صالون الجزائر للكتاب يختتم اليوم ** الإصدارات الأكاديمية والفكرية تصنع التميز
تميزت الطبعة ال23 لصالون الجزائر الدولي للكتاب (سيلا) التي تختتم فعالياتها مساء السبت ببروز جمهور قراء مهتم رغم ارتفاع أسعار الكتب مقارنة بالدورة السابقة وعرفت الدورة إقبالا يمكن وصفه بالتاريخي بلغ ذروته يوم الفاتح نوفمبر ب600 ألف زائر ومن المتوقع أن تكشف الأرقام التي سيعلن عنها المنظمون تحطيم الرقم القياسي لعدد الزوار. وعرفت مختلف دور النشر الجزائرية والأجنبية الحاضرة بالصالون توافدا كبيرا للزوار الذين قصدوا أجنحة بعينها لأجل اقتناء كتب معينة وخصوصا الأكاديمية والفكرية منها أو حضور جلسات إهداء للأعمال الأدبية رغم ارتفاع أسعار هذه الإصدارات مقارنة بالدورات السابقة وفقا للعديد من الزوار. وقد عرفت الكثير من الإصدارات سواء المنشورة داخل الجزائر أو خارجها ارتفاعا في الأسعار قارب ال 70 بالمائة في بعضها والتي صدر العديد منها في السنوات الماضية. وقد شهدت العديد من أجنحة هذه الدور حضور روائيين تعود عليهم الجمهور شاركوا قراءهم الأوفياء إبداعاتهم الجديدة على غرار واسيني الأعرج وياسمينة خضرا ورشيد بوجدرة بالإضافة إلى عدد آخر من الروائيين الصاعدين الذين احتفى بهم ناشروهم في جلسات البيع بالإهداء. وعلى غرار الطبعة السابقة عرفت العديد من دور النشر العربية والأجنبية التي تصدر إنتاجاتها باللغة الإنجليزية إقبالا من الجمهور وخصوصا من فئة الطلبة على مختلف إصداراتها العلمية والأدبية ككلاسيكيات الأدب الأنجلو-ساكسوني وهذا على الرغم من ارتفاع أسعارها. وكان زوار سيلا 2018 من جهة أخرى على موعد مع العديد من النشاطات الثقافية حول الأدب والفكر والتاريخ والتي استقطب بعضها جمهورا معتبرا على غرار ندوة الروائي الصيني مو يان ومحاضرة شيخ الطريقة العلاوية خالد بن تونس إضافة إلى اللقاء مع المخرج الفرنسي كوستا غافراس. غير أن لقاءات أخرى حضرها جمهور يعد على الأصابع وسط برمجة إدارة الصالون لمواضيع تتكرر منذ سنوات على غرار الرواية والتاريخ و فرانز فانون و الرواية والجوائز الأدبية . وما ميز سيلا ال23 الزيادة الملحوظة في الإصدارات الأدبية خصوصا الروائية منها حيث برزت مجموعة من الكتاب الشباب يكتبون في أغلبهم باللغة العربية وتعتبر إبداعاتهم في معظمها العمل الأول لهم رغم أن العديد من النقاد قد اعتبروا أن هذه الأعمال تفتقد لجماليات الإبداع الأدبي الناضج. وعلى غرار الطبعات السابقة خصص أيضا الصالون فضاءات لمختلف الهيئات الثقافية كالمركز الوطني للكتاب والمسرح الوطني الجزائري والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة غير أن أغلب هذه الفضاءات اكتفت بالحضور دون تنظيم نشاط يذكر حسب المراقبين المتتبعين لفعاليات سيلا. وكان الصالون قد عرف بعض الخلل في التنظيم كقلة اللافتات وإلغاء بعض النشاطات بالإضافة إلى الغلق الباكر لمركز الصحافة وعدم توزيع مجلة سيلا للجمهور.
إصدارات لا يروّج لها في الإعلام اعتبر ملاحظون متخصصون أن الإصدارات الجديدة لا يتم الترويج لها عبر الإعلام مؤكدين في هذا السياق على أنهم تعاملوا مع حوالي العشرين دار نشر تهتم لترويج آخر إصداراتها من بين 276 ناشر جزائري مشارك في الصالون. ويرى هؤلاء أن أغلبية هذه الدور تبقى غير معروفة للصحافة الجزائرية في حين يرجع هؤلاء الناشرون ضعف التسويق لمراجعهم في وسائل الإعلام لطباعتها أياما قليلة على بداية هذا الموعد الأدبي. وتحصل من جهة أخرى العديد من أقسام التحرير الثقافية على الإصدارات الجديدة خلال الصالون ما يجبرها على استغلال هذه المؤلفات بعد نهايته . وتراهن أيضا العديد من دور النشر على شهرة مؤلفيها من خلال حصص البيع بالإهداء ما يجعل اهتمامها بالترويج لمنشوراتها يتأجل لما بعد اختتام الصالون في حين أن دور أخرى لا تلقي بالا إطلاقا للترويج لمؤلفاتها وفقا للملاحظين. وقد غاب الطابع المهني عن هذا الصالون الذي من المفترض أن يكون مناسبة لمهنيّي قطاع النشر حيث انكب الناشرون على البيع بينما لم تبرمج إدارة الصالون أي لقاء مهني غير الذي جمع الناشرين الجزائريين بنظرائهم الصينيين. وتختتم فعاليات سيلا ال23 مساء السبت بقصر المعارض بالصنوبر البحري بالجزائر العاصمة بعد 12 يوما من الفعاليات.