تحديد عشرات الصفحات الفيسبوكية المروّجة للظاهرة ** * انتشال 119 جثة.. و96 مفقودا بسبب الحرفة خلال 2018 ف. زينب كشف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي أمس السبت بالجزائر العاصمة أنه تم تحديد 51 صفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما الفيسبوك تقوم بالترويج لظاهرة الحرقة وهي الظاهرة التي تحولت إلى كابوس يؤرق الجزائريين حكومة وشعبا بدليل حالة الاستنفار الحكومي إضافة إلى الشعبي على أمل الحد من نزيف الشباب . وقال السيد بدوي في كلمة ألقاها خلال إشرافه على افتتاح أشغال المنتدى الوطني حول ظاهرة الحرقة أن شبكات التواصل الاجتماعي وعلاقاتها بظاهرة الحرقة هي زاوية مظلمة وأصبحت الفضاء المفضل لمنظمي رحلات الحرقة والترويج لخدماتهم واصطياد ضحاياهم من الأبرياء متخفين وراء أسماء مستعارة في صفحات على الفايسبوك تشمل مضامين تشجع على الحراقة وتحرض الشباب عليها وتقترح عليهم رحلات الموت المبرمجة مقابل مبالغ مالية معتبرة . وأوضح أنه تم تحديد 51 صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي مختصة في الترويج لهذه الظاهرة كما تم تحديد عدد من مسيّريها وانجزت ملفات قضائية ضدهم . وحذر الوزير في ذات السياق من بعض الذين يعتلون منابر الإعلام للترويج لخطابات التيئيس ونشر الإحباط وقتل الأمل والتحريض على الحرقة بخطابات جوفاء تبعث على المجازفة والموت داعيا هؤلاء إلى الكف عن المتاجرة بأرواح الشباب والعبث بمستقبلهم طمعا في مغانم معروفة . ولفت أيضا إلى خطورة دعائم صارت تستغل للترويج لأغاني شبابية مليئة بالإحباط واليأس مشيرا إلى أن أصحابها لا يدركون خطورتها وحجم الضرر الذي ينجم عنها . وذكر السيد بدوي بالمناسبة أن الهدف من هذا المنتدى هو خلق مساحات للتشاور وتبادل الرؤى والأفكار تسمح بدراسة هذه الظاهرة وفق منهجية علمية ونظرة تشاركية وكذا تشخيص أسبابها واقتراح حلول يمكنها ان تساعد السلطات العمومية في تنظيم سياساتها بخصوص هذه الظاهرة الاجتماعية مبرزا دور المجتمع المدني في محاربة الحرقة ودراسة كيفيات تفعيل وتعزيز الآليات المساعدة على ترقية العمل الجمعوي. وكشف وزير الداخلية أنه تم خلال سنة 2018 انتشال 119 جثة أشخاص و96 حالة مفقود بسبب ظاهرة الحرقة عبر البحر. وقال بدوي أن اللجان الولائية المكلفة بالملف سجلت خلال سنة 2018 مجموع 119 حالة انتشال لمهاجرين عبر البحر وكثير منهم لم ينطلقوا من الجزائر إلا أن التيارات حملتهم إلى شواطئنا مبرزا في نفس السياق أن هناك حالات لا تقل ألما ووجعا ويتعلق الأمر بشباب ركبوا البحر خفية ولم يظهر عليهم أي خبر إلى اليوم وهم المفقودين وقد بلغ عددهم خلال نفس السنة 96 حالة . وأكد أن السلطات المختصة تعمل بلا هوادة للبحث عنهم وتتبع أثارهم للكشف عن مصيرهم وإراحة أهاليهم مشيرا كذلك إلى أن عشرات الأشخاص تم إنقاذهم في أعالي البحار وتم إرجاعهم ومنعهم من الإقدام على هذه المخاطرة . إن هذه المعطيات -يضيف الوزير - بقدر ماتعبر عن حجم المأساة وخطورتها بقدر ما يجب ان تستنهض كل القوى والعزائم لتفسير الوضع وتحليل أليات وعوامل تطور هذه الظاهرة . وبهذه المناسبة نوه بدوي ب المجهودات الجبارة التي تبذلها قوات البحرية وحرس السواحل وكافة أسلاك الأمن لحماية الشباب وإنقاذهم وكذا عملهم الكبير في محاربة الأشخاص الضالعين في تنظيم رحلات الموت داعيا ذات المصالح إلى مزيد من التضحية لإفشال المخططات التي تحاك من قبل مجرمين يسعون للمال على حساب أرواح الشباب المغرر بهم . قرابة 200 قضية تتعلق بالحرقة على مستوى العدالة في 2018 أكد وزير الداخلية فتح خلال سنة 2018 ما يقارب 200 قضية تتعلق بظاهرة الحرقة على مستوى العدالة قدم على اثرها 344 شخصا أدين منهم 24 شخصا بالسجن. وقال بدوي اعطينا تعليمات صارمة للمصالح الأمنية بتكثيف التحقيقات وتركيز الجهود وتوجيهها نحو تفكيك شبكات التهريب ومحاربة منظمي الرحلات وأن تكون هذه الأعمال ضمن أولويات خططها العملياتية مؤكدا أن هذه المساعي كشفت خيوط مجموعة من الشبكات وسمحت بفتح ما يقارب 200 قضية على مستوى العدالة وتقديم 344 شخصا أمام الجهات القضائية خلال سنة 2018 أدين 24 منهم بالسجن النافذ لسنوات عديدة . وبعد أن أبرز الوزير أن المجهودات لا زالت متواصلة للكشف عن عدد معتبر من هؤلاء المهربين وتحديد هويتهم أوضح أن مثل هذا العمل والتنظيم ليس وليد الصدفة بل هو أمر مخطط بإحكام ومنسوج بدقة من قبل أناس يمتهنون للأسف هذه الحرفة المقيتة مشيرا إلى أن تحقيقات المصالح المختصة توصلت إلى انه من بين عوامل تنامي هذه الظاهرة هم أشخاص ينظمون هذه الرحلات ويرتبونها بشكل دقيق ويحسنون محو آثار أفعالهم الإجرامية ويطلق عليهم شبكات تهريب الحراقة الذين _كما قال _ باعوا ضميرهم واعميت الأطماع بصيرتهم فصارت حياة هؤلاء الشباب لا تعنيهم . وأضاف في نفس السياق انه تم كشف أمور يندى لها الجبين وتكشف وحشية هولاء المهربين ومدى فقدانهم لكل معاني الإنسانية من خلال دفعهم بشباب بريء وغير مدرك للمخاطر على متن قوارب كثير منها غير صالح للإبحار وبعتاد غير ملائم ويفتقد لأدنى شروط الأمن والسلامة . وبهذه المناسبة دعا الوزير كافة أسلاك الأمن إلى مزيد من التضحية والجهد قصد إفشال هذه المخططات التي تحاك هنا وهناك للإيقاع بالشباب في هذا الحلم الكاذب والمميت أبطاله مجرمون يسعون للمال على حساب أرواح شبابنا المغرر بهم متوعدا بأنهم سينالون العقاب اللازم بحجم ما سببوه من آلام وأن العدالة لن تتسامح معهم .