نسيمة خباجة البينيي، المحاجب ، الشاي، الإسفنج أو الخفاف، ماء سعيدة... وغيرها من المشروبات والمأكولات الأخرى، ذاع صيتها في اغلب شواطئنا بعد أن اختار بعض الأطفال ترويجها على المصطافين بما يحقق لهم أرباحا معتبرة خاصة وان البحر يضاعف من إحساس المرء بالجوع مما دفعهم إلى اغتنام الفرصة، ذلك ما نراه في هذه الأيام بعد الجو المعتدل الذي فرضه فصل الربيع والتدفق الذي تشهده الشواطئ خلال العطلة الأسبوعية من طرف العائلات. ومن الأطفال من راهنوا بفترة الامتحانات التي هي على بعد أيام وأهملوا مراجعة دروسهم واقتحموا الشواطئ حتى قبل نهاية العام الدراسي خشية منهم من احتلالها من طرف باعة آخرين ومنعهم من ولوجها وهو الموقف الذي طالما اصطدموا به في السنوات الماضية ما أدى بهم إلى نزاعات جمة وصلت إلى حد العراكات بسبب أماكن البيع. ولم تتوان ربات البيوت عن تهيئة أنفسهن لتحضير تلك الوجبات الخفيفة لأطفالهن لترويجها على مستوى الشواطئ ونفع الأسرة ببعض المداخيل التي تساهم في ضبط ميزانيتها نوعا ما، بحيث تتسارع اغلب النسوة إلى التشمير على سواعدهن لممارسة تلك المهن الصيفية رفقة أبنائهن ليقع على كواهلهن تحضير تلك الأكلات الخفيفة مهما كان نوعها لتكون مهمة أطفالهن ترويجها على مستوى الشواطئ ويكون لهن تبعا لذلك نصيبٌ من الأرباح فالصيف لدى تلك العائلات ليس مرادفا للراحة والاستجمام والقيام ببعض الجولات بل هو للعمل والكد والجد، ويدفع ثمن ذلك هؤلاء الأطفال الذين يغادرون مقاعد الدراسة متعبين ويعودون إليها كذلك بعد أن يقضوا كامل موسم الصيف في العمل وممارسة تلك التجارة الموسمية خاصة وان الظروف القاسية التي تتخبط فيها أسرُهم فرضت عليهم ذلك الوضع المرير. اقتربنا من بعض الأطفال على مستوى بعض الشواطئ على غرار "ازور بلاج" وكذا شاطىء "الكيتاني" فجلبنا منظرهم وهم يحومون وسط زوار الشواطئ لترويج سلعهم التي لم تكن تخرج على بعض الأكلات المعهودة التي غالبا ما نصادفها على مستوى الشواطئ والتي احترفت صناعتها بعض النسوة كالمحاجب والبينيي... اقتربنا من بعض الأطفال للوقوف على السر الذي دفعهم إلى مزاولة تلك التجارة الصيفية مبكرا قبل نهاية العام الدراسي مما يؤثر سلبا على نتائجهم النهائية فاجمع اغلبهم عن تخوفهم من احتلال تلك الشواطئ من طرف أغراب ومنعهم من مزاولة تجارتهم على مستواها، وهو الأمر الذي عايشوه في السنوات الماضية منهم فؤاد تلميذ في السنة الأولى متوسط يسكن بأعالي باب الوادي، عوز عائلته دفعه إلى مزاولة التجارة ببيع بعض الأشياء البسيطة وبعد أن تكون وجهته ساحة الشهداء في أيام السنة يستبدل الوجهة مع اقتراب موسم الصيف نحو الشواطئ بحيث وجدناه يعرض قارورات مياه معدنية على المتوافدين إلى شاطئ كيتاني ،وحول تأثير ذلك على دراسته قال انه ينظم وقته جيدا ولا يزاول التجارة إلا في وقت الفراغ وخلال العطلة الأسبوعية لتتحول الحرفة إلى عمل يومي تزداد وتيرته مع حلول فصل الصيف وتوافد المصطافين على ذات الشاطئ. أما بشاطىء "ازور بلاج" فالتقينا مع إسماعيل، 15 عاما، الذي كان يبيع المحاجب على مستوى الشاطئ وهو العمل الذي يزاوله في كل سنة مع افتتاح موسم الاصطياف قال انه استأنف عمله مبكرا لكي لا يسبقه طفلا آخرا ويفوت عليه الفرصة وقال انه سوف يستمر في حرفته بذات الشاطئ مع افتتاح الصيف.