شكّك سكان "أبوت آباد" في أنّ زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن كان موجودًا في مدينتهم، قائلين: إن مقتله ما هو إلا "مسرحية أمريكية" تُنفّذ مرة جديدة في باكستان. ويتولّى شرطي الحراسة لإبعاد السكان عن المنزل الذي أقام فيه ابن لادن وانتشر حوله عشرات الجنود، ولا يصدق الشرطي نفسه بأن زعيم تنظيم القاعدة قُتِل. وقال في تصريح لوكالة "فرانس برس" مشيرًا إلى المنزل الكبير المسور بجدران مرتفعة والواقع على مسافة قريبة: "لم نر شيئًا، طلب منا أن نأتِي في الساعة الثالثة صباحًا لكن العملية كانت قد انتهت". ويجلس بشير قرشي وهو متقاعد في ال61 مع حفيده أمام منزله الواقع على بُعْد بضع مئات من الأمتار من ملجأ ابن لادن ويبتسم عند الحديث عن العملية، قائلاً: "لا أحد يصدِّق ما حصل. لم نرَ أبدًا أي عربي في المنطقة". ويستبعد السكان بأن ابن لادن الذي كان يعتقد بأنه في قريةٍ نائيةٍ في المناطق القبلية شمال غرب باكستان، كان يقيم في المدينة خصوصًا وأنه على بعد أقل من كيلومترين، من أكاديمية كاكول العسكرية. ويقول أحد سكان البلدة ويدعى نعمة الله: "كان يعيش ابن لادن قرب كاكول وأجهزة الاستخبارات. لا أصدق ذلك. إنه إخراج خطّطت له الولاياتالمتحدة مع الحكومة الباكستانية". وساهم إعلان واشنطن بعد إعلان الجيش الأمريكي إلقاء جثة ابن لادن في البحر، إضافةً إلى غياب أدلة على مقتل زعيم تنظيم القاعدة، في زيادةِ الشكوك والتساؤلات وانتشار النظريات، حيث يرَى وسيم إقبال الذي يعمل في بيع العقارات ساخرًا "سبق وأعلنوا مقتله عدة مرات. فكم مرة يقتل ابن لادن؟". ويعتبر شأنه شأن العديد من سكان الحي أن الولاياتالمتحدة خططت لتنفيذ العملية في هذه المدينة الحامية "لتشويه سمعة الجيش الباكستاني". ومن إسلام آباد يقول المحلل السياسي امتياز غول: "طالما أن الأمريكيين لن يقدموا أدلة" على مقتل ابن لادن "لن تزول الشكوك" خصوصًا في باكستان.