قصد إدماجهم المدرسي والتكفل بفئتهم افتتاح أقسام خاصة بأطفال التوحد لأول مرة بالبليدة
استحدثت مديرية النشاط الاجتماعي بولاية البليدة بالتنسيق مع الجمعية الولائية للتوحد لأول مرة ثلاثة أقسام خاصة بالأطفال المصابين باضطراب التوحد على مستوى مدرسة ابتدائية حسبما كشفت عنه مؤخرا رئيسة مصلحة الطفولة والشبيبة على مستوى هذه المؤسسة العمومية قريدي مريم. ق.م أوضحت السيدة قريدي لوكالة الأنباء الجزائرية لدى مشاركتها في أشغال يوم دراسي تكويني حول اضطراب التوحد في المدرسة لفائدة مفتشي التعليم الابتدائي أن قطاع التربية تدعم لأول مرة بأقسام خاصة بهذه الفئة من الأطفال بحيث تم فتح ثلاثة أقسام جديدة على مستوى مدرسة النخيل ببوفاريك و هذا لفائدة نحو 30 طفلا كخطوة أولى. وسيشرف على هذه الأقسام الخاصة معلمين تلقوا تكوينا خاصا في التعامل مع هذه الفئة من الأطفال وكذا مختصين في النطق ومساعدين تربويين بهدف ضمان التكفل الأمثل بهم وكذا مساعدتهم على الإندماج والتواصل مع الآخرين. وأضافت المسؤولة أن المديرية تسعى جاهدة لفتح أقسام أخرى مستقبلا وهذا بالتنسيق مع مديرية التربية لتغطية الطلبات الكثيرة المودعة من قبل أولياء هؤلاء الأطفال الذي يؤكدون حق أبناءهم في التمدرس. وفي هذا السياق عمدت المديرية خلال السنوات المنصرمة إلى توزيع هؤلاء الأطفال على الأقسام الخاصة بالأطفال المصابين باعاقة ذهنية خفيفة وكذا على مستوى كل من المركزيين الطبيين البيداغوجيين للمتخلفين ذهنيا و المتواجدين على مستوى كل من موزاية (غربا) وبوينان (شرقا). من جهته أكد رئيس جمعية التوحد لولاية البليدة رشيد رحال أن فتح هذه الأقسام جاء بعد نضال طويل و جهود كبيرة إيمانا بحق مرضى التوحد في التمدرس مثلهم مثل الأطفال العاديين مبديا أمله في تعميم هذه التجربة التي قوبلت بفرحة كبيرة من طرف أوليائهم عبر مختلف المدارس الإبتدائية الموزعة عبر تراب الولاية. وبدورها أكدت رئيسة مصلحة الصحة العقلية للأطفال بمستشفى فرانس فانون البروفيسور نسيمة ميطاهري لدى تدخلها خلال أشغال هذا اليوم الدراسي التكويني الذي احتضن فعالياته المعهد الوطني لتكوين موظفي قطاع التربية على أهمية مساهمة تمدرس الأطفال المصابين باضطراب التوحد في ضبط سلوكهم و تحسين تواصلهم مع الآخرين. وأضافت البروفيسور ميطاهري أن عدد الأطفال المصابين بهذا المرض ارتفع بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة مقارنة مع سنوات التسعينيات الأمر الذي يتطلب استحداث مراكز وكذا مدارس خاصة للتكفل بهم و بأوليائهم من الناحية النفسية وتلقينهم سبل التعامل معهم. للإشارة فقد تم خلال هذا اليوم الدراسي الذي يعد الثاني من نوعه خلال هذه السنة بعد ذلك الذي نظم شهر جوان المنصرم استعراض مختلف الأعراض الرئيسية للطفل التوحدي من قبل أطباء مختصين و هذا حتى يتسنى للمعلمين التعرف عليهم على اعتبار أن فئة من هؤلاء الأطفال لا يتم اكتشاف إصابتهم إلا بعد التحاقهم بالمدرسة.