في ذكرى ثورة التحرير المجاهد حايل يستذكر مقاومة الفدائيين لمنظمة الجيش السري بالفخر والاعتزاز يستذكر المجاهد حايل أحمد المدعو شعبان في الذكرى ال 64 لثورة الفاتح من نوفمبر المجيدة مقاومته رفقة إخوانه من الفدائيين لعناصر منظمة الجيش السري الإرهابية بوهران وملاحقتهم لإفشال مخططاتهم الإجرامية. ق.م لا يزال شريط العمليات الفدائية التي نفذها رفقة الفدائيين ضد عناصر هذا التنظيم الإرهابي الذي ارتكب أبشع جرائم القتل الجماعي والفردي سنتي 1961 و1962 بمختلف مناطق مدينة وهران راسخة في ذاكرة المجاهد حايل أحمد المدعو شعبان وكأن أحداثها وقعت فقط بالأمس حيث نفذ المجاهد حايل الذي التحق بصفوف ثورة التحرير المجيدة سنة 1958 وعمره آنذاك 18 سنة ثلاث عمليات فدائية ضد عناصر هذه المنظمة السرية المناهضة لاستقلال الجزائر التي خلقت جوا من الإرهاب المنظم بوهران ومدن جزائرية أخرى خلال السنتين اللتين سبقتا الاستقلال الوطني. وكان يتم التحضير جيدا لهذه العمليات مع الفدائيين ومنهم عبد القادر وإبراهيم وحمادوش خلال لقاءات بمقهى جرجرة بساحة الأسلحة أول نوفمبر حاليا وكذا ببيت بحي سيدي الهواري العتيق. ويتم تنفيذ العمليات بعد تتبع لعناصر منظمة الجيش السري المستهدفين يقول المجاهد حايل الذي ناهز الثمانين من العمر والذي يبدو متعبا بفعل تقدم السن وأثار الجراح التي أصيب بها في المواجهات مع المستعمر خلال ثورة التحرير. وتم في العملية الأولى القضاء على أحد أعضاء هذا التنظيم الإرهابي بشارع سعيدة بحي سيدي الهواري العتيق وفي العملية الثانية على عنصر آخر بشارع تلمسان يضيف عمي أحمد كما يناديه شباب الحي الذي يقطن به بوهران والذين يحرص على تبليغهم أحداث الثورة وفي الثالثة كلفت بتنفيذ عملية فدائية ضد ساعي بريد مسؤول في منظمة الجيش السري بتاريخ 18 جانفي 1962 غير أنه بعد إنجازها تعرضت لمطاردة من قبل عناصر الشرطة الذين أطلقوا وابلا من الرصاص وعندما استفقت وجدت نفسي بالمستشفى بالمدينة الجديدة وقد أجريت لي ثلاث عمليات جراحية على مستوى الحنجرة والبطن والظهر يواصل المجاهد حايل أحمد . وقد تناقلت صحافة المعمرين المحلية هذه الحادثة في اليوم الموالي معلنة مقتل منفذ العملية من قبل الشرطة مما جعل أقرباء ومعارف المجاهد يتوافدون على مسكن والديه اللذان كانا فاقدين للبصر لتقديم واجب العزاء وذلك قبل وصول أخبار بأنه موجود بالمستشفى كما حاولت منظمة الجيش السري اغتياله بالمستشفى ولم ينجو من ذلك إلا بعد أن قامت السلطات الاستعمارية بنقله إلى مركز للتعذيب بحي الكميل غرب وهران ومكث هناك إلى غاية الإعلان عن وقف إطلاق النار حيث تم إخلاء سبيله. تفجير بشع.. ويتذكر المجاهد حايل أحمد الجرائم التي ارتكبتها منظمة الجيش السري الإرهابية في حق الأبرياء بوهران ومن أبشعها التفجير الإرهابي بساحة الطحطاحة بالمدينة الجديدة في 28 فبراير 1962 الموافق ل 23 رمضان والذي أسفر عن سقوط أكثر من 70 شهيدا وأزيد من 100 جريح من بين الجزائريين الذين توافدوا إلى المكان للتسوق كما قامت هذه المنظمة الإرهابية بإضرام النار بالسجن الواقع غير بعيد عن المدينة الجديدة والذي تسبب في إصابة العديد من الجزائريين المسجونين ومنهم مجاهدين بحروق. وأوضح المجاهد حايل أحمد الذي كان في بدايته ضمن صفوف الثورة يقوم بجمع الأموال لها بحي البحيرة الصغيرة والمدينة الجديدة أن العمليات التي كان يقوم بها المجاهدون والفدائيون بمدينة وهران كان يساهم في إنجاحها المواطنون الذي يوفرون كل ظروف الدعم إضافة إلى إخفاء منفذيها ببيوتهم . ومن جهة أخرى أبرز أن المواطنين كان يوفرون تبرعات شهريا لفائدة الثورة وذلك كل حسب طاقته المالية وكان يقوم المكلف بجمعها بتسليمها إلى أشخاص يقومون بدورهم بإيصالها للمسؤولين المحليين في الثورة التحريرية. وقد واصل المجاهد المتحصل على شهادة المرحلة الابتدائية مسيرته النضالية خلال فترة الاستقلال من خلال انخراطه في صفوف الشرطة ثم الحماية المدنية وبعدها شركة سوناطراك بأرزيو. ويرى حايل أحمد الذي قام بتدوين مذكراته عن الثورة ليبقى لأولاده وأحفاده أن المجاهدين تركوا إرثا وبطولات وتاريخا حافلا بالأمجاد للأجيال اللاحقة ليقتدوا بمسيرتهم لاستكمال معركة البناء الوطني والحفاظ على هذا البلد الذي ضحى من أجله أسلافهم لاسيما في هذه المرحلة الدقيقة التي تواجه فيها الجزائر الكثير من التحديات.