مقتل 44 جنديا هنديا بتفجير في كشمير توتر جديد بين الهندوباكستان قتل 44 جنديا هنديا -على الأقل- في هجوم بسيارة مفخخة استهدف قوات الأمن الهندية في الشطر الواقع تحت سيطرة الهند من إقليم كشمير وسط توقعات بارتفاع عدد ضحايا التفجير الذي سارعت باكستان إلى نفي علاقتها به. واستهدف التفجير -الذي وقع الليلة الماضية- قافلة تضم 78 حافلة تنقل نحو 2500 عنصر من قوات الشرطة الاحتياطية على طريق سريع يبعد نحو عشرين كيلومترا عن سريناغار العاصمة الصيفية للإقليم وسمع دوي الانفجار على بعد 12 كيلومترا من الموقع. وأفادت تقارير أمنية هندية بأن نحو 350 كيلوغراما من المتفجرات استخدمت في التفجير وأظهرت صور من الموقع بقايا سبع آليات على الأقل متناثرة على الطريق السريع قرب حافلات عسكرية زرقاء. وذكرت وكالة برس تراست أوف إنديا أنّ العديد من الجثث تمزقت تماما. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول كبير في الشرطة الهندية -رفض ذكر اسمه- قوله استنادا إلى حالة المركبات المتضررة فإن الحصيلة قد ترتفع . ونسبت وسائل إعلام هندية محلية بيانا ل جيش محمد في باكستان يعلن فيه مسؤوليته عن التفجير وقال ناطق باسم هذه المجموعة لوكالة أنباء محلية إنّ الهجوم الانتحاري نفذه شخص يدعى عادل أحمد وهو مسلح معروف في المنطقة. وقال شهود عيان وضابط في الشرطة الهندية إن المئات من القوات الهندية الحكومية حاصرت نحو 15 قرية في المنطقة وبدأت عمليات دهم للمنازل. الهند تتوعد وباكستان ترفض وأدان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الاعتداء المشين وكتب على تويتر إنّ تضحيات عناصر الأمن الشجعان لن تذهب سدى . ووجهت الخارجية الهندية اتهاما ضمنيا لباكستان وقالت -في بيان- لها نطالب باكستان بوقف دعم الإرهابيين والمجموعات الإرهابية التي تعمل من أراضيها . لكن الخارجية الباكستانية ردت نافية أي تورط لإسلام آباد. وقالت الخارجية الباكستانية لطالما قمنا بإدانة أعمال العنف في كل مكان في العالم ونرفض بقوة أي تلميح في الإعلام الهندي أو الحكومة يهدف إلى ربط الهجوم بباكستان دون تحقيقات . وفي إطار ردود الفعل الدولية على التفجير الذي يعد الأعنف من نوعه منذ 17 عاما أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجوم وطالب بضرورة الإسراع بتقديم الذين يقفون وراءه إلى العدالة. وأدانت واشنطن بأشد العبارات هذه الفعلة المشينة . داعية كافة الدول إلى حرمان الإرهابيين من الملاذ والدعم . وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو إن بلاده مصممة على العمل مع الحكومة الهندية لمحاربة الإرهاب في كافة أشكاله . كما أدانت فرنسا الهجوم الجبان ودعت كافة الدول إلى التصدي الفعال لشبكات الإرهابيين وقنوات تمويلهم ومنع الحركات العابرة للحدود للمجموعات الإرهابية مثل جيش محمد الذي تبنى هذا الهجوم . وتنشر نيودلهي خمسمئة ألف عسكري في الجزء الخاضع تحت سيطرتها من كشمير ويضم جماعات مقاومة تكافح منذ 1989 ضد ما تعتبره احتلالا هنديا لمناطقها ويطالب سكانه بالاستقلال عن الهند والانضمام إلى باكستان منذ استقلال البلدين عن بريطانيا في 1947 واقتسامهما الإقليم ذا الأغلبية المسلمة. وفي إطار الصراع على كشمير خاضت باكستانوالهند ثلاث حروب في أعوام 1948 و1965 و1971 مما أسفر عن مقتل نحو سبعين ألف شخص من الطرفين. ومنذ 1989 قُتل أكثر من مئة ألف كشميري وتعرضت أكثر من عشرة آلاف امرأة للاغتصاب في الشطر الخاضع للهند من الإقليم بحسب جهات حقوقية مع استمرار أعمال مقاومة مسلحة من قبل جماعات إسلامية ووطنية ضد الهيمنة الهندية.