تمكنت قوات الجيش الشعبي الوطني ومنذ بداية السنة الجارية من دحر شوكة الجماعة السلفية للدعوة والقتال، أو ما يُعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، بإمارة الإرهابي عبد المالك درودكال المكنى مصعب عبد الودود، حيث تلقّى ضربة عسكرة موجعة بعد فقدانه لأبرز أمرائه المتبقين بولاية بومرداس، إلى جانب القضاء على ما يزيد عن 15 إرهابيا. وحسب مصادرنا فإن قوات الأمن المشتركة قد نجحت في إقناع العديد من العناصر الإرهابية المسلحة خاصة الأمراء المتشددين منهم، بالسعي نحو المصالحة الوطنية على غرار ما حدث لأمير كتيبة الفاروق المدعو عبد الجبار، الذي سلّم نفسه لمصالح الأمن منتصف شهر ماي الفارط، والذي كان معروفا عنه لدى الأوساط الإرهابية، حسب تصريحات التائب منهم، معارضته الشديدة لمسعى المصالحة الوطنية، ليقرر بعد أزيد من 10 سنوات قضاها بمعاقل التنظيم الإرهابي، تطليق العمل المسلح والعودة مجددا إلى أحضان المجتمع. ليس هذا فحسب، بل ضربة موجعة أخرى تلقّاها تنظيم درودكال هذه السنة بعد أن فقد أميرا آخر، وهو أمير كتيبة الأرقم المدعو قوري عبد المالك المكنى خالد أبو سليمان المقضى عليه بولاية البويرة، وبالضبط بمنطقة بودربالة عندما كان في مهمة بها، ليعرف التنظيم »الإرهابي« بمنطقة الوسط، التي تُعد أحد أهم المعاقل في السابق، تراجعا ملحوظا خاصة بعد تفكيك جل الكتائب والسرايا بولاية بومرداس على غرار كتيبة الفاروق بعد تسليم أميرها نفسه وكتيبة الفتح بعد القضاء على أميرها يحي أبو الخثيمة، وكتيبة الفاروق بعد القضاء على أميرها هي الأخرى. ويذكر المتتبعون للوضع الأمني أن ما جعل التنظيم الإرهابي يتراجع في الآونة الأخيرة هو عمليات الاقتتال التي تنشب داخل صفوفه، وهو ما جعل درودكال يقوم بعمليات يائسة يحاول من خلالها كسب ود الجماعات الإرهابية التي أبدت مؤخرا رغبتها في تطليق العمل المسلح لتكون الضربة الكبيرة الموجعة التي تلقّاها التنظيم الإرهابي بعد تمكن مصالح الأمن من إقناع المدعو أبو العباس بتسليم نفسه لدى مصالح الأمن بعد التعاون مع زوجته، خاصة وأنه معروف بدمويته وإباحته للعمليات الانتحارية والتصفية الجسدية للعديد من التائبين وأعوان الحرس البلدي؛ حيث قضى بمعاقلها أزيد من 15 سنة. من جهة أخرى، تمكنت قوات الجيش الشعبي الوطني من وضع حد لأزيد من 15 شبكة دعم وإسناد الإرهاب، التي ظلت لسنوات طويلة مصادر تمويل الجماعات الإرهابية بمختلف المؤونة والمواد الغذائية، وكذا ترصّد تحركات مصالح الأمن بمختلف تشكيلاتها.