اعتبر أول أمس حامد الراوي رئيس الوفد العراقي المشارك في الأسبوع الثقافي لتظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية، أن الحضور العراقي، فرصة ذهبية للاستفادة من تجربة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية والاحتكاك بمعالمها على اعتبار أن النجف العراقية ستتسلم مشعل العاصمة في غضون السنة المقبلة،وتقديم الدعوة للجزائر لمقاسمة ارض دار السلام خصوصية احتضان مثل هذه التظاهرات الكبيرة،كاشفا أن الرقيب على الأعمال الإبداعية في بلده الغي بشكل نهائي، وحسم في أمره. اعترف مستشار وزارة الثقافة العراقية ورئيس الوفد العراقي، المشارك في الأسبوع الثقافي العراقي الأول من نوعه، في هذه التظاهرة المنطلقة يوم العلم بغرناطة المغرب العربي تلمسان، أن النجف العراقية التي ستواصل طيلة العام المقبل، حمل مشعل احتضان عاصمة الثقافة الإسلامية، تحاول في الوقت الراهن أن تستعد للحدث، رغم ان الصورة على حد تقديره، مازالت لم تكتمل بعد،مؤكدا وجود سباق حقيقي مع الزمن، وأشار في ذات السياق إلى تحديات الظروف الأمنية التي وصفها بالصعبة،غير انه بلغة تفاؤلية يتوقع أن تنجح النجف في كسب رهان استقبال الوفود المشاركة العام المقبل في ظروف اقل ما يقال عنها أنها جيدة . وفي رده عن سؤال يتعلق بمدى تضرر مدينة النجف العريقة بلهيب الحرب في ندوة صحفية نشطها بالمركز الدولي للصحافة بتلمسان لم يخف أن أضرار كبيرة لحقت بنجف العراق، غير أنه تحدث بالكثير من الدقة والتحديد عن المعالم التاريخية التي تتهيأ لاستقبال الثقافة الإسلامية بالنجف مازالت حية ثابتة شاهدة عن عراقة أقدم الحضارات،على غرار قبر الإمام علي كرم الله وجهه،ومقبرة السلام، إلى جانب بعض المكتبات القديمة والعتيقة والبيوت التي تعود إلى سنوات طويلة، ووقف في ذات المقام على الحركة التي تشهدها هذه المدينة، على اعتبار كما قال أن أي نمط إبداعي يحاسب بقوانين نمطه لا خارج نطاق بيت النمط الذي ينتمي إليه . وتحفظ رئيس الوفد العراقي حول سؤال''الشعب''، حيث قال بأنهم لا يحملون في هذه أي رسائل سياسية فيما يتعلق بتكريس حوار الحضارات وتصالح الديانات، وأردف يقول لا يوجد أي عراقي لا يدين الاحتلال الأمريكي، وذكر أن العراق اليوم ينتظر خروج المحتل الأمريكي نهاية السنة الجارية ،غير انه اقر أنهم يحملون الهموم السياسية لكنها ليست الجوهر ولا تمثل لهم الأساس من خلال عواصم الحواضر الإسلامية. وحضر الراوي حسب تصريحه محملا من أرض نهلة والفرات بالكثير من التقدير للجزائر وحضارتها، وبلغة مفعمة بالعرفان قال لا نبحث في الجزائر عن موضع قدم لثقافتنا لأنهم يدركون أن الثقافة العراقية وصلت إلى هذه البلاد كما قال منذ قرون. وأكد أنهم يشاركون بأيام ثقافية في الجزائر للاحتفاء بإحدى الحواضر الجميلة في تلمسان،ويرى أنه رغم ان وفده الذي يضم نحو 40 مشاركا في عدة مجالات فنية وثقافية وجاء محملا بالكثير من سمات الثقافة العربية،لكنهم حسبه لا يزعمون تمثيل المشهد الثقافي العراقي، بقدر محاولة اختزاله اختزالا أمينا لأهم المحطات والفضاءات البارزة في الثقافة العراقية الأصيلة . ووعد الأستاذ الراوي بتقديم صورة وافية عن تلمسان،وأبدى أمنيته أن يكون العراق خلال العام المقبل في وضع امني مستقر،رغم أن هذه المسالة كما أشار تدخل في عالم الغيب . وحول مدى تأثير المسالة الطائفية على احتفالية النجف عاصمة للثقافة الإسلامية السنة المقبلة أوضح يقول أن هذه القضية تدور بين الكتل السياسية،وحسب اعترافه لم تصل يوما على بنية المجتمع العراقي،وعلى اعتبار أن المجتمع العراقي بعيد عن الطائفية،ولم يخف تردده في الإجابة على هذا السؤال حيث خاطب في نهاية الإجابة صاحب السؤال قائلا''انت تورطني ..'' وأفاد الأستاذ الراوي يقول في ذات المقام مدافعا عن حظوظ نجاح احتفالية النجف عاصمة للثقافة الإسلامية أن النجف مدينة إسلامية وتحمل سمة مذهب من المذاهب الإسلامية ولأنهم يبحثون في كل هذا عن اعتراف إسلامي بهم واستطرد يقول في سياق متصل أن النجف وأبنائها قلوبهم مفتوحة للمسلمين . وكشف رئيس الوفد العراقي عن رفع الرقابة على الأعمال الإبداعية العراقية وتشجيعهم للأعمال الفردية خاصة في السينما، في سياق حديثه عن الفيلم السينمائي ابن بابل الذي أثار جدلا كبيرا، حيث صرح أن الفيلم نجح في الارتقاء بشكل تقني على سقف معين جعل السينما العراقية تفتخر به،وبلغة تحمل الكثير من الأسى والمرارة واضح يقول أن السينما العراقية توقفت،معتبرا أن جميع الحركات الإبداعية تثير إشكالا، ولا يعتقد أن هذا الإشكال قد يصل بنا إلى مقاطعة العمل الإبداعي،معلنا إصرارهم على تشجيع الإبداع الفردي، ويبقى الحكم الأخير حسبه للمتلقي، لأنه لا يستطيع الدفاع عن وجهة نظر المخرج،وهم في كل هذا لا يملكون الرقابة على المنتج الإبداعي، حيث انتهى كما قال عصر الرقيب في العراق . وخلص إلى القول أنهم يؤمنون بالتواصل بين الشعوب العربية وبالجذور ،ويراهنون عليها،ودائما يتلمسونها في الأسابيع . ومن جهتها الأستاذة شريين محمد عارف مديرة الثقافة بوزارة الثقافة العراقية التي نشطت رفقة رئيس الوفد الندوة الصحفية تناولت في كلمتها خصوصية المشاركة العراقية في تلمسان وتحدثت عن البرنامج والزخم الثري الذي يحملونه من بلاد الرافدين وأرض الحضارات،مبدية حرصهم على حمل رسالة معبأة بالمحبة وتقاسم متعة الاحتفاء بالثقافة الإسلامية. يذكر أن الوفد العراقي يشارك في الأسبوع الثقافي في تلمسان بنحو40 مشاركا موزعين على مجموعة من الفعاليات، على غرار الموسيقى والأزياء والنغمة العراقية الأصيلة التي تؤديها فرقة المقام العراقية، إلى جانب فلمان من المقرر عرضهما خلال الأيام الثقافية . وجاءت مشاركة الوفد العراقي كذلك من اجل توجيه دعوة للجزائر للمشاركة خلال السنة المقبلة في فعاليات النجف عاصمة للثقافة الإسلامية، وبغداد عاصمة للثقافة العربية سنة 2013.