خصص أئمة المساجد عبر الوطن حيزا هاما من خطبة صلاة الجمعة لتحسيس الشباب بالمخاطر المترتبة عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية داعين هذه الشريحة من المجتمع إلى عدم الانسياق وراء الأفكار الهدامة التي تروج لهذا الإغراء الآثم . وفي هذا الصدد أكد العديد من الأئمة على أهمية نشر الوازع الديني والأخلاقي في أوساط الشباب وحثهم على ضرورة الحفاظ على أنفسهم وعدم الإلقاء بها إلى التهلكة . وتطرق البعض منهم الى هذه الظاهرة لكونها غريبة عن الدين الإسلامي الذي يحرم مثل هذه الممارسات الغريبة عن مجتمعنا باعتبار أن حرمة دم المسلم وعرضه وماله ثابتة في نصوص الشريعة الإسلامية . واعتبر الأئمة أن هذه الظاهرة التي باتت تستقطب حتى النساء والأطفال وتسبب مآس كثيرة للعائلات الجزائرية التي تفقد فلذات أكبادها في عرض البحر تستدعي ضرورة التصدي لها حتى لا تستفحل أكثر في أوساط المجتمع . وأبرز الأئمة في خطبهم أهمية الاعتماد على المرجعية الدينية بأبعادها الوطنية معتبرين أن ذلك كفيل بمحاربة الفكر المتطرف وتأمين عقول وأفكار الشباب الجزائري . كما أشاروا أيضا الى أن نعمة الأمن تعد من أعظم النعم التي منّ الله بها على عباده ولا يمكن أن يشعر بها إلا من فقدها محذرين المواطنين وعلى وجه الخصوص فئة الشباب من مغبة الانسياق وراء الإشاعات المغرضة التي تحاول زرع الفتنة داعين إياهم إلى تفويت الفرصة على أعداء الوطن في الداخل والخارج . وأكدوا بالمناسبة على ضرورة التلاحم والتراحم ونبذ التفرقة بين أفراد المجتمع معتبرين أن الوضع الراهن يحتم على الجميع جعل مصلحة الوطن فوق كل اعتبار . للتذكير كان وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى قد دعا أئمة المساجد عبر الوطن الى تخصيص فقرات من خطبة الجمعة للتحسيس بخطورة ظاهرة الهجرة غير الشرعية وتقديم النصيحة للشباب حتى لا ينقادوا لهذا الإغراء الآثم . واعتبر الوزير أن هذه الهبة الوطنية تهدف إلى تقديم النصيحة للشباب في دروس الجمعة والخطب المنبرية والندوات المسجدية حتى لا ينقادوا لهذا الإغراء الآثم . وأشار الى أن قوارب الموت أصبحت تفتك من الأسرة الجزائرية أبناءها لينتهي بهم قدرهم قوتا للأسماك أو في حياة الذلة والمسكنة في مراكز الحجز في أرض الغربة معربا عن ترحيبه بكل مبادرة من شأنها أن تحيي ضمير المجتمع .