درجات حرارة قياسية وذوبان للأسفلت ** يستمر ارتفاع درجات الحرارة في أوروبا محققا أرقاما قياسية حيث تكافح سلطات إسبانيا والبرتغال حرائق الغابات مع سقوط المزيد من القتلى في حين أذابت الحرارة المرتفعة الإسفلت في هولندا وتسببت بإغلاق مفاعلات نووية في فرنسا. ق.د/وكالات توفي ثلاثة أشخاص هذا الأسبوع في برشلونة بشمال إسبانيا كان آخرَهم مشرد تعرض لضربة شمس بينما تراجعت نسبة السياحة في مدينة قرطبة مع بلوغ الحرارة 44 درجة مئوية. وساهم الجيش الإسباني مع أجهزة الطوارئ في إخماد حريق غابات في نيرفا بجنوب إسبانيا الجمعة والسبت وقال مسؤولون إن شخصين أصيبا ولحقت أضرار بستة منازل في حريق غابات آخر قرب مدريد. أما البرتغال فتكافح حرائق واسعة بمنطقة مونشيك السياحية (جنوب) مع وصول الحرارة إلى 46 درجة مئوية كما أغلقت السلطات ساحات الألعاب وفتحت مراكز إيواء للمشردين لحمايتهم من الشمس. وتسبب الضغط على محطات الكهرباء بسبب الاستهلاك المفرط لمكيفات الهواء إلى انقطاع التيار بمناطق سياحية قرب لشبونة. وفي هولندا أغلقت السلطات أجزاء من بعض الطرق السريعة بعدما أدت الحرارة إلى ذوبان الإسفلت كما قطعت أغصان الأشجار خشية سقوطها بسبب الحرارة على السائقين والمارة. وأعلن مكتب الإحصاء الوطني في بريطانيا ارتفاع عدد ضحايا موجة الحر خلال شهرين إلى 650 شخصا مع توقعات بازدياد عدد الوفيات لأكثر من ألف حالة ولا سيما بين المسنين والمصابين بأمراض القلب والكلى. وأغلقت فرنسا أربعة مفاعلات نووية لتجنب ارتفاع درجة الحرارة في الأنهار التي يُسحب الماء منها لتبريد المفاعلات قبل إعادتها إليها. من جهة أخرى ذكر الإعلام الإيطالي أن امرأة مسنة توفيت السبت على شاطئ في ليغوريا (شمال غرب) جراء ارتفاع الحرارة. وتحسنت أحوال الطقس في السويد التي شهدت الشهر الماضي أكثر أيامها سخونة منذ 250 عاما حيث هطلت الأمطار في معظم أنحاء البلاد وعادت درجات الحرارة إلى معتادها ما بين 20 و25 درجة مئوية. - إسبانيا: ثلاث وفيات - في جنوب إسبانيا استمر الطقس الحار بالتأثير على مدينة قرطبة السياحية حيث بلغت الحرارة 44 درجة مئوية. وفي شمال شرق البلاد أدى حريق اندلع عند الحدود مع فرنسا إلى إغلاق طريق سريع بين البلدين السبت في وقت عمل عناصر الإطفاء على إخماده بمساعدة ست طائرات ومروحيات ترش المياه على المكان. وأدى ارتفاع درجات الحرارة في إسبانيا إلى وفاة ثلاثة أشخاص هذا الأسبوع حيث توفي رجل في برشلونة رجحت وسائل الإعلام أن يكون مشردا بعدما عُثر عليه ملقى في أحد الشوارع الجمعة ونُقل إلى المستشفى قبل أن تعلن وفاته لاحقا جراء ضربة شمس وفق بيان للدفاع المدني في كاتالونيا. ولقي رجلان آخران هما عامل طرق في الأربعينات من عمره ومتقاعد يبلغ من العمر 78 عاما كان يعتني بحديقته حتفهما جراء تعرضهما لضربة شمس هذا الأسبوع. - البرتغال: الحرارة تبلغ ذروتها واندلاع حريق - ذكرت باولا ليتاو من المعهد البرتغالي للبحر والغلاف الجوي أن موجة الحر ستبلغ ذروتها السبت. وقال مدير عمليات الإنقاذ في منطقة مونشيك الجنوبية فيكتور فاز بينتو لوسائل إعلام محلية إن حريقا اندلع في الغابات على جبهتين جراء بلوغ درجة الحرارة 46 درجة مئوية تبدو كأنها 50 درجة مع انخفاض مستوى الرطوبة في الجو. وذكر أن ما