فتح الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم أمس السبت بالجزائر العاصمة النار على الجامعة العربية، مؤكدا أنها لم تعد بيتا للعرب، ومشددا على ضرورة "إعادة النظر" في ميثاق "جامعة عمرو موسى" وآليات عملها حتى تضطلع بمهامها كاملة· وصرّح السيد بلخادم خلال ندوة فكرية نظمها الحزب حول "التأثيرات الجيوسياسية الجديدة على الأنظمة العربية" بأنه "لا بد من إعادة النظر في ميثاق الجامعة العربية وفي آليات عملها وكذا في التزام الدول بما تقره في اجتماعاتها"· واعتبر الأمين العام للأفلان في ذات الشأن بأن الجامعة العربية "لم تعد بيتا للعرب لأن الكثير من القادة العرب لا يملكون قرارهم"· كما تطرق السيد بلخادم إلى الاجتماع الأخير لمجلس التعاون الخليجي الذي درس طلب الأردن بالانضمام إلى المجلس واصفا الأمر "بغير الجديد" لأن هذا البلد طلب منذ سنوات الانضمام إلى المجلس لكن الجديد -حسب المتحدث- هو في التوقيت متسائلا "لماذا الآن"· وفي سياق ذي صلة استغرب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني "طلب مجلس التعاون الخليجي من دولة (المغرب) الانضمام إليه" مشيرا إلى أن الطبيعي هو أن يأتي الطلب من الدولة التي ترغب في ذلك· وأضاف بلخادم أنه انطلاقا من ذلك "يتعين على هذا المجلس أن يغير اسمه بالنظر إلى موقع كل من الأردن والمغرب" موضحا أن "منظومة الحكم في كل هذه الدول معروفة"· وبعد أن أشار إلى أن "كل بلد سيد في اتخاذ قراره" ذكر الأمين العام للحزب بوجود "فضاء ننتمي إليه"· وعن الوضع في ليبيا شدد السيد بلخادم على ضرورة "ترك الأمر لليبيين أنفسهم لكي يقرروا ويختاروا بين تثبيت (العقيد) القذافي أو تغييره دون الاستقواء بالأجنبي وتدمير قدرات البلاد"، مضيفا أن وجود ممثليات دبلوماسية في بن غازي يعتبر "تكريسا للتقسيم" وهو "ما لا نريده"· كما توقف السيد بلخادم عند مسألة ما يجري في هذا البلد من "توزيع للسلاح باسم الشعب المسلح من جهة وباسم الثوار من جهة أخرى" بحيث أكد بأن "تنقل السلاح في هذا الفضاء يستدعي أن نكون "حذرين ونحتاط للأمر"· وبخصوص ما يجري في العالم العربي من أحداث، ذكر أن الجزائر "سبقت" الدول الأخرى بتجربتها الديمقراطية التي أعقبت أحداث الخامس أكتوبر 1988· وقال أن "بعض الدوائر دوائر الإعلامية ومن وراءها دوائر أخرى" تريد أن تنقل عدوى ما يجري في بلدان عربية مبرزا في هذا الصدد أن الجزائر "ليست ديكتاتورية كما أنها مرت بمحنة وخرجت منها"· وأردف أن أحداث أكتوبر 1988 "جاءت بالإصلاحات ونقلت الجزائر من الواحدية الحزبية إلى التعددية ومن الاقتصاد الموجه إلى اقتصاد السوق من دون الحكم على نجاح التجربة من فشلها"· واعتبر أن ما جرى في مطلع شهر جانفي 2011 من أحداث يعد "احتجاجات مطلبية" مؤكدا ضرورة "تفعيل آليات الإنصاف في تقسيم الثروة والحصول على مناصب الشغل بمزيد من الشفافية في تقسيم السكنات وفي تسيير المال العام"·