جاسم الهاشمي مدير السينما والمسرح العراقي، اختصاصي في الإخراج السينمائي والمسرحي، نقيب الفنانين العراقيين، تعود على المشاركة في التظاهرات الثقافية الجزائرية، لانه بكل بساطة يعشق الجزائر التي تقاسمت مع العراق مرارته وآلامه وهو يتطلع لغد مشرق، جاء حاملا الكثير من الود للاحتفال بالتظاهرة، ''المساء'' استضافته ونقلت لكم هذا الحوار. المساء: أهلا بك ضيفا عزيزا بأرض الزيانيين وجزائر الشهداء؟ *جاسم الهاشمي: سعيد جدا بوجودي في جزائر الثقافة والأدب، فقد جئناكم اليوم حتى نحتفي بمدينة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية، وقبل سنتين احتفلنا في إطار الجزائر عاصمة الثقافة، واليوم البصرة حاضرة في حضن شقيقتها الجزائر، فالجزائر مدينة العرب وقد اجمع الكل على حبها. المساء: للبصرة وقع خاص في قلوب محبيها والأمة العربية عامة ترى ما سرها؟ * البصرة تمثل العراق في جهته الجنوبية لان الحياة بالبصرة متنوعة كونها مطلة على البحر، بها حياة البر والبادية والاهوار والبساتين، هناك تنوع فلكلوري رائع فيها، كما أنها مجاورة لعدة مدن كالسعودية ،الكويت وايران، لقد تألمت كثيرا خلال الحرب لكنها الان تستعيد نشاطها بعزم وثبات بفضل أبنائها الأبرار، كما هو الوضع في كل البلدان العربية التي يسعى رجالها وأبناؤها للرقي بها. المساء: فيلم بابل عرف الكثير من الانتقادات، ما تعليقك؟ * نعم ، هناك آراء كثيرة وانتقادات كثيرة لكن لا يعول عليها كونها مست الأفكار وليس الجانب الفني للعمل فالسيناريست والمختص لديهم أفكارهم ورؤاهم التي تخصهم ، وصاحب الأفكار يتحمل مسؤوليته. المساء: ما هي الأعمال التي يود ابن البصرة أن يقدمها لبصراه؟ * في منتصف العام الماضي أنجزنا خمسة أعمال متنوعة بين الأفلام الوثائقية والأفلام، تحدثت عن معاناة الطفل العراقي ومعاناة الحيوانات من حصار الإنسان الجائر، وشبهنا هذا الجور بالمحتل، لان الحياة لا يمكن أبدا أن تستمر في ظل وجود المستعمر، فهذا دورنا لنقول كلمتنا كمثقفين في هذا المجال. المساء: كيف ترى وضع السينما العربية؟ * السينما العربية بدأت تتجه نحو الجانب السلبي للاسف فبدل ان تتطور تراجعت، لا توجد اليوم سينما عربية، فإذا ما أجرينا مقارنة فهناك انجازات عظيمة لا تنسى أبدا، فأين ما يشبهها الآن؟ والسينما العراقية بدورها تراجعت أيضا، فالفن والفنان بحاجة للرعاية. المساء: ما هي الأعمال التي تجسد مشاركتكم في التظاهرة؟ * هناك فيلمان ابن بابل والأضواء، وهما من انجازات السينما العراقية في وقت لا هو زمن استقلال ولا زمن حرب، وهنا تظهر الالام الحقيقية، بفعل القهر والظلم الذي تتعرض له الشعوب فنحن نترجم هذا القهر، ونتمنى ان تكون لدينا انجازات جديدة على كل الأصعدة، ونحن قد خرجنا من القتال والإرهاب والتقتيل، فنحن نعيش في أجواء من المعاناة. المساء: ما رأيك في السينما الجزائرية؟ * السينما الجزائرية غرست في قلوبنا شجرات امل جميلة، هناك أفلام لاتزال تباع لدينا في البصرة كفيلم معركة الجزائر، وريح الاوراس. المساء: الخارجون عن القانون، ما رأيك فيه ؟ * قرأنا عنه الكثير وخاصة النقد الذي كتب عنه، الا انني للأسف لم اشاهده. المساء: كيف ترى مستقبل العراق؟ * المحن بدأت تزول وتنحصر، الشعب العراقي بدأ يخبر ويختبر القيادات وسيكون واعيا خلال الانتخابات القادمة وسيختار الأفضل. المساء: ما هي الرسالة التي يجب ان يحملها الفنان؟ * لابد أن يقول الفنان الكلمة التي تخدم الوطن في السينما والمسرح وكل المجالات التي يستوجب ان يكون حاضرا بها، للفنانين اقول توحدوا وناشدوا الحكومات في حب الوطن العربي. المساء: الجزائر العراق؟ * نعم والعراق الجزائر امك أمي وابوك ابي، والدك والدي أجدادك اجدادي، دمنا دمكم، نحن واحد بغداد تنتظر من الجزائر الكثير والجزائر تنتظر من البصرة وبغداد والنجف الكثير، ونحن في انتظاركم في السنة المقبلة ضيوفا أعزاء على قلوبنا.