دخلت العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا أمس الأحد مرحلة تاريخية جديدة مع توقيع زعيمي البلدين اتفاقا إضافيا يساعد على تعزيز العلاقات الإيجابية بينهما وينهي العداء السابق بحضور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. وقبل أيام أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد علي سحب قوات بلاده من الحدود مع إريتريا وقيام الأخيرة بالمثل ضمن إجراءات من شأنها إزالة التوتر المزمن في العلاقات بين البلدين إضافة إلى إعلان فتح السفارة الإثيوبية في أسمرة. والثلاثاء الماضي أعادت الدولتان فتح الحدود البرية للمرة الأولى منذ 20 عاما مما يمهد الطريق للتجارة بينهما بعد أن دخل البلدين في عداء طويل تخلله حروب حدودية كانت إحداها في مايو 1998 وعرفت باسم حرب بادمي إشارة إلى مثلث بادمي الحدودي الذي يضم 3 مناطق بادمي وتسورنا ويوري. وفي جويية الماضي وقع رئيس الحكومة الإثيوبية ورئيس إريتريا أسياسي أفورقي إعلانا حول السلام ينهي رسميا عقدين من العداء بعد آخر مواجهة عسكرية عام 2000 بين الجانبين خلفت نحو 100 ألف قتيل من الجانبين وآلاف الجرحى والأسرى والنازحين وأنفقت خلالها أكثر من 6 مليارات دولار. وفي أفريل 2018 ظهرت بوادر انفراج للأزمة بعد أن أعرب رئيس الوزراء الأثيوبي عن رغبته بإعادة العلاقات مع إريتريا كما أعلن الائتلاف الحاكم في إثيوبيا من جانبه موافقته على تنفيذ اتفاقية الجزائر. وبعد الاتفاق التاريخي الذي وقع بين الدولتين في جويلية الماضي تبادل زعيما البلدين الزيارات التي حظيت بحفاوة شعبية جارفة كما جرى الاتفاق على خطوات شملت استئناف الرحلات الجوية وتطوير الموانئ.