توافد خلال عطلة نهاية الأسبوع المنصرمة، عدد كبير من المصطافين على شواطئ مدينة بومرداس.. وعج كورنيش واجهة البحر بهؤلاء المتوافدين الباحثين عن وسيلة للترويح عن أنفسهم مع بداية موسم الاصطياف الحالي. وصنعت الشمسيات المنصبة على طول شواطئ المدينة والمتراصة الواحدة أمام الأخرى ديكورا متباين الألوان في صورة تتكرر سنويا مع بداية فصل الاستجمام. شهدت شواطئ بومرداس إقبالا كبيرا في عطلة نهاية الأسبوع المنصرمة على وجه التحديد، نظرا للارتفاع الشديد للحرارة وتزامنا مع الإعلان الرسمي للسلطات المحلية عن انطلاق موسم الاصطياف لعام 2009. وعلى امتداد شاطئ قورصو إلى شاطئ الصخرة السوداء، افترش المصطافون الرمل وآخرون اقتحموا مياه البحر في منظر جميل يبشر بموسم اصطياف ناجح، خاصة وأن السلطات المحلية لبومرداس تتوقع توافد حوالي مليون مصطاف هذا الموسم.. ولعل التوافد الكبير للمصطافين خلال العطلة إعلان مبكر على ذلك. ازدحام كبير شهدته الطرقات المؤدية الى الشواطئ، واذا كانت الأيام الماضية قد شهدت توافدا كبيرا للمصطافين، إلا أن نهاية الأسبوع شكلت استثناء بعد الهجوم الكاسح للمصطافين على الشواطئ، ما ينبئ بنجاح موسم الاصطياف لهذه السنة. وما زاد في جمال الصورة بتلك الشواطئ،الألعاب المنصبة بالقرب من الشاطئ والمخصصة للأطفال، كتلك المنصبة في غابة قورصو التي عرفت ضغطا كبيرا من طرف هؤلاء، حيث لم يتمكن الأهل من التحكم في الوضع نظرا لشغفهم الكبير باللعب بالقرب من البحر والاستمتاع بظلال الغابة، وبذلك يجمعون بين الاستجمام واللعب والأكل كلما أحسوا بالجوع "يقرص" بطونهم، خاصة وان بائعي "ليبينيي" يتعمدون قصد الأماكن التي تعرف تجمع الأطفال، الذين يتحايلون على أوليائهم ليشتروا لهم الفطيرة الساخنة المليئة بالمعجون التي لها طعم آخر على الشاطئ... أما على طول كورنيش بومرداس الذي خضع منذ فترة وجيزة لعملية إعادة تهيئة بغرض توسعته، فإنه اكتظ بالراجلين ممن قصدوا الاستجمام، وكذا بالزوار ممن قصدوا المكان للاستمتاع بنسمات البحر العليلة.. والمشهد كان غاية في الروعة، خاصة بعد العصر عندما بدأت أشعة الشمس في التخافت، فكانت المثلجات هي التي صنعت المشهد، فلا تكاد ترى مواطنا صغيرا كان أم كبيرا إلا والمثلجات في يده بكل أنواعها وألوانها. وما طعّم المنظر، الدندنات الصادرة من المحلات المواجهة للكورنيش، إذ أضفت مزيدا من الإيقاعية على العطلة. ومع ارتياد المصطافين للشواطئ، فإن الكثير من الشباب وجدوا فرصة للاسترزاق، حيث اختار العديد منهم ارتياد الشواطئ وعرض سلعهم المختلفة وسط المصطافين.. فهناك إلى جانب أصحاب الشمسيات والكراسي المعروضة للإيجار، باعة "المحاجب" وال"بينيي" والمياه المعدنية، وكذلك الشاي الصحراوي المُنّكه بالنعناع. وهؤلاء الباعة أغلبهم جاؤوا إلى الولايات الساحلية من ولايات الجنوب ليعرضوا سلعتهم هذه، التي يجد المصطاف وهو مستلق على الرمل تحت الشمسية مقابل موجات البحر، متعة كبيرة وهو يرتشف فنجان الشاي الصحراوي على الشاطئ الساحلي...