اساطير كرة القدم الجزائرية (الحلقة ال11) إعداد : كريم مادي مولود عيبود.. أسد جرجرة بعد أن تعرفنا في عدد أمس عن المسيرة الكاملة للاعب المولودية العاصيمية زبير باشي سنحط بكم في عدد اليوم بجبال جرجرة مع أسدها الذي أرعب المهاجمين على مدار 15 سنة كاملة لكن للأسف حرم من حمل الألوان الوطنية وتلكم هي واحدة من حكايات ابن جرجرة نترككم تكتشفون البعض منها على لسانه. عيبود ابن شهيد الأسد .. ولد في عام الثورة الاسم: مولود اللقب: عيبود العمر: 60 سنة تلكم هي البطاقة الفنية المصغرة للاعب أحبه القبائليون كما أحبوا بعده ادغيغ وقبله قلي وكوفي لم يعرف طوال حياته إلا فريقا واحدا شبيبة القبائل على مدار 15 سنة كان فال خير على هذا الفريق فبعد ارتقائه لأول مرة إلى القسم الوطني الأول في بداية السبعينيات نال مع سبع بطولات وطنية وكاسين للجزائر وكاس إفريقيا للنوادي البطلة والكأس الإفريقية الممتازة. لم ينعم مولود عيبود بحنان الوالد بعد سقوطه شهيدا إبان الثورة التحريرية تاركا ابنه مولود في الخامسة من العمر فتكفلت والدته بتربيته وتعليمه فرغم الظروف المعيشية الا ان أم مولود استطاعت ان تحسن تربية لدرجة انه وفق في الدراسة كما وفق في الرياضة. 1969 الانطلاقة من شبيبة القبائل مذ نعومة أظافره تجلت عبقرية الابن مولود في مداعبة كرة القدم فكان من البديهي ان يسرق الأضواء من شباب حييه فلم يتأخر بالالتحاق بفريق الشبيبة وعمره الرابعة عشر سنة ايجا تده للعبة مكنه في زمن قصير جدا من ولوج عالم النجومية عبر منطقة القبائل الكبرى الأمر الذي لفت انتباه مدرب أكابر الشبيبة آنذاك الروماني بوبيسكوو فوجه له الدعوة للعب إلى جانب عمالقة الفريق آنذاك يتقدمهم كوفي وعنان وحناشي ولم يتأثر بعامل السن حيث أبلى البلاء الحسن فكبر بين عشية وضحاها في عش الكناري. 1971 أول مباراة مع أكابر الشبيبة كانت أمام المولودية أول مباراة خاضها الأسد مولود عيبود مع أكابر الشبيبة كانت في بداية السبعينيات أمام مولودية الجزائر بملعب بولوغين خلال الدورة الكروية الرباعية للهلال الأحمر الجزائري شارك فيها كل من فرق مولودية الجزائر واتحاد الجزائر وشباب جيجل كان عمري حينها عيبود ر يبلغ من العمر حوالي 17 سنة ورغم صغر سنه الا انه قدم مستوى رائعا الأمر الذي تم نال رضا المدرب الروماني بوبيسكو في الأسبوع الموالي وبرسم الجولة السابعة عشر من بطولة القسم الوطني الأول لعب مولود عيبود أول لقاء رسمي مع الشبيبة كان ذلك بملعب اوكيل رمضان ضد شباب قسنطينة جنها سحقت الشبيبة بنجمها الكبير دالي السنافر بحماسية نظيفة. 14 سنة عشق أبدي للشبيبة بقي مولود عيبود وفي لألوان الكناري مدة ثلاثة عشر ة سنة متتالية من عام 1971 إلى غاية اعتزاله ملاعب الكرة في صائفة عام 1983 بعد فوز الشبيبة بتاج البطولة حينها أعلن الأسد مولود عيبود اعتزاله الكرة ليودع الفريق الذي أحبه منذ نعومة اضاقره ويتجلى هذا الحب في مسيرة عيبود حيث لم يلعب الا لشبيبة القبائل. يقول مولود عيبود في حواره المطول للشباك السنة الماضية حبي لفريق الشبيبة كان لا يقدر بثمن لدرجة أنني حافظت على حمل شارة القائد لمدة تسع سنوات متتالية من 1974 إلى غاية اعتزالي الكرة كلاعب في سنة 1983. عيبود وعلى مدار السنوات الطويلة التي قضاها في الشبيبة لم تراوده ولو لحظة واحدة باللعب لفرق أخر في الجزائر بالرغم من العروض التي كان يتوصل بها من أندية محلية خاصة من المولودية الأمر الذي كبر في قلوب القبائليين واذا سالت اليوم عيبود عن الشبيبة يرد عليك قائلا علاقتي بالشبيبة أبدية لا تزول بزوال الرجال في الشبيبة تركت دمي وأفنيت شبابي ونصف عمري ولا يمكن لأي احد يقول عيبود ان يمحي ما قدمته للفريق . 