدا عنّا يا أوباما، لا نحتاج إلى حرّيتك ولا إلى ديمقراطيتك فقد رأينا هذه الديمقراطية في العراق، فلسطين وفي كلّ مكان"·· كان هذا التعليق بمثابة آخر زخّة صواريخ إلكترونية تمّ إطلاقها على صفحة البيت الأبيض، ليرحل المهاجمون كما دخلوا بسرعة فائقة ويتركوا الإدارة الأمريكية تناقش وتحلّل تعليقاتهم البطولية·