تلقى ما يُعرف ب ''تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' بزعامة المدعو أبو مصعب عبد الودود ضربات موجعة بداية من السنة الجارية على يد مصالح الأمن التي تمكنت من دحر شوكة الجماعة الإرهابية في منطقة الوسط التي ظلت لسنوات عديدة أحد معاقل جماعة درودكال، إذ فقد هذا الأخير العديد من أمرائه المتبقين بكل من تيزي وزو، بومرداس والبويرة إضافة إلى أزيد من 20 إرهابيا مقضيا عليهم· فحسب المتتبعين للشأن الأمني، فإن قوات الأمن المشتركة نجحت في العديد من المرات في دحر شوكة الجماعة الإرهابية من خلال إقناع العديد منهم خاصة الأمراء المتشددين سابقا، السعي للإستفادة من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية على غرار ما حدث مع أمير كتيبة الفاروق المدعو عبد الجبار الذي سلم نفسه لمصالح أمن ولاية تيزي وزو منتصف الشهر الفارط، والذي كان معروفا عنه في الأوساط الإرهابية حسب تصريحات التائبين بمعارضته الشديدة لمسعى المصالحة الوطنية، ليقرر بعد أزيد من عشر سنوات قضاها في معاقل الجماعة الإرهابية تطليق العمل المسلح والعودة إلى أحضان المجتمع، فكانت هذه العملية الناجحة لمصالح الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب ضربة موجعة للمدعو دردوكال الذي سبق وأن فقد أحد أبرز أمرائه ببومرداس، ويتعلق الأمر بأمير كتيبة الأرقم المدعو خالد أبو سليمان الذي قضي عليه بولاية البويرة وهو في مهمة إلى المنطقة، حيث عرف التنظيم الإرهابي تراجعا ملحوظا في مناطق كانت في السابق أحد أهم المعاقل، ليتلقى أبو مصعب عبد الودود ضربة أخرى موجعة بفقدانه لأمير كتيبة الفاروق التي تعتبر من أكبر كتائب منطقة الوسط إلى جانب كتيبة الأنصار التي تراجع نشاطها الإرهابي بعد تسليم أميرها تواتي أمين نفسه لمصالح أمن تيزي وزو السنة الفارطة· ويقول المتتبعون للوضع الأمني أن الضربات المتتالية التي تلقاها التنظيم الإرهابي على يد مصالح الأمن والوضع الداخلي للتنظيم الإرهابي بعد عمليات الإقتتال داخل صفوفه، حسب ما نقله التائبون، جعلت التنظيم الإرهابي يعمد في الآونة الأخيرة إلى تنفيذ عمليات اعتداء متفرقة بكل من بومرداس وتيزي وزو بهدف كسب ود العديد من العناصر الإرهابية التي أبدت رغبتها في تطليق العمل المسلح، وضربة أخرى تلقاها أبو مصعب عبد الودود كانت بولاية بومرداس بعدما نجحت مصالح الأمن في إقناع المدعو أبو العباس بتسليم نفسه بالتعاون مع زوجته، خاصة وأنه معروف عن أبو العباس الذي التحق بصفوف الجماعة الإرهابية منذ أزيد من 17 سنة، دمويته وإباحته للعمليات الإنتحارية والتصفية الجسدية للعديد من التائبين وأعوان الحرس البلدي· إلى جانب هذا، تمكنت مصالح الأمن من وضع يدها على شبكات الدعم والإسناد التي ظلت لوقت طويل المصدر الوحيد للجماعة الإرهابية في التمويل والتموين وكذا رصد تحركات مصالح الأمن قصد استهدافها· وفي هذا الصدد، تشير تقارير إعلامية إلى تفكيك أزيد من 15 شبكة دعم وإسناد بمختلف مناطق الوطن، بالإضافة إلى القضاء على أكثر من 20 إرهابيا في عمليات متفرقة·