الهند تعزز القوات وتعتقل العشرات ** خيمت أجواء الحرب على الجزء الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير حيث اعتقلت السلطات الهندية عشرات القادة المسلمين بالتزامن مع إرسال آلاف التعزيزات العسكرية إلى الإقليم وتصعيد رئيس الوزراء ناريندرا مودي من حدة تحذيراته لباكستان على خلفية الهجوم الانتحاري الذي وقع هناك الأسبوع الماضي. ق.د/وكالات أفاد بيان صادر عن جماعة الإسلام -أكبر منظمة دينية في كشمير- بأن الشرطة الهندية وأجهزة أخرى شنت حملة اعتقالات واسعة وداهمت العديد من المنازل في الوادي حيث تم توقيف عشرات القادة المركزيين أو ممن هم على مستوى المناطق . وأوضح البيان أن من بين المعتقلين في الحملة الأمنية بكشمير شخصيات بارزة من الجماعة مثل عبد الحميد فايز وياسين مالك زعيم جبهة تحرير جامو وكشمير التي تسعى للانفصال عن الهندوباكستان وكذلك قيادات من مؤتمر الحرية وهو ائتلاف يضم أحزابا سياسية محلية. وقال مسؤولون في الشرطة الهندية اليوم السبت إن الشرطة اعتقلت أكثر من مئة انفصالي في مداهمات بكشمير الهندية الليلة الماضية. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في شرطة كشمير أن وصول مزيد من القوات وإلقاء القبض على قياديين وناشطين من الجماعات الانفصالية جزء من عمل في إطار الانتخابات نأخذه على عاتقنا لضمان انتخابات حرة ونزيهة . وبالتزامن مع حملة الاعتقالات بدأ نحو عشرة آلاف من القوات الهندية شبه العسكرية بالوصول إلى كشمير السبت بعد يوم من إصدار الهند الأمر بنشر تعزيزات. وربطت الشرطة الاعتقالات بالتحضيرات الأمنية للانتخابات المقبلة في الهند وبجلسة استماع تعقدها المحكمة العليا بعد غد الاثنين للنظر في طعن ببند دستوري يمنح الكشميريين حقوقا خاصة في الملكية والوظائف في المنطقة. وأدت الاعتقالات إلى مشاهد عنف في بعض أنحاء كشمير إذ رشق محتجون الشرطة بالحجارة وردت الشرطة بإطلاق الغاز المدمع. كما استدعت الاعتقالات انتقادات واسعة من القادة السياسيين في الإقليم وغردت رئيسة وزراء كشمير السابقة المؤيدة للهند محبوبة مفتي بأن الفشل في فهم تحرك تعسفي كهذا سيؤدي إلى مفاقمة الأمور بشكل متسارع.. بإمكانك سجن شخص لكن لا يمكن حبس أفكاره . وأما مرويز عمر فاروق -وهو قيادي كشميري نافذ- فغرد قائلا إن إجراءات غير قانونية وقهرية كهذه بحق الكشميريين عقيمة ولن تغيّر الواقع على الأرض . أجواء حرب وظهرت السبت مؤشرات على أن الحملة التي ينفذها الجيش الهندي في كشمير وتهديداته لباكستان أفزعت السكان ودفعتهم للمسارعة إلى شراء الوقود والدواء والغذاء. وأغلقت المتاجر في أنحاء كشمير أبوابها السبت بعضها احتجاجا على الاعتقالات والبعض الآخر خوفا من نشوب نزاع بين الهندوباكستان. وامتدت صفوف طويلة خارج محطات الوقود واكتظت المتاجر بمن يريدون تخزين الأغذية. وتسبب توجيه من الحكومة للمستشفيات بضمان توفر مخزونات كافية من الأدوية في إثارة بعض المخاوف. ويخشى الكثير من سكان كشمير تعرّض المنطقة لضربة عسكرية ردا على الهجوم الانتحاري الذي وقع الأسبوع الماضي بينما تحدث سكان عدة مناطق عن نشاط عسكري جوي غير معتاد ليلة السبت. ولم تعلّق السلطات على تحليق المقاتلات العسكرية والمروحيات فوق المنطقة. بدوره تعهد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بالرد إذا تعرضت بلاده إلى أي هجوم. وفي رسالة لمجلس الأمن الدولي نشرت السبت اتهم وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي الهند بإشعال فتيل الحرب . وأثار النزاع قلقا دوليا حيث وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الوضع بأنه شديد الخطورة وقال في تصريحات في البيت الأبيض أمس الجمعة نرغب أن يتوقف ذلك . وأضاف خسرت الهند للتو نحو 50 شخصا جراء هجوم.. أتفهّم ذلك . واتهمت الهند إسلام آباد بدعم الهجوم وهو ما نفته الحكومة الباكستانية بينما صدرت دعوات واسعة طالبت رئيس الوزراء الهندي بإعطاء أمر بشن ضربة انتقامية. وقال مودي أمام حشد في ولاية راجستان اليوم إن البلاد غاضبة من الهجوم الذي وقع في منطقة بولواما في كشمير الهندية. وأضاف بعد هجوم بولواما لا بد أنكم رأيتم كيف تتم محاسبة باكستان خطوة بخطوة.. إنهم في حالة ذعر بسبب قرارات حكومتنا . وأكد لن نجلس بهدوء بعدما تحملنا هذا الألم.. نعرف كيف نسحق الإرهاب.. منحنا الجيش حرية كاملة في التحرك وتعهد مودي بالرد بقوة على الهجوم في كشمير وكرر السبت عزمه على تكبيد الجناة ثمنا باهظا . ومن المرجح أن تكون قضية كشمير مسألة رئيسية في الانتخابات الهندية العامة. كما حولت بعض الاهتمام بعيدا عن المخاوف المتعلقة بكيفية إدارة رئيس الوزراء مودي وحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم للاقتصاد. يذكر أن الهندوباكستان خاضتا اثنتين من الحروب الثلاث بينهما منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1974 من أجل كشمير.