اعتبرت رئيسة الجمعية الوطنية لاضطراب التوحد، ليلى والي، أن تمدرس الأطفال المصابين بالتوحد حق يكفله الدستور الجزائري الذي ينوه إلى أن التعلم حق جميع الأطفال، ولفتت إلى صعوبات كثيرة تواجه ذوي المتوحدين في بداية كل موسم دراسي، ومنه إيجاد مقعد بيداغوجي في قسم خاص، داعية إلى أهمية إدماج المتوحدين في أقسام عادية بهدف ضمان جو ملائم لتجاوز اختلافهم. قالت ليلى والي بأن تمدرس الأطفال المصابين بالتوحد يكفل لهم اندماجا اجتماعيا عاديا، حيث أثبتت تجارب الجمعية أن أطفالا متوحدين وعن طريق التكفل والمرافقة الجيدة ضمن قسم خاص في الموسم الدراسي الماضي، حققوا نتائج إيجابية جدا مكنتهم من الاندماج في الوسط المدرسي العادي في بداية الموسم الدراسي الجاري، ويتعلق الأمر بالطفلين محمد وعبد الرحمان اللذين تمدرسا ضمن قسم خاص بالمتوحدين في مقاطعة الحراش، وعلقت عليها رئيسة الجمعية بقولها إن إدماجهما ضمن قسم عادي هو نجاح باهر ليس فقط لهما وإنما للجمعية التي تسعى إلى تحقيق هذا الهدف لكافة الأطفال المتوحدين "الذين هم مختلفون وليسوا متخلفين، حسبما يعتقده البعض". في السياق، تقول المتحدثة: "أعتقد أن نجاحنا في إدماج محمد وعبد الرحمان هو نجاح ب200%، لأن كل طفل توحدي يعتبر حالة خاصة، وبنجاح هذه التجربة ولو مع طفلين فقط، إلا أننا متفائلين جدا لتحقيق المزيد، وأشير إلى أنهما كانا ضمن قسم خاص به ثمانية أطفال، يؤطرهم فريق طبي بيداغوجي خاص ومرافقين". بالنسبة لصعوبات تمدرس المتوحدين، تلفت والي إلى أنها كثيرة، ومن ذلك نقص المقاعد البيداغوجية الخاصة بهذه الفئة، وهو ما يرهن جهود الجمعية الساعية إلى رفع الثقل ولو قليلا عن كاهل الأولياء: "لقد أصبحنا نخاف قدوم شهر سبتمبر والسبب طبعا بحثنا المستمر عمن يسمعنا ويفهمنا، فبالإضافة إلى النقص الفادح في الأماكن البيداغوجية لأطفالنا المتوحدين، نواجه في معركتنا من أجل تمدرس أبنائنا مديريّ المؤسسات التربوية أو حتى المعلمين، مع ضرورة تحسيسهم المستمر بخصوصية الطفل التوحدي"، تقول والي مضيفة: "من الأمهات من يقصدن الجمعية ببلدية الجزائر الوسطى وهن في حالة انهيار تام بسبب انعدام فرص تمدرس أطفالهن، لدرجة تفكيرهن في وضع حد لحياتهن وأطفالهن في صورة تعكس حالة اليأس الكبير الذي وصلن إليه". من جهة أخرى، دعت المتحدثة إلى الاعتراف بدور المرافق المساعد للتوحدي في الوسط العادي وكذا إلى ضرورة الاعتراف به اجتماعيا وقانونيا، لأهميته في حياة التوحدي، ملفتة إلى عدة دورات تكوينية أشرفت عليها الجمعية سواء لتكوين المرافقين المتخصصين للمتوحدين، أو في مجال البقاء على اطلاع بالمستجدات العالمية بهدف التكفل بمرض التوحد. للإشارة، فإن الجمعية الوطنية لاضطراب التوحد لها ثلاثة أقسام خاصة بهذه الفئة بكل من الحراش ودالي إبراهيم والجزائر الوسطى، يتراوح عدد التلاميذ بها بين ستة وعشرة، تتكفل بهم فرق بيداغجية متخصصة وفق برنامج خاص لتأهيل هؤلاء الأطفال في محاولة لدمجهم في الوسط المدرسي العادي. كما أنها تكفلت كلية بتجهيز هذه الأقسام بالوسائل البيداغوجية اللازمة وتوفير فريق مهني متخصص، بالرغم من وعود جهات معينة بتسهيل فتح تلك الأقسام، لكنها كانت دون جدوى، كما أن أغلب التجهيزات المقدمة لا تساعد المتوحدين الذين يتطلبون تجهيزات خاصة جدا. في الأخير، تتأسف ليلى والي عن التأخر الكبير الذي سجله فتح مركز مرجعي للتوحد، إلى جانب مركز خاص في ولاية الجزائر، مثلما أعلن عنه الوالي زوخ في عدة مناسبات، حسبها، وقالت بأن مركزا خاصا بهذه الفئة كفيل بتذليل الكثير من الصعوبات أمام ذوي المتوحدين: "إنه يمثل بالنسبة لنا آفاقا جديدة ومرجعا لنا ومتنفسا ننتظره بفارغ الصبر"..