يقارب من 740 عنصر إطفاء يحاولون إخماده بمساعدة عشر طائرات ومروحيات ترش المياه على المكان وهو ما أكده الدفاع المدني. وفي لشبونة أغلقت السلطات ساحات الألعاب ودعت الناس إلى تجنب النزهات والأنشطة الخارجية. وتم فتح مراكز إيواء للمشردين في وقت سابق السبت للسماح لهم بالاحتماء من الحرارة المرتفعة. - النمسا: كلاب بأحذية - في فيينا تم تزويد كلاب بوليسية سترافق الشرطة خلال بطولة للكرة الطائرة الشاطئية بأحذية خاصة. ذكرت الشرطة أنه رغم عدم بلوغ الحرارة أكثر من 34 درجة مئوية السبت إلا أن الكلاب ستقضي ساعات تسير على أسطح معرضة للشمس قد تتجاوز درجة حرارتها 50 درجة مئوية ما يستدعي تزويدها بالأحذية. - هولندا: ذوبان الأسفلت - في هولندا أغلقت السلطات أجزاء من بعض الطرق السريعة حيث أدت الحرارة إلى ذوبان الأسفلت. وفي مدينة زفوله وسط البلاد تم قطع أغصان نحو مئة شجرة أشار التلفزيون الهولندي الرسمي إلى أنها قد تنكسر جراء الحرارة وتشكل خطرا على السائقين أو المارة. - فرنسا: إغلاق مفاعلات نووية - تم إغلاق أربعة مفاعلات نووية في فرنسا جراء موجة الحر. وذكرت شركة الطاقة الفرنسية إي دي إف أن الإجراءات اتخذت لتجنب ارتفاع درجة الحرارة في الأنهر التي يتم سحب المياه منها لتبريد المفاعلات قبل إعادتها إليها. - إيطاليا: تحذيرات صحية - يتوقع أن يواجه الأشخاص الذي يقضون إجازاتهم في إيطاليا أحوالا جوية سيئة أينما توجهوا. ففي الشمال لا تزال درجات الحرارة مرتفعة في حين يتوقع أن يشهد الجنوب طقسا عاصفا. وهذا الأسبوع نشرت رابطة ليغامبينتي المدافعة عن البيئة تقريرا عن الآثار السلبية لموجات الحر كشفت فيه أن إقليم لاتسيو الذي يضم العاصمة روما شهد وفاة نحو 7700 شخص جراء موجات الحر منذ العام 2000. - السويد: أمطار وعودة درجات الحرارة لطبيعتها - تحسنت أحوال الطقس في السويد التي شهدت تموز/ يوليو الأكثر سخونة منذ أكثر من 250 عاما مع هطول الأمطار في معظم أنحاء البلاد. وانخفضت درجات الحرارة لتعود إلى درجتها المعتادة في الصيف عند ما بين 20 إلى 25 درجة مئوية وفق ما ذكر المعهد السويدي للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا. الموجة المخيفة قتلت 650 شخصا في بريطانيا ولقد أودت موجة حر قاتلة بحياة أكثر من 650 شخص في بريطانيا في شهرين وفقا لمكتب الإحصاءات الوطني وسط مخاوف كبيرة من ارتفاع هذا الرقم في الأسابيع المقبلة. وحذر الأطباء كبار السن والمصابين بأمراض القلب والكلية من التعرض للشمس كثيرا حسب ما نشر موقع ميترو . وتهدد الحرارة المرتفعة كبار السن بشكل خاص فهم عرضة أكبر لنوبات القلب ونقص الماء في الجسم مما قد يؤدي لفشل الأعضاء. وأظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطني 650 حالة وفاة في شهري جوان وجويلية الماضيين وتوقع أحد الخبراء ارتفاع العدد لأكثر من ألف قتيل. وأظهرت البيانات ارتفاعا كبيرا في عدد الوفيات مقارنة بالمعدل في الأعوام الخمسة الماضية. ووصلت درجة الحرارة في بريطانيا ل33 درجة مئوية الجمعة في استمرار للحرارة المرتفعة التي تشهدها البلاد في آخر أسبوعين. وتشهد القارة الأوروبية موجة حارة شبه قياسية أدت لوضع حكومات خدمات الطوارئ في حالة تأهب تحسبا لاندلاع حرائق غابات في دول مثل إسبانيا والبرتغال.