اتفقت أريتريا وإثيوبيا على طي صفحة الخلافات وإعادة فتح السفارات و المعابر الحدودية بين البلدين, وذلك تتويجا للزيارة "التاريخية" التي قام بها رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد إلى إريتريا والتقى خلالها الرئيس أسياس أفورقي, في اطار جهود أسمرة و اديس أبابا لإنهاء قرابة عقدين من القطيعة و العداء و المضي قدما نحو تطبيق اتفاق السلام الموقع بين البلدين عام 2000 بوساطة الجزائر. وقال رئيس الوزراء الاثيوبي في تصريحات صحفية عقب لقاء قمة مع الرئيس الأريتيري أمس الاحد "بعد النقاش... اتفقنا على إعادة فتح سفارتينا و على بدء خطوط الطيران بالعمل و السماح بالدخول و الخروج بين البلدين". واضاف أن البلدين اتفقا أيضا في (اعلان اسمرة) الصادر عقب القمة, على فتح المرافئ وأن تبدأ إثيوبيا - التي لا تملك منافذ بحرية "في استخدام ميناء إريتريا", كما جرى الاتفاق على استعادة الاتصالات الهاتفية الدولية المباشرة بين إثيوبيا وإريتريا "للمرة الأولى بعد عقدين". وكانت اللجنة التنفيذية للحزب الحاكم (الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي) قد مررت في 5 يونيو الماضي قرارا يؤكد " التزام إثيوبيا بالتنفيذ غير المشروط لاتفاق السلام مع إريتريا" الذي تم التوصل إليه في الجزائر في ديسمبر عام 2000 برعاية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وأدت عدة قضايا بينها رفض إثيوبيا ( في وقت سابق) تنفيذ قرار لجنة ترسيم الحدود إلى تجميد العلاقات بين البلدين و استمرار التوتر حيث خاضت اسمرة و اديس ابابا من عام 1998 إلى 2000 حربا بسبب الخلاف المتعلق خصوصا بالحدود المشتركة بينهما , أسفرت عن مقتل قرابة ثمانين ألف شخص. وقبل عامين تقريباً, في يونيو 2016, أدى نزاع مسلح بين جيشي البلدين على الحدود الى مقتل أكثر من مئتي جندي اثيوبي. وحذرت أديس ابابا آنذاك من انها " تملك القدرة على خوض حرب شاملة ". وصرح جبر آب مستشار الرئيس الأريتيري من أسمرة, أمس الاحد أن "المشكلة بين البلدين لم يكن جوهرها الحدود, بل كانت هناك بعض الأيدي الخارجية فضلا عن الحكومات الأثيوبية السابقة التي شاركت في إحداث هذا الشرخ في العلاقات". وقال جبر آب عقب القمة الاثيوبية الاريتيرية أمس " إن مسألة الحدود قد حلت بحسب ما تم الاتفاق عليه بين البلدين والمؤشرات الأولية تبعث على التفاؤل". وختم قائلا: "لطالما أكدنا على ضرورة العمل سويا وأن الخلاف يؤثر سلبا على المنطقة". يذكر أن إريتريا كانت قد استقلت عن أثيوبيا عام 1993 بعد حرب استمرت 3 عقود لكن الصراع اندلع مجددا بينهما في عام 1998 حول بلدة "بادمي" الواقعة على حدودهما المتنازع عليها. و يتوقع المراقبون أن تشهد العلاقات بين اثيوبيا و اريتيريا حقبة جديدة من السلام عبر وقف عسكرة الحدود بينهما حيث ينتشر حوالي مئتي ألف جندي و كذا انخفاض التوتر و" بروز تحالف جديد سينعكس على الوضع العام في منطقة القرن الأفريقي".