فيما ترافع بلادنا للتكامل المغاربي معبر الجزائروموريتانيا.. هل أزعج المغرب؟ لم يمر فتح معبر حدودي بين الجزائروموريتانيا من دون أن يثير الانتباه وربما الانزعاج في المغرب الذي يرى مراقبون في ذلك الحدث محاولة لمنافسة معبر الكركرات بين المملكة وموريتانيا وفي المقابل أكدت الجزائر أن الخطوة تستهدف فتح أسواق جديدة وتحريك تجارتها مع نواكشوط. ويربط المعبر البري الذي افتُتح يوم الأحد الماضي مدينتي تندوف الجزائرية و الزويرات الموريتانية ويأتي افتتاحه تتويجاً لتوصيات الدورة 18 للجنة العليا المشتركة بين البلدين التي انعقدت في 20 ديسمبر 2016 في الجزائر العاصمة. وفي ماي الماضي وافق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رسمياً على فتح أول معبر حدودي بين الجزائروموريتانيا بعد اتفاق وقعته حكومتا البلدين نهاية 2017. وأعلن وزير الداخلية نور الدين بدوي عقب افتتاح المعبر عن إطلاق خطة مشتركة مع موريتانيا لتنمية المناطق الحدودية بين البلدين في إطار الاندماج والتكامل المغاربي. وقد عبر وزير الداخلية عن أمله في أن يكون هذا المعبر فاعلاً في التكامل والاندماج المغاربي بما يخدم البلدين والمنطقة. وحسب ما أورده موقع العربي الجديد لا يمثل التبادل التجاري بين البلدان المغاربية الخمسة سوى 4.8 بالمائة من مجموع مبادلاتها التجارية ويرى البنك الدولي أنها لا تمثل سوى 2 بالمائة من الناتج الإجمالي المحلي. ويأتي هذا التطور لينهي قرابة سنتين من التوتر والفتور وصلا إلى حدّ القطيعة في العلاقات الديبلوماسية بين الجزائروموريتانيا وذلك بعد قرار نواكشوط طرد المستشار الأول بالسفارة الجزائريةبنواكشوط بلقاسم الشرواطي قبل سنتين وهو ما استقبلته الجزائر بنوع من الغضب والسخط لتردّ من نفس الباب وذلك بطرد أحد الديبلوماسيين بسفارة موريتانيابالجزائر. وحسب الناطق باسم الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة محمد رضواني فإن افتتاح المعبر يعد نقطة تحول كبيرة بالنسبة للبلدين لا تقتصر على مجرد التبادل والتواصل الثنائي بل يأتي كاستجابة لحاجة البلدين على كافة الأصعدة والمستويات الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية . وأضاف رضواني أن المعبر تريده الجزائر كبوابة لها نحو دخول أسواق دول غرب أفريقيا والأهم من ذلك سيكون للجزائر منفذ بحري على المحيط الأطلسي حسب ما تم الاتفاق عليه بين البلدين . وكشف المسؤول بالغرفة التابعة لوزارة التجارة الجزائرية أن الهدف الأول بالنسبة للجزائر من وراء فتح المعبر الحدودي مع موريتانيا هو الاستحواذ على السوق الموريتانية التي تسجل احتياجات كثيرة فيما يتعلق بالمنتجات الصناعية والزراعية وذلك قبل التوجه جنوباً نحو دول غرب القارة كالسنغال وغينيا بالإضافة إلى سيراليون وليبيريا وساحل العاج . وفي ظل ما تعيشه منطقة المغرب العربي من خلافات بين الجزائر والمغرب بسبب القضية الصحراوية أساساً يربط الكثير من الخبراء فتح المعبر الحدودي بين الجزائروموريتانيا بالحرب الديبلوماسية القائمة بين الجزائروالرباط حيث نجح المغرب في عزل الجزائر من الجهة الغربية بعد إعلان موريتانيا أن حدودها مع الجزائر منطقة عسكرية تحت ضغط من الرباط قبل سنتين. وإلى ذلك يقول الخبير الاستراتيجي إسماعيل بلمام في تصريح لموقع العربي الجديد إنه يصعب إنكار عدم وجود علاقة بين التقارب بين الجزائر ونواكشط وبين الخلاف القديم الجديد بين الجزائروالرباطفالجزائر استغلت توتر العلاقات بين المغرب وموريتانيا مؤخراً كما تحفظت السلطة الموريتانية على بعض النقاط في الملف الصحراوي لتضغط من أجل فتح معبر بري سيزيد من عزلة المغرب . وأضاف الخبير الجزائري أن الجزائر تعتبر فتح معبر حدودي مع موريتانيا فوزاً دبلوماسياً أكثر منه اقتصادياً خاصة وأن أغلب حدودها كانت مغلقة بسبب تردي الأوضاع الأمنية في ليبيا والنيجر ومالي .