جاسم الهاشمي سفير الثقافة العراقية جاء محملا بحقيبة ثقافية أصيلة ببلاد الرافدين ليحط بعاصمة الزيانيين ويمتعهم بالثقافة العراقية المشعة بتاريخها العريق، هو مدير السينما والمسرح العراقي، مختص في الإخراج المسرحي والسينمائي وهدا ما جعله يشغل منصب نقيب الفنانين فضلا عن كونه مدير فرقة البصرة للفنون الشعبية، حل بالجزائر ضيفا للمشاركة في التظاهرة الثقافية مع الجزائريين الدين تقاسموا مع العراق آلامه وأحزانه، وكان لنا معه هدا الحوار: أخبار اليوم: أهلا بك ضيفا بأرض الزيانيين؟ جاسم الهاشمي: سعيد بتواجدي ببلد الشهداء وبعاصمة الثقافة والحضارة والأدب، حللنا ضيوفا عليكم لنحتفل بتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، ولنفرغ ما بجعبتنا من ثقافة عراقية عريقة. أخبار اليوم: تعرض فيلم بابل للكثير من الانتقادات منه انتقاده في مهرجان وهران ما تعليلك؟ جاسم الهاشمي: طبعا الآراء تتعدد والانتقادات كثيرة فهي تتجه صوب الأفكار أما بالنسبة للانتقاد فالسيناريست والمخرج هما اللذان يتحملان المسؤولية بدرجة اكبر، ولا يخفى عليكم أن الفلم تحصل أيضا على جوائز عالمية منها جائزة منظمة العفو الدولية وجائزة الذهبية لمهرجان ماليزيا. أخبار اليوم: كيف ترى واقع السينما العربية ومشكلاتها؟ جاسم الهاشمي: في الواقع السينما العربية ومشكلاتها في مهمة صعبة نظرا لكثرة مشاكل هذا الفن الذي يعد انعكاسا واضحاً لواقعنا الاقتصادي والاجتماعي، لكن بشكل عام يمكننا ملاحظة تلك المصاعب التي لاتخفى على عشاق الفن السابع ومتابعيه، وملاحظ أيضا فقدان اللغة العربية الواحدة في السينما العربية إذ أن كل قطر تقريبا ينتج أفلامه باللهجة المحلية التي يصعب فهمها في أقطار أخرى وبصورة خاصة بين أقطار المغرب العربي. أخبار اليوم: هل هدا راجع إلى الإمكانيات القليلة ؟ جاسم الهاشمي: المؤسسات السينمائية تقدم الدعم المادي والفني للسينمائيين إلا أن قلة الكوادر الفنية والمادية بشكل عام جعلت الكثير من الأعمال الفنية تظهر بشكل متواضع وبجهود فردية ولا تزال تحتاج لمزيد من المساعدات خاصة أننا نملك طاقات كبيرة تحتاج هكذا كوادر ليكون عطاؤها على مستوى طموحها الكبير . أخبار اليوم: وما رأيك في السينما الجزائرية؟ جاسم الهاشمي: السينما الجزائرية ظلت تمثل لنا دوما رمز البطولة والشغف، أود الإشارة إلى أن الأفلام الثورية الجزائرية لا تزال تباع لدينا في البصرة كفيلم معركة الجزائر، وريح الاوراس. أخبار اليوم: برأيك ماذا يقدم الفنان لجمهوره في رسالته الفنية ؟ جاسم الهاشمي: يقدم لهم الصورة الجميلة ، والقيم المثالية بمشاعره الصادقة فيشاركهم بأحلامهم ومشاعرهم ويلامس أحزانهم . أخبار اليوم: ماذا يميز فرقة البصرة؟ جاسم الهاشمي: فرقة البصرة للفنون الشعبية تقدم الفلكور البصري الخالص فقد تأسست الفرقة في عام 1976 على يد مجموعة من المدربين، بينهم الروسي اناتولي والراحل طالب جبار وقصي البصري ونور الدين جاسم وريتا جون. وقدمت عروضاً مهمة على مسارح عراقية وعربية وأجنبية. وتحتفظ مؤسسة السينما والمسرح في أرشيفها بأكثر من 70 لوحة خلدت الفن الشعبي في المدينة، والفرقة تابعة حالياً لوزارة الثقافة دائرة السينما والمسرح. أخبار اليوم: شهدنا تركيزا للموسيقى العراقية على آلة العود؟ جاسم الهاشمي: نعم لان الفارابي وزرياب انطلقوا تحديدا من البصرة، كما هو الحال بالنسبة لخليل بن احمد الفار اهدي الذي اوجد علم العروض كما انه مؤلف موسيقي وعازف على آلة العود التي تعتبرمن أقدم الآلات الموسيقية العراقية التي عرفتها البشرية خلال تاريخها الطويل، غير أن الغموض يكتنف تاريخها ومنشأها ومن ساهم في تطويرها ومن هم أهم روادها قديما وحديثا. أخبار اليوم: الارتجال في العود هل يشبه الارتجال في الشعر؟ جاسم الهاشمي: اعتقد أن الارتجال واحد في كل الفنون وهذا اعتقاد ، ولكن بما يخص العود والموسيقى، فالارتجال هو التعبير عن اللحظة الآنية التي يمر بها العزف من خلال ما يمتلكه من أدوات، كذلك نستطيع أن نصف التأليف ارتجالا متمهلا في بادئ الأمر ثم يدخل في قالب ما أو يثبت كجمل، هنالك علاقة كبيرة بين الارتجال الشعري والموسيقى تكمن في الصور الشعرية والموسيقية. أخبار اليوم: نسمع أحيانا من يقول إن هذا العازف يتمتع بروحية عالية وأحيانا بتقنية عالية هل تستطيع أن تقدم لنا أمثلة عن عازفين يتميزون بهذه الصفات ؟ جاسم الهاشمي: التقنية العالية وأسلوب العزف المتطور والقدرة على استخدام كل تقنيات العود وسيلة مهمة جدا ومفيدة للعازف لكنها تصبح سلبية اذا تحولت إلى غاية ويكون العازف همه عرض إمكانياته العضلية، لابد من توظيف كل ما تمتلك إلى الروحية، في بعض الأحيان يحتاج العازف إلى تقنيات بسيطة لإنتاج جملة موسيقية ولكن الإحساس والدقة باصرار الصوت أو النغمة وموضع هذه الجملة الموسيقية يحدد جمالها أكثر مما تحدده التقنية، فالجمال هو الأهم لذلك هنالك عازفون تنبهر حين تراهم يعزفون ولكن لا تستطيع سماعهم عن طريق اسطوانة آو شريط ومن العازفين الذين وازنوا وبدرجات عالية بين التقنية والروحية وهو اسلم ما يمكن التوصل إليه من قبل العازف، الفنان علي حسن وصل إلى تقنيات عالية لم يصلها غيره لحد الآن وفي نفس الوقت يحمل روحا عالية.