مشاركون في أسبوع القرآن الكريم يحذرون: ** * دعوة إلى المحافظة على المرجعية الدينية الوطنية دعا المشاركون في الملتقى العلمي الموسوم ب الوفاء في القرآن الكريم أمس الثلاثاء بوهران إلى ضرورة المحافظة على المرجعية الدينية الوطنية بإعتدالها ووسطيتها معتبرين إياها ضامنا لتماسك المجتمع وتمسك أفراده بالأخلاق الرفيعة في مواجهة أمواج العولمة والانحلال وهي أمواج تضع المنظومة الأخلاقية للجزائريين في خطر. وحث المشاركون في هذا اللقاء المنظم بالمسجد القطب عبد الحميد ابن باديس في إطار فعاليات الأسبوع الوطني ال20 للقرآن الكريم القائمين على الحقل الديني من أئمة ودعاة الاستثمار في نوافذ التواصل الاجتماعي ومخاطبة الشباب بلغتهم قصد المحافظة على مرجعيتنا الدينية الوطنية باعتدالها ووسطيتها . وفي هذا الصدد دعا الدكتور نور الدين محمدي مدير التوجيه الديني والتعليم القرآني بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف ومدير الأسبوع الوطني للقرآن الكريم الأئمة إلى ضرورة التمسك بالمرجعية الدينية الوطنية للمجتمع الجزائري لأننا اليوم نشهد انفتاح العالم الافتراضي على تاريخ الشعوب الذي يسعى إلى إخراج هذه الأخيرة من عاداتها وتقاليدها ومن موروثها الديني والثقافي مشيرا إلى أن الأجيال مطالبة أن تستمد خبرتها الذاتية والشخصية من خلال تاريخ أجدادها . وأشار ذات المسئول الى أن الأئمة والمرشدات الدينيات يخضعون باستمرار إلى دورات تكوينية في مجال الصحة والأسرة والمرأة في إطار برامج قطاعية بين الوزارة الوصية ووزارتي الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات والتضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة . من جهته شدد الدكتور يوسي الهواري أستاذ بكلية العلوم الإنسانية والإسلامية بجامعة وهران 1 على ضرورة إعادة النظر في المنظومة الأخلاقية بصفة عامة ولقيمة الوفاء بصفة خاصة مشيرا إلى أن الوفاء هو إلتزام بمبدأ قائم على أساس الوعي والفهم والحرية والمسؤولية والتضحية . وأضاف أن المبتغى من هذا الملتقى هو إعادة بعث هذه القيمة بهذه المعاني السامية إسهاما منا في صناعة هذا المجتمع . من جهته اعتبر الدكتور بدر الدين أحمد العماري أستاذ محاضر بجامعة وهراني الوفاء مسألة عقدية قبل أن تكون أخلاقية لأن الله سبحانه وتعالى وصف نفسه في القرآن الكريم بالوفاء ووصف الأنبياء بخلق الوفاء ولابد أن ينعكس على علاقة الإنسان بربه ودينه وبشخصه . ودعا ذات المحاضر الأئمة والأساتذة والمشايخ إلى استثمار قيم القرآن الكريم في الحياة العملية والعلمية للمجتمع الإسلامي والأمة الإسلامية عموما. ويتناول هذا اللقاء المنظم بمبادرة من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أربعة محاور وهي الوفاء للأسرة والمجتمع و الوفاء للوطن والأمة والمجتمع الإنساني و الوفاء لروح الشريعة ومبادئها و الوفاء للهوية الإسلامية في زمن العولمة الثقافية . ومن المقرر أن تتواصل أشغال هذا الملتقى العلمي هذا الأربعاء بتقديم سلسلة من المحاضرات من بينها الوفاء في حياة الأنبياء والمرسلين و وفاء العقل والنظر لروح الشريعة وكلياتها و نحو تعزيز الوفاء للمرجعية الدينية الوطنية مجتمعيا وغيرها . للتذكير يحضر هذه التظاهرة الدينية زهاء 400 مشاركا من أئمة وعلماء وأساتذة جامعيين مختصين في الشريعة الإسلامية من مختلف ولايات الوطن . عيسى: جزائر الإسلام لا تقصي الآخرين قال وزير الشؤون الدينية والاوقاف محمد عيسى أن جزائر الإسلام لا تقصي الآخرين ولا تحاور إلا من أجل السلام ومن أجل العيش معا . وأبرز محمد عيسى في تصريح إعلامي على هامش زيارته يوم الاثنين لحصن سانتاكروز بأعالي جبل مرجاجو بمدينة وهران التي ستحتضن مراسم تطويب الرهبان في 8 ديسمبر الجاري أن الجزائر تسهل للكنسية الكاثوليكية هذه المراسم والمبادرة الدينية المسيحية التي تحترم قوانين الجمهورية. وسيكون دليل إضافي على أن جزائر الإسلام لا تقصي الأخرين ولا تحاور إلا من أجل السلام ومن أجل العيش معا . وأضاف أن الجزائر كانت ومازالت وستبقى أرض الحوار والتعاون والعيش معا في سلام مشيرا إلى أنه لا يوجد في قوانين الجمهورية عداوة ضد الآخر بل هناك إرادة قوية بأن يحترم القانون من طرف المسلمين وغير المسلمين . وأوضح الوزير أن الجزائر أكدت إلتزامها بالتسامح الديني بالتعديل الدستوري ل2016 حيث أن المادة 47 التي كانت منذ البداية تضمن حرية المعتقد أصبحت تضمن حرية ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين معتبرا بأن هذا المبدأ الدستوري هو الذي تعمل الادارة والحكومة الجزائرية على تجسيده . وقال محمد عيسى أن المعاني الحقيقية من تنظيم تطويب رجال ونساء الدين المسيحي الذي سقطوا في أرض الجزائر بولايات تيزي وزو والمدية والجزائرووهران في أيام الارهاب إلى جانب 114 إماما وقوات الجيش والأمن ستظهر بأن المسلمين والمسيحيين في أرض الجزائر يدافعون عنها ويخدمونها . وأبرز الوزير أنه تم تفويض الكاردينال ديشو بدرجة وزير ليمثل بابا الفاتيكان في تطويب الرهبان يوم 8 ديسمبر القادم.