سجلت إدارة الجمارك خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية ما لا يقل عن 541 مخالفة بقيمة تفوق 04 ملايير دينار احتل ميناء العاصمة المرتبة الأولى ب174 مخالفة بقيمة 747.5 مليون دينار حيث صنف ضمن أهم المؤسسات الاقتصادية التي شاع فيها الفساد والرشوة والتي تسعى السلطات لتطهيرها في إطار حملة مكافحة الغش وتطهير التجارة الخارجية التي يشرف عليها رئيس الجمهورية. كشفت الإحصائيات التي أعلن عنها المدير المركزي للمراقبة البعدية بالمديرية العامة للجمارك أمس أن حملة مكافحة الفساد لا تزال سارية المفعول حيث تم تعليق نشاط 17 متعهد جمارك وإحصاء خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية 541 مخالفة كبدت إدارة الجمارك خسارة فادحة قدرت 4.2 مليار دينار احتل صدارة قائمة المخالفات ميناء العاصمة تليه ولاية سطيف ب85 مخالفة بقيمة 138.4 مليون دينار ثم تمنراست ب47 مخالفة بقيمة 30.4 مليون دينار وتلمسان ب39 مخالفة بقيمة 531.7 مليون دينار وفي الأخير وهران ب37 مخافة بقيمة934.4 مليون دينار. وتخص المخالفات المسجلة أساسا الواردات المحققة في إطار الاتفاقات الموقعة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي وكذا المنطقة العربية للتبادل الحر، حيث تمت عمليات الاستيراد هذه في إطار الأنظمة الإلغائية (كل الأنظمة الجمركية المعنية بإلغاء كلي أو جزئي للحقوق والرسوم الجمركية، كما خصت عمليات المراقبة الجمركية المسافرين ونشاط متعهدي الجمارك واستيراد منتوجات استهلاكية منتهية وسيارات وطرود بريدية. كما كشف ذات المسؤول أن التحقيق سمح بإحباط عدة صفقات مخالفة للتشريع والقوانين الجمركية المعمول بها وإحالة المتورطين على العدالة حيث تم على مستوى ميناء ولاية عنابة حجز 89 حاوية تتضمن أجهزة كهرومنزلية في إطار تقديم تصريحات كاذبة للقيم النقدية والقيم الجمركية وكمية السلع المصرح بها أي مخالفة بقيمة 200 مليون دينار وإثر هذه العملية أجرت مصالح الجمارك تحقيقا حول مجموع الواردات من الأجهزة الكهرومنزلية المنتهية وكذا القطع والأجزاء لوضع حد لممارسات الغش في مجال القيم النقدية والجمركية وكمية السلع. كما سجلت مصالح الجمارك بعنابة مخالفة متعددة (تصريح كاذب للقيم النقدية والقيم الجمركية وكميات السلع بحيث لم يتم التصريح بثلث أرباع السلع المستوردة من جنوب شرق أسيا مؤكدا في الوقت ذاته أن التحقيق جاري من أجل تحديد المسؤولين عن عملية التزوير، مضيفا أن »أكثر من 600 حاوية التي تعد ملكا لنفس المستورد موقوفة حاليا على مستوى ميناء عنابة«. كما أوضح ذات المصدر أنه تم إحالة 12مستوردا على القضاء بتهمة عدم توطين العملة الصعبة. بعدما تورطوا في فضيحة تصدير النفايات الحديدية حيث اتخذت إدارة الجمارك إجراءات جديدة تلزم المصدرين التصديق على شهادات التوطين المسلمة من قبل البنوك الموطنة لدى بنك الجزائر، وهذا من أجل التأكد من احترام شرط توطين القيمة الإجمالية الحقيقية للعملية المنجزة. ووجهت مصالح الجمارك عملية وطنية للرقابة تمس محولي مسحوق الحليب لاسيما المستفيدين من دعم الدولة قصد التأكد من احترام التنظيم الساري، حيث توصل التحقيق إلى ممارسات غش أكيدة سيما من خلال اللجوء إلى رفع قيمة فواتير استيراد مسحوق الحليب »مشيرا إلى »إحالة منتج مزيف على القضاء وفتح 5 ملفات نزاعات في إطار التحقيق الجاري«. من جهة أخرى، أحالت مصالح الجمارك حوالي أربعين مستوردا على القضاء بتهمة الإستيلاء على عتاد وأجهزة خاصة بالأشغال العمومية بميناء وهران 2009 »من خلال استعمال وثائق مزورة بتواطؤ مع مختلف المتدخلين على مستوى الميناء«. وفي إطار مراقبة العمليات التي تم تحقيقها بعد المزايا الممنوحة للمستثمرين »نظام الوكالة الوطنية لتطوير الإستثمار«، اكتشفت مصالح الجمارك أعمال غش قامت بها مؤسسة أجنبية خاضعة للقانون الجزائري مستقرة بحاسي مسعود وقام المتعامل بشكل غير قانوني بكراء قاعدة حياة كانت موجهة أساسا لإيواء موظفي المؤسسة في إطار إنجاز مصنع للبيوت الجاهزة. ويعد هذا التصرف خرقا للالتزامات المدونة في تصريح الاستثمار«. كما لم يسلم الصيادون من هذه الإجراءات حيث تم فتح من أجل التأكد من كل سفن الصيد المستوردة خلال الفترة 2008 و2009 بعد اكتشاف بميناء تنس عملية جمركة سفينتي تونة على أنها جديدة بينما كانت مستعملة.