عرف إنتاج زيت الزيتون بولاية تيزي وزو خلال الموسم الجاري ارتفاعا كبيرا مقارنة بالموسم الفارط، حيث سجلت المصالح الفلاحية مع نهاية حملة جني الثمار، زيادة قدرت بأربعة أضعاف منتوج الولاية للسنة المنصرمة، كما أن الإنتاج الوفير الذي تم جنيه بتيزي وزو سنة 2011 الجارية لم تبلغه منذ أكثر من 5 سنوات متتالية· وبلغة الأرقام نجد أن شجيرات المنطقة جادت بما لا يقل عن 820ألف قنطار من ما يعادل 29 قنطارا في الهكتار الواحد، بينما كان مردود الهكتار الواحد من خلال الموسمين المنحصرين مابين سنة 2008 إلى 2010 لا يتعدى 17قنطارا في الهكتار الواحد، وأرجع السيد كريم كرابة مختص في العلوم الزراعية بمديرية الفلاحة بتيزي وزو الزيادة المسجلة في كمية إنتاج الزيتون للموسم الحالي إلى تلك العمليات التي تلت ضعف الإنتاج في الموسم الماضي والمتمثلة في إحاطة الشجرة بعناية أكبر وتزويدها بالمبيدات والأسمدة اللازمة قصد الحفاظ على محصولها خاصة في مرحلة الازهرار التي تعد مرحلة جد هامة بالنسبة للأشجار المثمرة على اختلاف أنواعها وهو ما ساعد ثمرة الزيتون على النضج الجيد، وأعاب نفس المتحدث الطرق التقليدية المعتمدة في جني الثمار على مستوى مختلف المناطق خاصة الريفية البعيدة منها حيث لا يكون التواصل بين المسؤولين والفلاحين هؤلاء الذي يجهلون التقنيات والطرق الحديثة في التعامل مع هذه الشجرة المباركة، حيث تعمل طريقة النفض بالعصي الخشبية على إتلاف الفروع التي تعد مؤهلة للإثمار في الموسم الموالي لموسم الجني المنصرم ما يؤثر سلبا على مردودية الشجرة، ودعا المتحدث إلى ضرورة الحفاظ عليها باستعمال الطرق الحديثة التي تعد بدورها بسيطة وسهلة وفي متناول الجميع لكنها صديقة للشجرة وتحميها من الضرر الذي يلحقه بها الإنسان دون قصد، وشجرة الزيتون تعد من أكثر الأشجار تلاؤما وطبيعة المنطقة الجبلية، كما أنها تعد مصدر رزق وعيش الكثير من العائلات القروية، فإن التفكير في تسويق المنتوج الذي يعتبر ذو جودة عالية بشهادة الخبرة العلمية الأجنبية، بات من الأولويات المحلية على أن يتم تنسيق الجهود بين الفلاحين والمسؤولين من أجل استغلال الإمكانيات الفلاحية التي تزخر بها المنطقة، والتي يمكنها إعطاء المزيد بقليل من الاهتمام كون شجرة الزيتون من النوع الذي لا يحتاج لعناية كبيرة ومستمرة، أما العناية بها تكون موسمية وبسيطة لا تكلف صاحبها بقدر ما تجود عليه، وعن السلبيات التي يتعامل بها منتجو زيت الزيتون بالمنطقة حذر المتحدث من استعمال الأوعية البلاستيكية التي تخزن فيها هذه المادة لسنوات عديدة، نظرا للمخاطر الصحية التي قد تنجم عن تحولات البلاستيك بفعل الزمن، ونصح باستعمال القوارير الزجاجية التي تعد مادتها الأكثر سلامة وأمنا على صحة المستهلك، كما نصح بعدم تعريض منتوج زيت الزيتون لأشعة الشمس لمدة كبيرة، الأمر الذي يؤثر على جودتها والتقليل من نسبة الفيتامينات التي تحويها، وفي نفس السياق كان المجلس الشعبي الولائي بالتنسيق مع إحدى الجمعيات العلمية الناشطة بالمنطقة قد استقدم خبراء أجانب أغلبهم من أوربا للحديث عن منتوج زيت الزيتون وتكوين فلاحين من المنطقة في تقنيات الاستغلال الأمثل لثمرة الزيتون التي يعمل هؤلاء على استعمال كل جزء فيها، بحيث تعتبر صالحة للاستعمال كليا، حيث تم تدريب بعض النسوة على كيفية صنع معجون الزيتون، وكذا عرض التجربة الأوربية في إنجاز مصانع تختص في صنع قوالب خشبية بنواة الزيتون، هذه القوالب التي تستعمل في التدفئة باستغلال النواة التي ترمى بعد عملية عصر الزيتون واستخراج زيته، هذا وفيما تعلق بالأسعار فإن وفرة المنتوج المذكورة ورغم تضاعفها بمعاصر الولاية، إلا أن الالتهاب بقي لصيق زيت الزيتون التي احتفظت بقيمتها المالية، حيث تراوحت ما بين 500دج في بداية الموسم لتستقر في حدود 350دج و 400دج في بعض المناطق التي يقل بها وجود أشجار الزيتون، وبالرغم من الالتهاب الذي تشكوه أسعار زيت الزيتون تبقى هذه المادة من الضروريات في مائدة سكان منطقة القبائل الذين يعتبرون هذا الزيت المبارك من المكونات الأساسية لمعظم أطباقهم خاصة التقليدية منها·