إعتبر الباحث والمؤرخ الصادق بن قادة يوم الخميس بوهران أن واقعة تفجيرات 28 فبراير 1962 بساحة "الطحطاحة" بحي "المدينة الجديدة" بوهران لم تحظ بالقسط الوافر من التدوين في اطار كتابة تاريخ الثورة التحريرية المجيدة. وذكر المتحدث الذي نشط ندوة تاريخية من تنظيم جمعية المقاومين وذوي الحقوق الكائن مقرها بوهران بمناسبة الذكرى 52 لهذه التفجيرات أن الواقعة التي نفذها ارهابيو ما يعرف بمنظمة الجيش السري تحتاج إلى المزيد من الأبحاث والدراسات لا سيما الأكاديمية منها لتعميق فهم أبعاد هذه الحادثة وملابساتها وظروف وقوعها. وأشار إلى أن هذه العمل الإجرامي الذي راح ضحيته 74 شهيدا "والتي تندرج في اطار حملة الابادة الشاملة التي قامت بها المنظمة الارهابية المذكورة أنذاك في مختلف ربوع الوطن وقعت في توقيت هام يستدعي مضاعفة الدراسة والتحليل خاصة وأنها جرت عشية الاستقلال وغداة الانتصار الثوري الذي فرض من خلاله جيش التحرير الوطني بعدها استرداد السيادة الوطنية". ودعا المحاضر بالمناسبة إلى جعل يوم احياء هذه الذكرى فرصة لتعزيز الأعمال التوثيقية حولها مبرزا أهمية وجود العديد ممن عايشوها من المجاهدين الذي كانوا في نفس القاعة خلال الندوة على غرار مؤدن بن عومر المدعو "سي عمر" وبن علي عبد الرحمان المدعو "عباس". كما ثمن دور الفدائيين المجاهدين بوهران على غرار باقي ولايات الوطن في التصدي للمؤامرة التي حيكت وقتها ضد الجزائر من خلال فطنتهم التي مكنت من افشال مخططات المنظمة الارهابية المتطرفة على حد وصف الباحث بن قادة. واستذكر المحاضر مجريات الحادثة التي جرت وقت صلاة العصر بقلب مدينة وهران وتزامنا مع اليوم 23 من شهر رمضان عندما انفجرت سيارتان مفخختان وسط الساحة العمومية حيث لم تحدد هوية بعض الضحايا بحكم تحول أجسادهم إلى اشلاء من جراء قوة الانفجارين.