أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في احتفال اقيم أمس الأربعاء في القاهرة انهما عازمان على طي "صفحة الانقسام السوداء" وأعلن مشعل تمسكه بالهدف الوطني الفلسطيني في اقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على ارض الضفة الغربية وقطاع غزة. وفي كلمة افتتح بها احتفال المصالحة بين فتح وحماس أمس الأربعاء، قال عباس إن "صفحة الانقسام طويت إلى الأبد" واتهم إسرائيل ب"التذرع" بالمصالحة للتهرب من السلام. وافتتح الاحتفالَ الرسمي باتفاق المصالحة، الذي وقع أمس في القاهرة، حركتا فتح وحماس وكافة الفصائل الفلسطينية، متأخرا حوالي ساعة وربع عن موعده المحدد اصلا في الحادية عشرة بالتوقيت المحلي، بسبب خلافات طرأت في اللحظات الاخيرة حول الترتيبات البروتوكولية للاحتفال، بحسب مصادر فلسطينية. وافادت مصادر فلسطينية أن خلافات نشبت صباح أمس بسبب رفض فتح جلوس مشعل على المنصة إلى جوار عباس باعتبار أن رئيس المكتب السياسي لحماس لا يشغل أي منصب رسمي كما رفضت فتح في البدء أن يلقي مشعل كلمة، لكن الأمر سوِّي. وعند بدء الاحتفال رسميا، جلس عباس على المنصة في قاعة الاحتفال إلى جوار وزير الخارجية المصري نبيل العربي ورئيس المخابرات المصرية مراد موافي بينما جلس مشعل في الصف الاول للقاعة الى جوار الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وهذه هي المرة الاولى التي يلتقي فيها عباس ومشعل منذ الاقتتال بين حركتيهما في قطاع غزة في العام 2007 الذي انتهى بسيطرة حماس بالقوة على القطاع. وقال مشعل في كلمته ان حركته ستعمل على تحقيق "الهدف الفلسطيني الوطني" وهو اقامة "دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على أرض الضفة والقطاع عاصمتها القدس الشريف ودون تنازل عن شبر واحد أو عن حق العودة". وتعد هذه المرة الاولى التي تعلن فيها حماس بوضوح لا لبس فيه قبولها باقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. واضاف إن حركته مستعدة "لدفع أي ثمن من أجل المصالحة"، مؤكدا أن "معركتنا الوحيدة مع إسرائيل". وأكد عباس انه يرفض التدخل الاسرائيلي في الشؤون الفلسطينية مؤكدا ان "حماس جزء من شعبنا" و"ليس من حق احد ان يقول لنا لماذا تفعلون هذا او ذاك" و"أقول نتانياهو انت يجب ان تختار بين الاستيطان والسلام". ويقضي الاتفاق بتشكيل حكومة تكنوقراط تتولى ادارة الشؤون الداخلية الفلسطينية وباجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني بعد عام من اعلانه. وتبقى الملفات السياسية وخصوصا عملية السلام من اختصاص منظمة التحرير غير ان الاتفاق ينص على تشكيل قيادة موحدة من رئيس واعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير اضافة الى الامناء العامين للفصائل الفلسطينية من اجل التشاور حول القضايا السياسية. وأجرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو كلا على حدة مساء الثلاثاء حول المصالحة الفلسطينية. وقال المتحدث باسم الخارجية مارك تونر ان كلينتون اثارت خصوصا مسألة المساعدة الاميركية للسلطة الفلسطينية. ولكن مسؤولا اميركيا فضل عدم كشف هويته قال ان وزيرة الخارجية لم تهدد بالغاء المساعدة في حال تم الاتفاق بين فتح وحماس. ورفض تونر التكهن مسبقا برد فعل واشنطن موضحا فقط ان الولاياتالمتحدة "ستقيم سياستها في ضوء تشكيل الحكومة". وذكر المتحدث ايضا بالموقف الامريكي "اذا كانت حماس تريد أن تؤدي دورا في العملية السياسية فعليها نبذ العنف والارهاب والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود واحترام الاتفاقات الموقعة".