المشاورات التي سيشرع فيها قريبا رئيس مجلس الأمّة عبد القادر بن صالح وبتكليف من فخامة رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة، والتي ستنصبّ على الإصلاحات السياسية والتشريعية لن يكون لها بعدا وطنيا إلاّ إذا أخذت في الحسبان آراء واقتراحات الرؤساء السابقين، بدءا من الرئيس الشاذلي وانتهاء بالرئيس اليامين زروال، وهذا إلى جانب الشخصيات الوطنية السياسية والحزبية والثقافية من رؤساء أحزاب وجمعيات وطنية ورجال العلم والفكر والفنّ داخل الوطن وخارجه دون إقصاء أو تهميش، كما أنه لا يستثنى من الأمر نظرا لأهمّيته المواطنون، حيث يمكن أن تؤخذ آراؤهم من تجمّعات جهوية تخصّص للغرض ذاتة، وهذا حتى يشعر كلّ جزائري وكلّ فرد بأنه شارك ولو بطريقة غير مباشرة وساهم في هذه الإصلاحات التي طرحها رئيس الجمهورية وأخضعها للمشاورات الواسعة، والتي هدفها في الأخير هو الشعب الذي كما ينصّ الدستور هو مصدر كلّ السلطات· السيّد عبد القادر بن صالح شخصية وطنية له من التجارب ما قد يؤهّله لأن يكون موضع إجماع والتفاف حوله من قبل الجهات التي سوف تختار لأن تكون موضع ثقة، وهذا في حدّ ذاته وعند تحقّقه سوف يكون أكبر إنجاز له لأن خلاصة هذه المشاورات هي ما سيقدّم لفخامته لتكون اللّبنة الأساسية في بناء صرح الإصلاحات الكبرى المنتظرة، والتي سوف يكون في مقدّمتها الإصلاحات الدستورية· وهي عملية كبرى تتطلّب من الجميع المساهمة والمثابرة لكي يتحقّق هذا الوعد الرئاسي وهذه الخطوة العملاقة التي أقدم عليها الرئيس بعيدا عن الديماغوجية والترقيع السياسي الذي قد يضرّ ولا ينفع، خاصّة في هذه المرحلة الحرجة التي تمرّ بها المنطقة المغاربية والشرق أوسطية· ثقتنا كبيرة في حنكة رئيس مجلس الأمّة وأملنا أكبر في رئيس الجمهورية الذي سيقود سفينة الإصلاحات إلى برّ الأمان بكلّ عزيمة وثقة، وهذا أكبر طموحنا ومنتهى غايتنا·