وسط مقارنات بين حراكهم السلمي و شغب فرنسا إشادة عالمية بتحضر الجزائريين س. إبراهيم ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها خلال الساعات الأخيرة بالمقارنات بين الحراك الشعبي السلمي في الجزائر وبين الشغب الذي شهدته فرنسا أمس السبت على غرار أسابيع ماضية حين تعاملت السلطات الأمنية بكثير من العنف مع المتظاهرين الذين لم يتوان كثير منهم في القيام بأعمال تخريب غير حضارية وكانت كفة المقارنة في صالح الجزائريين الذين حظي تحضرهم بإشادة عالمية كبيرة. ونجح الجزائريون على مدار أربعة جمعات متتالية في شد أنظار العالم بسلمية حراكهم رغم الأعداد الكبيرة للمتظاهرين الذين برهنوا بسلوكاتهم الحضارية على وعي الشعب الجزائري بالتزامن مع همجية كثير من الفرنسيين الذين قدّموا صورا مخجلة عن مستوى الوعي والتحضر ببلادهم.. واهتمت العديد من المواقع الوطنية وغيرها بالمقارنات الحاصلة بين الحراكين في الجزائروفرنسا فنشر موقع سبق برس تقريرا مطولا عن الموضوع جاء فيه: أن مظاهرات الجزائريين التي عكست أخلاقا عالية من خلال مشاهد إنسانية فريدة من نوعها في تاريخ البشرية رغم توافدهم كطوفان في الشوارع ومدى فوضوية وعنف أصحاب والسترات الصفراء وخشونة تعامل عناصر الأمن معهم رغم قلة عددهم. وأشار التقرير إلى أن من بين أجمل الصور التي رسمها الجزائريون هو مشاهد تطوع بعض المواطنين لتنظيم حركة المرور وتوجيه حركة الحشود الكثيفة والسماح للسيارات بالمرور وسطها وعدم حدوث احتكاكات مع عناصر الأمن وقوات مكافحة الشغب الذين اكتفوا في الكثير من المواطن بتوجيه حركة المواطنين حيث كثيرا ما استقبلوهم بهتافات الجيش الشعب خاوة خاوة وهو الشعار السلمي الذي يكشف مدى قوة حب المواطنين للجيش الوطني الشعبي والشرطة وحسن العلاقة الطيبة التي تجمعهما. وتميزت مسيرة 8 مارس التي طغى عليها الجنس اللطيف لتزامنها مع اليوم العالمي للمرأة بمشاهد لطيفة لنساء كن يحملن ورودا ملونة ويرتدين أزياء تقليدية معبرة عن ثقافة المنطقة وتاريخها الأصيل وحتى أنهن ركزن على توجيه تحياتهن الخاصة لرجال الأمن من خلال إهدائهم الورود وهي المواقف التي تفاعل معها رجال الأمن بإيجابية. كما برزت مشاهد مؤثرة في مسيرة 15 مارس من بينها تطوع أصحاب حافلات النقل الجماعي لنقل المسافرين مجانا بغية تسهيل حركية التنقل على المواطنين في أنحاء العاصمة وتنظيف الشوراع إضافة إلى قيام بعض العائلات بوضع موائد طعام قرب البيوت من أجل إطعام المتظاهرين المارين قربها وتوزيع قاروات المياه والتمور في وضع يجعلك تحس وكأنك في عرس واحتفال كبير لا احتجاجات تدعو لإسقاط النظام. وعلى النقيض من ذلك جاءت الصورة مغايرة تماما في فرنسا خلال احتجاجات أصحاب والسترات الصفراء أمس السبت حيث راجت صور تبرز رجال الأمن وهم يعتدون على النساء ومتظاهرون يعتدون على سيارات الشرطة وقوات مكافحة الشغب وبعضهم يسرقون المحلات ويخربون الممتلكات العمومية على غرار حرق أشهر كشك لبيع الجرائد في فرنسا. وقد بدت شوارع الشانزيليزي كأنها منكوبة إثر قيام المتظاهرين بإثارة الفوضى والشغب وهو ما دفع رجال الأمن لرميهم بالغازات المسيلة للدموع التي أظهرت المكان وكأنه في حالة حرب. الإعلام العالمي معجب بالجزائريين تفاعلت الصحافة العالمية بكثير من الإعجاب مع المشاهد التي صنعها الجزائريون في حراكهم السلمي حيث تداولت صورا وفيديوهات وصنعت أفلاما قصيرة تجسد لحظات من الإنسانية في أحلى تجلياتها لقطات ظهر فيها رجال الأمن يحتفلون بمرور اليوم دون خسائر تذكر ويهتفون بأهازيج تعبر عن روح وطنية وآخرون يهدئون من روع المتظاهرين وينجحون في تحويل مشاهد عنف إلى لقطات يسودها الحب والسلام الأمر الذي لم تفاعل معه الجميع بإيجابية وساهم في تغيير الصورة النمطية عن عنف الجزائريين التي كانت بعض الشعوب تحملها عنها. وبهذا الصدد علقت صحفية فرنسية بقناة وفرانس 24 على مسيرات الجزائر قائلة: برافو .. أنتم قدوة لنا.. تخرجون بالملايين منذ 3 أسابيع ولم تقع هنالك أي أعمال شغب أو عنف أو تخريب تحية للجزائريين في إشارة إلى تميز الإحتجاجات بالجزائر عن فرنسا التي فقدت فيها السيطرة بشكل تام. كما علق الإعلامي اللبناني ورئيس تحرير الأخبار في قناة وفرانس 24_ ميشال الكيك على أحداث باريس التي عرفت عنفا لا حدود له قائلا والجزائر بالملايين بكل هدوء باريس بضعة آلاف ببالغ العنف اليوم .. غريبة المفارقة .. وزير الداخلية الفرنسية تحدث عن 1500 شخص من شديدي العنف كما وصفهم زرعوا الرعب والخوف في العاصمة الفرنسية هذا السبت إذ أبهره تحكم الجزائريين الكبير في المسيرة حيث رغم أعدادهم الخيالية التي تجاوزت الملايين لم يحدث أي انزلاقات أمنية مهددة لحياة وسلامة المواطنين عدا بعض المناوشات والخسائر البسيطة التي لا تكاد تذكر بالنسبة لمظاهرة حاشدة شارك فيها الملايين. وسلطت العديد من القنوات الإعلامية الضوء على فوضى وغوغاء الفرنسيين وتحضر الجزائريين من خلال إعداد تقارير مقارنات تظهر الإختلافات الكبيرة بينهما. كما تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه المقارنات ودعوا الفرنسيين لتعلم أساليب التظاهر الراقية والحضارية من الجزائريين دون عنف دون تكسير دون أذية للآخرين والخروج بسلمية..