العناوين الفرعية * "أتمنّى أن أبلغ نهائيات 2014 وأنا في أوّج عطائي وقمّة مستواي" * "ما زال هناك وقت كافٍ لتحقيق أحلامي" * "إقامة كأس العالم المقبلة في بلد مثل البرازيل تُشكّل حافزا إضافيا بالنّسبة لي" * "في عالم كرة القدم يمرّ المرء أحيانا بفترات سيّئة" * "أمضيت سنتين في غاية التعقيد بتوتنهام" عاد جيوفاني دوس سانتوس إلى الساحة بقوّة، فبعد موسمين باهتين قضاهما حبيس مقاعد الاحتياط في توتنهام، خطف النّجم المكسيكي كلّ الأضواء خلال مشاركته المتميّزة في نهائيات كأس العالم جنوب إفريقيا 2010 قبل أن يشدّ الرّحال إلى راسينغ سانتاندير الإسباني ويضرب لنفسه موعدا مع التألّق من جديد، إذ بات يشكّل محور ارتكاز فريق عاصمة كانتابريا الذي لم يمض على انضمامه إلى صفوفه سوى أربعة أشهر· بن عبد القادر نقلا عن موقع "الفيفا" في هذا الحوار يتحدّث جيوفاني لموقع "الفيفا" عن تحدّياته الجديدة مع منتخب بلاده المكسيك، كما يتحدّث عن عودته إلى إسبانيا بعد ظهوره الجديد مع منتخب الأزتيك الذي يحلم بقيادته إلى نهائيات البرازيل 2014 وهو في أوّج عطائه· - تعيش فترة تألّق ضمن صفوف نادي راسينغ سانتاندير، كيف هو شعورك في هذه اللّحظة؟ -- أنا سعيد جدّا باِنتقالي إلى راسينغ سانتاندير، إذ تُعتبر عودتي إلى الدوري الإسباني أمرا في غاية الأهمّية، فهنا ترعرعت وهنا تلقّيت مبادئ كرة القدم· أعتقد أن مشاركتي مع الفريق كانت جيّدة، فأنا أبذل كلّ ما أملك من جهد وطاقة وقد برهنت على أنني قادر على العطاء، وهذا كان أهمّ شيء بالنّسبة لي عند اختيار هذا الفريق· علينا الآن أن نحقّق هدفنا الجماعي، وأن نضمن بقاءنا في الدرجة الأولى· - لابد وأنك تشعر بالارتياح بعد الفترات العصيبة التي قضيتها في توتنهام·· -- أمضيت سنتين في غاية التعقيد، إذ لم ألعب مع الفريق الأوّل تقريبا، لم يمنحوني الفرصة لإثبات قدراتي، كما أن الظروف لم تكن مناسبة· فقد حللت بالفريق مع خواندي راموس وكنت ألعب كثيرا في تلك الفترة، لكن الأمور انقلبت رأسا على عقب بعد إقالته، إذ جاء هاري ريدناب ولم يعوّل عليّ، لكنني شعرت بالإحباط أكثر هذا العام، إذ ظننت أنني سأحصل على فرصة اللّعب أكثر من السابق· فبعد عودتي من كأس العالم شاركت مع الفريق في المعسكر التدريبي قبل بداية الموسم، وكان مستواي جيّدا في عدد من المباريات، لكنني لم أحصل على فرصتي مرّة أخرى· - هل كان لديك مشكل شخصي مع المدرّب؟ -- لا، أبدا·· لقد كنت أتمرّن وأبذل كلّ ما أملك من جهد وطاقة خلال الأسبوع أملاً في إقناعه بمنحي فرصة اللّعب أكثر، لكن القرار الأوّل والأخير يرجع إلى المدرّب، وقد قرّر عدم منحي تلك الفرصة والأهمّ أنّي الآن في وضع جيّد ضمن فريق سانتاندير· - كيف تغلّبت على تلك الظروف العصيبة؟ -- في عالم كرة القدم يمرّ المرء أحيانا بفترات سيّئة ممّا يحتّم عليه التحلّي بعقلية قوية وإيجابية دون الانقياد خلف العداوة والخصومة وهذا ما فعلته بالضبط، إذ حاولت أن أحافظ على رباطة جأشي رغم أن الظروف لم تكن مناسبة بتاتا· - أنت ماتزال في الواحد والعشرين من عمرك، لكنك تحمّلت أعباء ثقيلة منذ بداية مشوارك قبل سنوات، هل تشعر بأنك تقف الآن في المكان الذي يناسبك؟ -- لكي أكون صريحا معكم لا أجد نفسي الآن في الموضع الذي كنت أتمنّاه، أنا أمرّ حاليا بفترة أحاول فيها استعادة مستواي وأسعى إلى استعادة مكانتي في واجهة كرة القدم العالمية في المستقبل القريب· هذا هو هدفي وأنا عاقد العزم على تحقيقه، لقد شكّل انضمامي إلى راسينج فرصة كبيرة لاستعادة ثقتي بنفسي واسترجاع إيقاع لعبي، وأعتقد أنني أسير في خطّ تصاعدي· - يبدو أن شقيقك جوناثان يسير في نفس الاتجاه الذي سلكته خلال بداية مسيرتك، إذ مازال لم يجد طريقه إلى الفريق الأوّل لنادي برشلونة رغم تألّقه المتواصل ومستواه الباهر، هل أنت على اتّصال دائم به؟ -- أتحدّث إليه كثيرا، عليه أن يتحلّى بالصبر، إنه يلعب في أفضل نادٍ في العالم دون أدنى شكّ، وهو محاط بنجوم كبار· إنها فرصة كبيرة أن يتدرّب أيّ لاعب إلى جانبهم، عليه ألاّ يفقد الأمل وفي المقابل عليه أن يواصل اللّعب جيّدا مع الفريق الثاني وانتظار فرصته بفارغ الصبر لأنها ستأتي يوما لا محالة· - دعنا ننتقل للحديث عن المنتخب، كيف تقَيِّم هذه المرحلة؟ -- أنا سعيد جدّا، فقد نلت ثقة المدرّب الجديد خوسي مانويل لا توري، إننا نشكّل مجموعة جيّدة جدّا تتمتّع بموهبة عالية وتملك رغبة جامحة في الفوز وصنع التاريخ· أعتقد أن الفرق الأهمّ بين هذه المرحلة وسابقتها يكمن في خبرة اللاّعبين، إذ أصبحنا نتمتّع بتجربة مهمّة رغم أننا في ريعان الشباب· - قبل مجيء "تشيبو"، مرّ منتخب تريكولور بفترة مليئة بالمشاكل شهدت بعض المشادّات مع الصحافة، هل طُويت تلك الصفحة نهائيا؟ -- أعتقد ذلك، إننا الآن نحاول بدء صفحة جديدة انطلاقة من الصفر، إذ لدينا مدرّب جديد ونلعب وفق نظام جديد وضمن أجواء جديدة· يجب ألاّ نركّز على الأمور السلبية التي يعود أصلها إلى الماضي، بل يجب أن نركّز على كلّ ما هو إيجابي· أعتقد أن ما حدث في السابق أثير بشكل مبالغ فيه، إذ كان ما يدور خارج الملعب يحظى باهتمام أكثر من الأمور الرياضية المحضة· أحسسنا بالإحراج والإحباط خلال الأشهر الأخيرة أكثر من أيّ وقت مضى لأن البعض بدأ ينتهك حرماتنا ويتدخّل في شؤون حياتنا الشخصية وهذا من شأنه أن يخلق حتما جوّا متشنّجا داخل الفريق، ممّا ينعكس سلبا على مستوى اللاّعبين وتركيزهم واِلتزامهم· وعلى أيّ حال، فقد بدأنا المرحلة الجديدة على نحو مثالي ونحن نسعى إلى أن نواصل خطّنا التصاعدي درجة درجة· - ستشهد الفترة القادمة إقامة بطولتين في غاية الأهمّية: الكأس الذهبية وكوبا أمريكا، وبالنّظر إلى سنّك فأنت مؤهّل للمشاركة في المسابقتين معا، فأيّهما تفضّل؟ -- يا ليتني كنت أستطيع اللّعب فيهما معا، القرار يعود للمدرّب بطبيعة الحال وما عليّ إلاّ أن أمتثل لذلك· سبق لي أن خضت غمار الكأس الذهبية التي فزنا بها، لكنني لم أشارك أبدا في كوبا أمريكا، لكن القرار بيد المدرّب أمّا أنا فلا يسعني إلاّ أن ألبّي النّداء· - بالحديث عن الكأس الذهبية، يبدو أن التحدّي الأكبر يكمن في تحديد هوية "عملاق" بين المكسيك والولايات المتّحدة، أليس كذلك؟ -- صحيح أن الندية كبيرة بين المنتخبين ولا شكّ في أن البطولة ستشهد محطّة جديدة في هذا الصراع الثنائي، لكن سيكون من الخطأ إسقاط بقّية الخصوم من المعادلة· ستكون بطولة مليئة بالتنافس ولن يقتصر ذلك على المكسيك والولايات المتّحدة فقط، إذ تزخر منطقة أمريكا الوسطى بمنتخبات عالية المستوى، وهي تستعدّ بجدّ لهذه المنافسات، كما أن الفوز بلقب الكأس الذهبية يعني التأهّل إلى كأس القارّات، وهو ما يجعل منها بطولة بمنتهى الأهمّية ولا شكّ في أن المكسيك ستشارك بأفضل فريق ممكن· - ختاما، هل يُشكّل تنظيم كأس العالم المقبلة في بلد عزيز على قلبك حافزا إضافيا لقيادة المنتخب المكسيكي إلى النّهائيات؟ -- أتمنّى أن أبلغ نهائيات 2014 وأنا في أوّج عطائي وقمّة مستواي، ما زال هناك وقت كافٍ لتحقيق الهدف، كما أن إقامة البطولة في بلد مثل البرازيل تُشكّل حافزا إضافيا بالنّسبة لي، إنه بلد أعرفه حقّ المعرفة فهو مسقط رأس أبي وأنا أزوره مرارا وتكرارا من أجل قضاء العطلة· أعرف أن النّاس هناك يعيشون كرة القدم بشكل مختلف عن بقّية العالم، إنهم يعشقونها حتى النّخاع ويتابعونها بشغف لا مثيل له ولا شكّ في أنني أفكّر في تحقيق إنجاز تاريخي في تلك النّهائيات·