1974 طرق أبواب الاحتراف وعمره 19 سنة ولكن.. في عام 1974 كان يبلغ مولود عيبود التاسعة عشر من العمر ورغم سنه الصغير الا انه بات مطلوبا ليس من طرف الأندية الجزائرية بل من الأندية الأوروبية فبعد أدائه المميز مع المنتخب الوطني الودي أمام نادي سيتوبال السويسري تزامن حضور مسيري نادي ريد ستار الفرنسي على مدرجات ملعب 5 جويلية ما أن أعلن الحكم نهاية المباراة ليتقدم إلى مولود عيبود رئيس النادي الفرنسي ريد ستار عارضا عليه اللعب لفريقه وبدون تردد وافق عيبود على العرض في اليوم الموالي التقى رئيس النادية الفرنسي و تم الاتفاق على بنود العرض فسافر عيبود إلى فرنسا وكله أمل اللعب لهذا الفريق كيف لا وهو الذي حلم بان يخوض تجربة احترافية بفرنسا واللعب لا حد نواديها لكن فجأة تسرب خبر انتقال عيبود إلى الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط. وفي الوقت الذي كان عيبود على وشك الإمضاء على عقد احترافي مع نادي ريد ستار أرسل رئيس الشبيبة آنذاك الراحل عبد القادر خالف ممثلين عنه إلى فرنسا يقودهم اللاعب السابق قلي وبعد صعوبة كبيرة تم إقناعه بالبقاء في الشبيبة يقول عيبود رغم ولعي بدخولي عالم الاحتراف الا ان احترامي لإدارة النادي ومبعوثي الرئيس خالف عبد القادر رحمه الله عدلت عن فكرة الاحتراف وتنقلت معهم مباشرة إلى المغرب حيث كان فريق الشبيبة يستعد لدورة المغرب العربي بمدينة الدار البيضاء . لعب لقاء دوليا واحدا رفض أداء الخدمة الوطنية فحُرم من اللعب للمنتخب الوطني بالرغم من المستوى الكبير الذي عرف به مولود عيبود الا انه حمل الألوان الوطنية الا مرة واحدة كان ذلك في اللقاء الذي جمع منتخبنا الوطني أمام المنتخب التونسي عام 1974؟ لكن لماذا حرم الأسد من مواصلة حمله للألوان الوطنية ذلك ما سنتعرف عليه من لسان المعني بالأمر لمدربان سوكان ورشيد مخلوفي هما اللذان حرموني إلى الأبد من حمل الألوان الوطنية بعد رفضي الالتحاق بالمنتخب الوطني العسكري ويضبف يوق عيبود كيف تريد أن التحق بالثكنة لأداء الخدمة الوطنية وأنا ابن شهيد في صفوف الثورة التحريرية عيبود لم يخن الفريق الوطني بل حرموه عنوة من اللعب لهذا الفريق الذي تمنى منذ نعومة أظافره حمل ألوانه كيف لا وهو الذي بترك الشبيبة ليلتحق بصفوف المنتخب الوطني بأمواله الخاصة نظرا لمحبته للألوان الوطنية. مولود حتى وان شطب اسمه نهائيا من المنتخب الوطني لم يندم عن فعلته برفضه أدائه الخدمة الوطنية كونه ابن شهيد وأبناء الشهداء معفيين من الخدمة الوطنية ويضيف يقول عيبود أحيانا كنت اندم عن رفضي الاستجابة لكن ما أن أتذكر والدي المجاهد حتى أقول كنت على صواب بما قمت به بل الذين عاقبوني هم الذين كانوا على حطا . 1989 عيبود الرئيس بعد رفع الدولة حصانتها على النوادي والجمعيات الرياضية في عام 1989 أسس مولود عيبود إلى جانب كل من شريف حناشي وكمال عويس بتأسيس لجنة للأنصار حتى يتسنى له الدخول إلى الجمعية العامة وبالتالي الترشح إلى المكتب المسير وهو الذي حدث فترشح مولود عيبود وحناشي وكمال عويس وبن قاسي إلى رئاسة الفريق ففاز الاخير برئاسة النادي فيما حل عيبود ثانيا. لكن بعد انسحاب بن قاسي في موسم 92/93 أسندت المهمة ليوسفي لكن سرعان ما قدم هذا الاخير استقالته بعد ثلاثة أشهر من تعيينه فتم تعيين بدلا عنه مولود عيبود فود أسد جرجرة نفسه غب بحر من المشاكل ورغم ذلك حقق عيبود نتائج ايجابية بانهائه الموسم في الصف الثاني بعد مولودية وهران. لكن المشاكل تفاقمت خاصة بعد قيام اللاعبين بالإمضاء على عريضة احتجاج ضد المكتب المسير طالبوا فيها برحيل بعض المسيرين والمدرب علي فرقاني ورغم أنهم استثنوا الرئيس عيبود الا ان هذا الاخير قرر الانسحاب كتنديد بما كان يحدث داخل الفريق وتضامنا مع المدرب علي فرقاني بحكم العلاقة الأخوية التي كانت تربط الرجلين خاصة وانه هو الذي كان وراء إعادة فرقاني إلى بيت الشبيبة الأمر الذي فتح الأبواب للرئيس الحالي موح شريف حناشي من ولوج ببيت الرئاسة إلى وقتنا الحالي. نهاية التسعينيات عيبود المدرب.. بعد مشوار طويل كلاعب فوق الميدان وكرئيس لفريقه الأبدي الشبيبة زاول ايد جرجرة مهنة التدريب لكنه لم يوفق كما وفق كلاعب بالرغم من إشرافه على حظوظ كل من أندية شباب برج منايل وشباب ذراع بن خدة ونجم بودواو في نهاية التسعينيات وذلك في منتصف التسعينيات مطلع الألفية الحالية وجميع هذه الفرق لم يحالفه النجاح يقول عيبود بخصوص تجربته كمدرب ماضي انتهى ولن أعود إليها مستقبلا طالما أنني دخلت مجال التسيير . 2008 عيبود المناجير في سنة 2008 وبطلب من الملياردير يسعد ربراب تولى منصب مناجير عام في رائد القبة لكن في الوقت الذي باشر عيبود باعادة رائد القبة إلى الواجهة وإذا به يجد نفسه وسط أمواج عاتية أرغمته بترك القبة واقسم حينها أن لا يعود مستقبلا إلى عالم التسيير طالما أن الجو الكروي في الجزائر بات ملوثا والرجال المخلصين في نظره دوما يتم نبذهم من طرف أناس لا علاقتهم لهم بكرة القدم . حصل عليه عام 1974 أمام اتحاد سطيف إنذار وحيد في 500 مباراة رسمية حصل مولود عيبود طيلة مسيرته الكروية إنذار واحد فقط كان ذلك في عام 1974 بملعب الشهيد قصاب أمام اتحاد سطيف وعن هاته البطاقة يقول عيبود ما ان قلت للحكم لماذا ترفض أي هدف نسجله راح يشهر في وجهي البطاقة الصفراء لم تشفع توسلاتي له ما ان أشهرها حتى انغمرت عينيا دموعا ورحت ابكي بكاء الصبيان حرقة على هذه البطاقة بعد ان أقسمت قبلها ان لا نأخذ أي بطاقة خلال مسيرتي الكروية وهذه البطاقة الوحيدة خلال مسيرتي الكروية بالرغم من أنني لعبت أكثر من 500 مقابلة رسمية. سجل حافل بالألقاب والكؤوس الأحسن والأسوأ في مسيرة الأسد أعلى وأحسن مباراة في مسيرة مولود عيبود كانت أمام النصرية في نهائي كاس الجزائر عام بها فريق الشبيبة بهدفين لهدف وهو أول كاس في تاريخ الشبيبة أما أسوء مباراة في مسيرة الاسد عيبود فكانت أمام مولودية الجزائر عام 1983 في الدور ثمن النهائي لكاس الجزائر التي خسرتها الشبيبة بملعب 5 جويلية 3/2 دون ان انسى مباراة اتحاد سطيف عام 1974 التي تلقى فيها على أول آخر إنذار طيلة مسيرته الكروية. فاز مولود عيبود بكل شيء مع فريق شبيبة القبائل لقب البطولة الوطنية كاس الجزائر وكاس أندية إفريقيا للإبطال وأول لاعب في الشبيبة الذي كان له شرف حمل كاس الجزائر وكاس إفريقيا. في نظرة خاطفة في سجل مولود عيبود نجده مليئا بالتتويجات سبع بطولات وطنية ومرتين كاس الجزائر ومرة واحدة كاس إفريقيا للأندية البطلة ومرة واحدة ألكاس الإفريقية الممتازة. عيبود كان دوما فال خير على الشبيبة حيث ساهم في الكثير من التتويجات التاريخية سواء المحلية أو القارية وهو ما لم يحققه أي لاعب آخر في الفريق. أسرار عيبود كتاب يروي مسيرة الأسد .. يعكف حاليا أسد جرجرة مولود عيبود بإعداد كتاب يروي فيه الكثير من أسرار مسيرته الكروية كما سيضم الكتاب حسب عيبود أسرار لم يسبق وان نشرت من قبل منها الأسماء التي تواطأت ضده لإرغامه كما يعود بنا مولود عيبود إلى ذكريات طفولته وكيف كان يداعب الكرة.